عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)﴾

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قُمتُ مع رسول الله ﷺ ليلةً، فقام، فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمةٍ إِلَّا وقف، فسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إِلَّا وقف، فتعوّذ. قال: ثمّ ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة». ثمّ سجد بقدر قيامه، ثمّ قال في سجوده مثل ذلك، ثمّ قام، فقرأ بآل عمران، ثمّ قرأ سورة سورة.

حسن: رواه أبو داود (٨٧٣)، والنسائي (١١٣٢)، والتِّرمذيّ في الشمائل (٣٠٦) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، يقول: سمعت عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:

● قمت مع رسول الله ﷺ ليلة: أي صلى معه صلاة الليل (قيام الليل).
● لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل: أي يتوقف عندها ويدعو الله أن ينال رحمته.
● ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ: أي يتوقف ويستعيذ بالله من العذاب.
● بقدر قيامه: أي أن مدة ركوعه كانت بقدر مدة قيامه في القراءة، مما يدل على طول الركوع.
● سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة: ثناء على الله تعالى بصفات العظمة والسلطان.
● ثم قرأ سورة سورة: أي قرأ سوراً أخرى بعد آل عمران.

ثانياً. شرح الحديث:

يصف لنا الصحابي الجليل عوف بن مالك رضي الله عنه صلاة النبي ﷺ في الليل، والتي تميزت بما يلي:
1- طول القيام: حيث قرأ سورة البقرة كاملة، وهي أطول سور القرآن.
2- التدبر والمناجاة: لم يكن ﷺ يقرأ قراءة سريعة، بل كان يتدبر كل آية:
- عند آيات الرحمة: كان يتوقف ويسأل الله من فضله ورحمته.
- عند آيات العذاب: كان يتوقف ويتعوذ بالله من العذاب والنار.
3- طول الركوع والسجود: كان ركوعه وسجوده بقدر قيامه، أي بنفس المدة الطويلة التي قضاها في القراءة، مما يدل على عبادته الخاشعة.
4- الأذكار العظيمة في الركوع والسجود: كان يقول: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ»، وهو ثناء عظيم على الله تعالى، يليق بجلاله.
5- مواصلة القراءة بعد ذلك: حيث قرأ بعد البقرة سورة آل عمران ثم سوراً أخرى.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- أهمية تدبر القرآن: ليس المقصود من التلاوة إتمام السور فقط، بل التفكر في المعاني والتفاعل معها.
2- الاستفادة من آيات القرآن في الدعاء: فآيات الرحمة فرصة للسؤال، وآيات العذاب فرصة للتعوذ.
3- إطالة الركوع والسجود: ينبغي للمصلي أن لا يهتم بالقيام فقط، بل يعطي حقوق الركوع والسجود من التسبيح والذكر.
4- التنويع في الأذكار: ذكر النبي ﷺ في ركوعه وسجوده بهذا الذكر العظيم، مما يدل على استحباب تنوع الأذكار في الصلاة.
5- الاقتداء بالنبي ﷺ في الخشوع: كانت صلاته ﷺ مليئة بالخشوع والمناجاة، وهو قدوة للمصلين جميعاً.

رابعاً. فوائد إضافية:

- الحديث يدل على فضل قيام الليل، وأنه من أعظم القربات.
- يستحب للمصلي أن يقرأ سوراً طويلة في قيام الليل إذا استطاع.
- الذكر الوارد في الحديث («سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ...») من الأذكار العظيمة التي تليق بالله تعالى، ويمكن للمسلم أن يقولها في ركوعه وسجوده.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين برسول الله ﷺ في صلاتنا وعبادتنا، وأن يمنحنا الخشوع والتدبر في كتابه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٧٣)، والنسائي (١١٣٢)، والتِّرمذيّ في الشمائل (٣٠٦) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، يقول: سمعت عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن حميد - وهو السكوني - فإنه صدوق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1288 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

📜 حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: قام رسول الله ﷺ ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية