حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)﴾

عن أبي هريرة قال: قيل للنبي ﷺ: من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».

متفق عليه: رواه البخاري في الأنبياء (٣٣٥٣)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٨) كلاهما من طريق عبيد الله، أخبرني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قيل للنبي ﷺ: من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة قال: قيل للنبي ﷺ: من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله» قالوا: ليس عن هذا نسألك؟ قال: «فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».

1. شرح المفردات:


● أكرم الناس: أشرفهم نسبًا وأرفعهم مكانة.
● أتقاهم: أكثرهم تقوى لله تعالى.
● خليل الله: صفي الله وخاصته، وهو إبراهيم عليه السلام.
● معادن العرب: أصولهم وأنسابهم، كتشبيههم بالمعادن في اختلاف قيمتها.
● إذا فقهوا: إذا علموا الشرع وعملوا به.

2. شرح الحديث:


جاء نفر من الصحابة إلى النبي ﷺ يسألون عن أكرم الناس، وكان مقصدهم السؤال عن الشرف بالنسب والحسب، فأجابهم النبي ﷺ بجوابين عظيمين يبينان المقياس الحقيقي للكرامة عند الله:
* الجواب الأول: «أتقاهم» أي أن أكرم الناس عند الله هو الأتقى لهم، بغض النظر عن نسبه أو جنسه أو لونه. فالتقوى هي معيار التفاضل الوحيد في الإسلام، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
* الجواب الثاني: لما رأى النبي ﷺ أن السائلين يريدون جوابًا آخر، ضرب لهم مثلًا في الكرم بالنسب، فذكر سيدنا يوسف عليه السلام، الذي اجتمع فيه من شرف النسب ما لم يجتمع لغيره، فهو ابن نبي (يعقوب) ابن نبي (إسحاق) ابن نبي وخليل الله (إبراهيم). فبيّن أن الكرم الحقيقي даже في النسب هو ما اقترن بنبوة وعبادة لله.
* الجواب الثالث والأخير: عندما أصر السائلون على سؤالهم عن التفاضل بالنسب بين القبائل العربية themselves، أجابهم النبي ﷺ: «فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». وهذا بيان لحكمة الله تعالى، أنه غالبًا ما يخرج الخير من الأصل الطيب، فمن كان مشهورًا بالخصال الحميدة في الجاهلية (كالكرم، والشجاعة، والصدق، والعفة)، فإنه إذا أسلم وفقه الله في دينه، يصبح خيارًا في الإسلام، لأنه يجمع بين مكارم الأخلاق التي اكتسبها وأصله الكريم، وبين علم الدين وتقوى الله. وهذا ليس حتمًا على كل فرد، ولكنه غالب الأمر وناموس إلهي.

3. الدروس المستفادة منه:


● بيان معيار الكرامة الحقيقي: أن التقوى هي الأساس في التفاضل بين الناس، لا الأنساب ولا الأموال ولا القبائل.
● الجمع بين أصالة الأصل وحسن الدين: الإسلام لا يلغي الأنساب، بل يهذبها ويوجهها للخير، فالكريم أصلاً يكون كريمًا في الإسلام إذا التزم بشرع الله.
● حكمة النبي ﷺ في الإجابة: حيث بدأ بالأهم فالمهم، فبدأ بالتقوى وهي الأساس، ثم انتقل إلى ما فيه إجابة على سؤالهم مع توجيهه.
● الرد على العصبية الجاهلية: الحديث يذم التعصب للقبيلة أو العرق لمجردها، ويجعل التفوق بالتقوى والعمل الصالح.
● الحث على طلب العلم الشرعي (الفقه): لأن الفقه في الدين هو الذي يصقل الأخلاق ويوجه الطاقات للخير.

4. معلومات إضافية:


● الراوي: هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، أكثر الصحابة رواية للحديث.
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3370) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 2378)، مما يجعله حديثًا صحيحًا متفقًا عليه.
● فيه إثبات أنساب الأنبياء: فإبراهيم خليل الله، وإسحاق نبيه، ويعقوب نبيه، ويوسف نبيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأنبياء (٣٣٥٣)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٨) كلاهما من طريق عبيد الله، أخبرني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1497 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

  • 📜 حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خيار الناس في الجاهلية والإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب