حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)﴾

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل يَغْتَسِلُون عُراةً ينظر
بعضُهم إلى بعض، وكان موسى يغتسلُ وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسلَ معنا إِلَّا أنه آدر، فذهب مرةً يغتسلُ فوضع ثوبَه على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر! حتَّى نظرتْ بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس. وأخذ ثوبه فطفِق بالحجر ضربًا».
فقال أبو هريرة: والله إنه لندبٌ بالحجر ستة أو سبعة ضربًا بالحجر.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الغسل (٢٧٨) - واللّفظ له -، ومسلم في الحيض (٣٣٩) كلاهما من طريق عبد الرزّاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل يَغْتَسِلُون عُراةً ينظر
بعضُهم إلى بعض، وكان موسى يغتسلُ وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسلَ معنا إِلَّا أنه آدر، فذهب مرةً يغتسلُ فوضع ثوبَه على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر! حتَّى نظرتْ بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس. وأخذ ثوبه فطفِق بالحجر ضربًا».
فقال أبو هريرة: والله إنه لندبٌ بالحجر ستة أو سبعة ضربًا بالحجر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (برقم 278) ومسلم (برقم 339) عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل في طياته دروساً عظيمة وعبراً جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● يَغْتَسِلُون عُراةً: أي يتعرون تماماً أثناء الاغتسال، وينظر بعضهم إلى عورة بعض.
● آدَرْ: صفة تعني أن به عيباً في خصيتيه، إما كبراً أو انتفاخاً أو شيئاً من هذا القبيل.
● فَرَّ الحجرُ بثوبه: أي أن الحجر تحرك وذهب مسرعاً وحاملاً ثوب موسى عليه السلام.
● ندَبٌ: أثر الجرح، أي علامات الضرب التي ظهرت على الحجر من شدة ضرب موسى له.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن قصة حدثت في بني إسرائيل، حيث كانوا يغتسلون جماعةً متعرين، ينظر بعضهم إلى عورة بعض، وهذا من سوء الأدب وقلة الحياء. وكان نبي الله موسى عليه السلام يبتعد عن هذه العادة السيئة ويغتسل منفرداً حياءً من الله تعالى وحفاظاً على عورته.
فظن بنو إسرائيل أن سبب انفراد موسى بالاغتسال هو عيب جسدي فيه (أنه آدر)، فاتهموه ظلماً وعدواناً.
وليرد الله تعالى براءة موسى عليه السلام، جعل معجزة تحدث: فعندما ذهب موسى يغتسل ووضع ثوبه على حجر، فر الحجر بثوبه مسرعاً، فخرج موسى خلفه عارياً لاسترداد ثوبه، فرآه بنو إسرائيل على هذه الحالة فتبين لهم أنه سوي الخلقة، ليس به أي عيب، فزال عنهم الشك وظهرت براءة موسى عليه السلام.
ولما استرد موسى ثوبه من الحجر، غضب من هذا الحجر الذي فر بثوبه وأظهر عورته للناس، فضربه بالحجر ست أو سبع مرات حتى ترك فيه أثر الضرب (الندب).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- ذم التعري وكشف العورة أمام الآخرين: فالمشروع في الاغتسال ستر العورة وعدم كشفها، وهذا من كمال الحياء الذي هو من الإيمان.
2- الحياء خلق كريم: وكان موسى عليه السلام من أشد الناس حياءً، حتى وصفه النبي ﷺ بأنه "حيي ستير" كما في الصحيحين.
3- براءة الأنبياء من العيوب: فالله تعالى يبرئ أنبياءه من التهم الباطلة، وينصرهم على من ظلمهم.
4- خطورة سوء الظن بالصالحين: فاتهام بني إسرائيل لموسى كان ظنّاً سوءً، والظن السيء بالآخرين – وخاصة الصالحين – من الأمور المحرمة.
5- غضب الأنبياء لله تعالى: فغضب موسى عليه السلام وضربه للحجر كان لأن هذا الحجر كان سبباً في كشف عورته، فغضب لله تعالى.
6- إثبات المعجزة لنبي الله موسى: حيث سخّر الله له الحجر لتحريكه، وهذه من معجزاته الدالة على نبوته.
7- أن الجمادات تتحرك بإذن الله: فالحجر تحرك وفر بثوب موسى بأمر الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة وجوب ستر العورة حتى عند الاغتسال، وأنه لا يجوز للرجل أن يكشف عورته أمام غيره.
- فيه إثبات صفة الغضب للأنبياء، ولكن غضبهم لله تعالى، لا لحظوظ أنفسهم.
- قول أبي هريرة رضي الله عنه: "والله إنه لندب..." زيادة توضيحية منه، تبين شدة غضب موسى عليه السلام وقوة ضربه، حتى ترك أثراً في الحجر الصلب.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الحياء والستر، وأن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الغسل (٢٧٨) - واللّفظ له -، ومسلم في الحيض (٣٣٩) كلاهما من طريق عبد الرزّاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1239 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

  • 📜 حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر ستة أو سبعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب