حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)﴾
حسن: رواه الترمذي (٣٣٠٠) والنسائي في خصائص علي (١٥٢) وابن حبان (٦٩٤١) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
الحديث:
عن علي بن أبي طالب أنه قال: لما نزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ قال لي النبي ﷺ: «ما ترى دينار؟» قلت: لا يطيقونه. قال: «فنصف دينار؟» قلت: لا يطيقونه. قال: «فكم؟» قلت: شعيرة. قال: «إنك لزهيد» قال: فنزلت: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾ قال: فبي خفَّفَ الله عن هذه الأمة.
شرح المفردات:
● ناجيتم: خاطبتم سرًا.
● بين يدي نجواكم: قبل مناجاتكم.
● صدقة: هبة يتقرب بها إلى الله.
● دينار: عملة ذهبية.
● لا يطيقونه: لا يقدرون عليها.
● شعيرة: حبة شعير، أي شيء قليل القيمة.
● زهيد: قليل، أي أنك تقدّم شيئًا قليل القيمة.
● أأشفقتم: هل خفتم أو خشيتم.
شرح الحديث:
1- السياق والنزول: نزلت الآية الأولى من سورة المجادلة (آية 12) تأمر المؤمنين بأن يقدموا صدقة قبل مناجاة الرسول ﷺ، وكان هذا تشريعًا مؤقتًا لتنقية النفوس واختبار إيمان المنافقين.
2- حوار النبي مع علي: استشار النبي ﷺ عليًا في تقدير قيمة الصدقة المطلوبة، وسأله عن الدينار فذكر علي أن الناس لا يطيقونه، ثم نصف الدينار فقال نفس الجواب، ثم اقترح علي أن تكون صدقة المناجاة بقدر شعيرة (شيء تافه القيمة)، فعلق النبي بأن هذا تقدير زهيد جدًا.
3- نسخ الحكم وتخفيف الله: بعد هذا الحوار نزلت الآية التالية (آية 13) التي نسخت حكم الصدقة قبل المناجاة، حيث قال الله: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾، أي أن الله علم أن في ذلك مشقة على المؤمنين فرفع الحكم.
4- فضل علي ودوره: قال علي: "فبي خفف الله عن هذه الأمة"، أي أن استشارة النبي له واقتراحه التخفيف كان سببًا في نزول الرخصة، مما يدل على مكانة علي وفقهه.
الدروس المستفادة:
1- رحمة الله تعالى وتيسيره: الله تعالى لا يريد بالمؤمنين عسرًا، بل يشرع ثم يخفف إذا وجد المشقة.
2- مشورة النبي لأصحابه: النبي ﷺ كان يشاور أصحابه في الأمور الدنيوية والتشريعية أحيانًا، مما يدل على تواضعه وحكمته.
3- فقه الصحابة وحسن تقديرهم: علي رضي الله فهم واقع الناس وقدراتهم، فاقترح ما يتناسب مع حالهم.
4- نسخ الأحكام: الشرائع قد تنسخ أو تعدل بحسب المصلحة والظروف، وهذا من حكمة الله.
5- التواضع في العطاء: حتى الصدقة القليلة مقبولة إذا كانت من قلب صادق، لكن الله رفع الحكم أصلاً.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث من أسباب نزول آيات سورة المجادلة، وهو مثال على النسخ في القرآن.
- رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- الآية الأولى (12) من سورة المجادلة منسوخة بالآية التي بعدها (13)، فلا حكم للصدقة قبل مناجاة النبي الآن.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وقال: ومعنى قوله: شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب. انتهى.
قال الأعظمي: في إسناده علي بن علقمة الأنماري، روى عن علي وابن مسعود، وعنه سالم بن أبي الجعد، قال ابن المديني: «لم يرو عنه غيره»، وقال البخاري: «في حديثه نظر» وتبعه العقيلي وابن الجارود فذكراه في الضعفاء.
وقد سبق أن حسَّن حديثه الترمذي، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج حديثه في صحيحه، وقال ابن عدي: «ما أرى بحديثه بأسا، وليس له عن علي غيره إلا اليسير».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1636 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1611 إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة...
- 1612 يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
- 1613 تناولت عنقودا من الجنة لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت...
- 1614 إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا...
- 1615 الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء
- 1616 أنطأ في الجنة دحمًا دحمًا فترجع مطهرة بكرًا
- 1617 سبقك بها عكاشة
- 1618 من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة...
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
معلومات عن حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
📜 حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه الأمة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








