حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إنْ كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإنْ لم يكن فيه فقد بهته».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٩) من طرق عن إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إنْ كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإنْ لم يكن فيه فقد بهته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحذر من آفة خطيرة من آفات اللسان، وهي الغيبة، ويبين حقيقتها وحكمها بشكل واضح لا لبس فيه.

أولاً. شرح المفردات:


● الغيبة: هي ذكر المسلم في غيابه بما يكره.
● أخاك: أي أخاك في الإسلام، ويشمل كل مسلم.
● بما يكره: أي بصفة أو فعل أو قول يسوءه لو سمعه.
● فقد اغتبته: أي وقعت في الإثم العظيم وهو الغيبة.
● فقد بهته: البهت هو الكذب والافتراء، وهو أعظم إثماً من الغيبة.

ثانياً. شرح الحديث:


استفهم النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه بقوله: «أتدرون ما الغيبة؟» ليجذب انتباههم إلى خطورة هذا الذنب، وليؤكد على أهمية فهم حقيقته.
فأجابوا بأدب الجماعة الواعية: «الله ورسوله أعلم»، اعترافاً منهم بأن العلم الحقيقي comes من الله ورسوله.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الغيبة بأوضح بيان فقال: «ذكرك أخاك بما يكره». وهذا تعريف جامع مانع للغيبة، فكل ما يذكر به الإنسان ويكرهه، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، فهو من الغيبة المحرمة.
ثم جاء السؤال التالي ليوضح النبي صلى الله عليه وسلم حكم حالة قد يظنها بعض الناس مبررة للغيبة: «أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟» أي: ماذا لو كان الصفة السيئة التي أذكرها موجودة حقاً في أخي؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم جواباً حاسماً يقطع كل حيلة للمتساهلين:
- «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته»: أي أن مجرد وجود الصفة لا يبيح لك ذكرها والحديث عنها، بل لا تزال غيبة محرمة.
- «وإن لم يكن فيه فقد بهته»: أي إذا كنت قد كذبت عليه وافتريت، فقد جمعت بين ذنبين عظيمين: الغيبة والكذب (البهت).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الغيبة: فهي من كبائر الذنوب، وقد شبهها الله تعالى بأبشع تشبيه في قوله: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
2- الغيبة لا تُباح بحال وجود الصفة: وهو درس عظيم يهدم تبرير الكثيرين لأنفسهم بقولهم: "لكنها الحقيقة!". فوجود العيب لا يبيح لك إشاعته والتحدث به.
3- الفرق بين الغيبة والبهت: الغيبة ذكر العيب الحقيقي، والبهت هو اختلاق العيب وافتراؤه، وكلاهما محرم، ولكن البهت أشد إثماً لاشتماله على الكذب.
4- حرمة المسلم على المسلم: فسوء الظن به، والتجسس على عيوبه، ثم ذكرها ونشرها، كل هذا يناقض الأخوة الإيمانية.
5- وجوب حفظ اللسان: فاللسان هو ترجمان القلب، وحفظه من أعظم القربات، وإطلاقه في الغيبة والنميمة من أسباب هلاك صاحبه.

رابعاً. علاج الغيبة والوقاية منها:


1- تذكر عظمة الله واستحضار مراقبته في كل حال.
2- تذكر العقاب الأخروي للغيبة، وأنها تُسجل على صاحبها كسيئات، وتُسلب من حسناته.
3- التفكير في العواقب الدنيوية للغيبة، من انتشار العداوة والبغضاء بين المسلمين.
4- شغل الوقت بما ينفع من ذكر الله وطلب العلم النافع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة.
5- مجالسة الصالحين الذين يعينون على الخير ويذكرون بالله.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة والبهتان، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٩) من طرق عن إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1237 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

  • 📜 حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب