حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)﴾

عن فروة بن مسيك الغطيفي، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ قال: «بلى» ثمّ بدا لي، فقلت: يا رسول الله! لا، بل أهل سبأ، فهم أعزّ وأشدّ قُوة. قال: فأمرني رسول الله ﷺ، وأذن لي في قتالهم، فلمّا خرجتُ من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله ﷺ: «ما فعل الغطيفي؟» فأرسل إلى منزلي، فوجدني قد سِرْتُ فرُدِدْتُ، فلمّا أتيتُ رسول الله ﷺ وجدته قاعدًا ومعه أصحابه، قال: فقال: «بل ادعُ القومَ، فمن أجاب فاقبل منه، ومن لم يجب فلا تعجل عليه، حتَّى تحدث إلي» قال: فقال رجل من القوم: يا رسول الله! أخبرْنا عن سبأ، أرض هي أو امرأة؟ قال: «ليست بأرض ولا امرأة، ولكنه رجلٌ وَلَدَ عشرةً من العرب، فتيامنَ منهم ستةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا: فَلَخْمٌ، وجُذامٌ، وغسّان، وعامِلَة، وأمّا الذين تيامنوا: فالأزدُ، وكندةُ، وحميرٌ، والأشعريون، وأنمارٌ، ومذحج» فقال رجل: يا رسول الله! وما أنمار؟ قال: «الذين منهم خثعم وبجيلة».

حسن: رواه أبو داود (٣٩٨٨)، والتِّرمذيّ (٣٢٢٢)، وأحمد (٢٤٠٠٩/ ٨٩)، واللّفظ له، كلّهم من طريق أبي أسامة (حمّاد بن أسامة)، حدثنىِ الحسن بن الحكم النخعي قال: أخبرنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مُسَيك الغُطيفي فذكره.

عن فروة بن مسيك الغطيفي، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ قال: «بلى» ثمّ بدا لي، فقلت: يا رسول الله! لا، بل أهل سبأ، فهم أعزّ وأشدّ قُوة. قال: فأمرني رسول الله ﷺ، وأذن لي في قتالهم، فلمّا خرجتُ من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله ﷺ: «ما فعل الغطيفي؟» فأرسل إلى منزلي، فوجدني قد سِرْتُ فرُدِدْتُ، فلمّا أتيتُ رسول الله ﷺ وجدته قاعدًا ومعه أصحابه، قال: فقال: «بل ادعُ القومَ، فمن أجاب فاقبل منه، ومن لم يجب فلا تعجل عليه، حتَّى تحدث إلي» قال: فقال رجل من القوم: يا رسول الله! أخبرْنا عن سبأ، أرض هي أو امرأة؟ قال: «ليست بأرض ولا امرأة، ولكنه رجلٌ وَلَدَ عشرةً من العرب، فتيامنَ منهم ستةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا: فَلَخْمٌ، وجُذامٌ، وغسّان، وعامِلَة، وأمّا الذين تيامنوا: فالأزدُ، وكندةُ، وحميرٌ، والأشعريون، وأنمارٌ، ومذحج» فقال رجل: يا رسول الله! وما أنمار؟ قال: «الذين منهم خثعم وبجيلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، ومنهم العلماء، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وغيرهم من أئمة العلم.

الحديث بصيغته كما ورد:


عن فروة بن مسيك الغطيفي، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ قال: «بلى» ثمّ بدا لي، فقلت: يا رسول الله! لا، بل أهل سبأ، فهم أعزّ وأشدّ قُوة. قال: فأمرني رسول الله ﷺ، وأذن لي في قتالهم، فلمّا خرجتُ من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله ﷺ: «ما فعل الغطيفي؟» فأرسل إلى منزلي، فوجدني قد سِرْتُ فرُدِدْتُ، فلمّا أتيتُ رسول الله ﷺ وجدته قاعدًا ومعه أصحابه، قال: فقال: «بل ادعُ القومَ، فمن أجاب فاقبل منه، ومن لم يجب فلا تعجل عليه، حتَّى تحدث إلي» قال: فقال رجل من القوم: يا رسول الله! أخبرْنا عن سبأ، أرض هي أو امرأة؟ قال: «ليست بأرض ولا امرأة، ولكنه رجلٌ وَلَدَ عشرةً من العرب، فتيامنَ منهم ستةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا: فَلَخْمٌ، وجُذامٌ، وغسّان، وعامِلَة، وأمّا الذين تيامنوا: فالأزدُ، وكندةُ، وحميرٌ، والأشعريون، وأنمارٌ، ومذحج» فقال رجل: يا رسول الله! وما أنمار؟ قال: «الذين منهم خثعم وبجيلة».


1. شرح المفردات:


● فروة بن مسيك الغطيفي: صحابي جليل من قبيلة مراد، كان من سادات العرب وقادتهم قبل الإسلام، ثم أسلم وحسن إسلامه.
● أدبر: أي ارتد عن الإسلام بعد إظهاره.
● أقبل: أي بقي على الإسلام وأقبل عليه.
● بدا لي: خطر ببالي وغيّرت رأيي.
● سبأ: اسم لقبيلة أو مجموعة قبائل عربية عريقة.
● تيامن: ذهب إلى اليمن، أو صار من أهل اليمن (أي من القبائل اليمانية).
● تشاءم: ذهب إلى الشام، أو صار من القبائل التي استقرت في جهة الشام.
● لخم، جذام، غسان، عاملة: قبائل عربية تنتمي إلى سبأ، استقرت في بلاد الشام.
● الأزد، كندة، حمير، الأشعريون، أنمار، مذحج: قبائل عربية تنتمي إلى سبأ، استقرت في اليمن والحجاز.
● خثعم، بجيلة: قبيلتان تنتميان إلى أنمار.


2. شرح الحديث:


يقع هذا الحديث في سياق تاريخي مهم، وهو فترة الردة التي حدثت بعد وفاة النبي ﷺ، حيث ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام. فروة بن مسيك كان من القادة المسلمين الذين أرادوا قتال المرتدين من قومهم.
● الجزء الأول: استئذان فروة بن مسيك من النبي ﷺ في قتال من ارتد من قومه بمن بقي على الإسلام. فأذن له النبي ﷺ أولاً، ثم غيّر فروة رأيه وطلب قتال قبيلة سبأ لأنهم أعز وأقوى، فأذن له النبي ﷺ مرة أخرى.
● الجزء الثاني: بعد خروج فروة، نزل الوحي على النبي ﷺ بشأن سبأ (والمقصود هنا ما ذكر في سورة سبأ من آيات)، فاستدعاه النبي ﷺ مرة أخرى ونصحه بعدم التعجل في قتالهم، بل دعوتهم إلى الإسلام أولاً، فإن أجابوا فخير، وإن أبوا فلا يعجل حتى يخبر النبي ﷺ.
● الجزء الثالث: سؤال أحد الصحابة عن "سبأ"، وهل هي أرض أو امرأة؟ فأجاب النبي ﷺ أنها ليست أرضًا ولا امرأة، بل هو رجل من العرب العاربة، ولد عشرة أولاد، تشعبت منهم قبائل العرب. وقسمهم إلى قسمين:
● القبائل المتشائمة (أي التي سكنت الشام): لخم، جذام، غسان، عاملة.
● القبائل المتيامنة (أي التي سكنت اليمن): الأزد، كندة، حمير، الأشعريون، أنمار، مذحج.
- ثم بين النبي ﷺ أن "أنمار" هي أصل قبيلتي خثعم وبجيلة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة في الدعوة والقتال: النبي ﷺ علمنا أن الدعوة إلى الإسلام مقدمة على القتال، وأنه لا يعجل بالقتال حتى تستنفذ وسائل الدعوة والسلم.
2- مشورة النبي ﷺ لأصحابه: النبي ﷺ كان يستمع إلى أصحابه ويأخذ برأيهم إن كان صوابًا، كما غير رأيه في الإذن لقتال سبأ بعد نزول الوحي.
3- أهمية العلم بالنسب: الحديث يبين علم النبي ﷺ بأنساب العرب وأصولهم، وهو علم مهم لفهم التاريخ والاجتماع البشري.
4- التثبت وعدم العجلة: قول النبي ﷺ: "لا تعجل حتى تحدث إلي" درس في التثبت وعدم التسرع في الأمور المهمة.
5- فضل الدعوة قبل القتال: تأكيد على مبدأ الدعوة أولاً، وهو من أسس السياسة الشرعية في التعامل مع غير المسلمين.

### 4. معلومات إضافية مفيدة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٩٨٨)، والتِّرمذيّ (٣٢٢٢)، وأحمد (٢٤٠٠٩/ ٨٩)، واللّفظ له، كلّهم من طريق أبي أسامة (حمّاد بن أسامة)، حدثنىِ الحسن بن الحكم النخعي قال: أخبرنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مُسَيك الغُطيفي فذكره.
وأبو سبرة النخعي الكوفي يقال: اسمه عبد الله بن عابس، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبَّان في الثّقات، لذا قال عنه الحافظ: «مقبول» يعني حيثُ يتابع وإلَّا فلين الحديث. وقد توبع.
رواه أحمد (٢٤٠٠٩/ ٨٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٨/ ٣٢٣) كلاهما من طرق عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن يحيى بن هانئ بن عروة، عن فروة بن مُسيك فذكره.
وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي متكلم فيه، قال عنه الحافظ: «ضعّفوه لكثرة تدليسه».
لكنْ لا بأس به في المتابعة، وبهذين الإسنادين يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب». وحسّنه أيضًا ابن كثير في تفسيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1244 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

  • 📜 حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخبرنا عن سبأ أرض هي أو امرأة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب