حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)﴾

عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ جالسا في ظل حجرته، قد كاد يقلص عنه، فقال لأصحابه: «يجيئكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان، فإذا رأيتموه فلا تكلموه» فجاء. رجل أزرق، فلما رآه النبي ﷺ دعاه فقال: «علام تشتمني أنت وأصحابك؟» قال: كما أنت حتى آتيك بهم. قال: فذهب فجاء بهم، فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨).

حسن: رواه أحمد (٣٢٧٧) واللفظ له، والبزار - كشف الأستار (٢٢٧٠) والحاكم (٢/ ٤٨٢) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ جالسا في ظل حجرته، قد كاد يقلص عنه، فقال لأصحابه: «يجيئكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان، فإذا رأيتموه فلا تكلموه» فجاء. رجل أزرق، فلما رآه النبي ﷺ دعاه فقال: «علام تشتمني أنت وأصحابك؟» قال: كما أنت حتى آتيك بهم. قال: فذهب فجاء بهم، فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا، وأنزل الله ﷿: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النص الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ جالسًا في ظل حجرته، قد كاد يقلص عنه، فقال لأصحابه: «يجيئكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان، فإذا رأيتموه فلا تكلموه» فجاء رجل أزرق، فلما رآه النبي ﷺ دعاه فقال: «علام تشتمني أنت وأصحابك؟» قال: كما أنت حتى آتيك بهم. قال: فذهب فجاء بهم، فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨).


1. شرح المفردات:


● في ظل حجرته: أي في ظل جدار بيته (حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها).
● كاد يقلص عنه: أي كاد الظل يزول وينكمش بسبب حركة الشمس، فلم يعد يظلله.
● بعين شيطان: بنظرة شريرة، حاقدة، خبيثة، أو بنظرة فيها غدر وخداع.
● رجل أزرق: فيه خلاف بين المفسرين:
- قيل: الأزرق هنا ليس لون البشرة، بل وصف لشدة بياض عينيه مع سواد حدقتيه، وهو تعبير عن شدة شراسته وحدة نظره.
- وقيل: هو منسوب إلى "زرقة العين" التي كانت توصف أحيانًا بالجمال والحدّة معًا، ولكن السياق يحملها على معنى الشر والغدر.
● كما أنت حتى آتيك بهم: أي انتظرني مكانك (أيها النبي) حتى أذهب وأجلبهم لك.
● يحلفون بالله: يقسمون بأغلظ الأيمان كاذبين.


2. شرح الحديث:


يجلس النبي ﷺ مع أصحابه في مكان ظليل، وعندما كاد الظل يزول عنه، أخبرهم ﷺ بإخبارٍ غيبيّ بأنه سياتيهم رجلٌ ذو نظرة شريرة خبيثة، وحذّرهم من مخاطبته أو الدخول معه في حديث.
وفجأة، ظهر الرجل الذي وصفه النبي ﷺ تمامًا. لكن النبي ﷺ، وبعد أن رآه، خاطبه مباشرة وسأله عن سبب شتمه وشتم أصحابه له. وهذا من باب مواجهة المنكر والكشف عن المنافقين.
فأنكر الرجل في البداية أن يكون هو من فعل ذلك بمفرده، وطلب من النبي أن ينتظره حتى يذهب ويجلب رفاقه الذين شاركوه في ذلك. فلما جاء بهم، جعلوا يحلفون كذبًا بالله أنهم لم يقولوا ما قالوه ولم يفعلوا ما فعلوه، متظاهرين بالبراءة.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة المجادلة (آية 18) تصف حال هؤلاء المنافقين، وأنهم سيحلفون لله يوم القيامة كذبًا كما يحلفون لرسوله في الدنيا، ويظنون أن حلفهم الكاذب سينفعهم أو ينجيهم، ولكنهم هم الكاذبون حقًا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه: الحديث دليل على إكرام الله لنبيه ﷺ بإطلاعه على بعض الغيب، وهو من خصائصه.
2- الحكمة النبوية في التعامل مع المنافقين: لم يتركهم النبي ﷺ، بل واجههم وكشف كذبهم ونفاقهم، ليعلم الصحابة حقيقتهم.
3- خبث المنافقين وجرأتهم على الكذب والحلف False oath: يستبيح المنافق الكذب ويحلف عليه، ولا يردعه إيمان أو خلق.
4- التحذير من الخصال الذميمة: مثل النظرة الخبيثة والحقد والغدر، فهي من صفات الشيطان وأعوانه.
5- عاقبة الكذب والحلف الكاذب: بيّن الله أن مصير هؤلاء إلى الخسران، وأن حلفهم الكاذب لن ينفعهم عند الله شيئًا.
6- صدق الوحي الإلهي: نزول الآية الكريمة مصدقةً لما حدث ومحذّرة من أفعال المنافقين.


4. معلومات إضافية:


● الراوي: هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن.
● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبري في تفسيره، والحاكم في مستدركه، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
● السياق التاريخي: يُظهر هذا الحديث جانبًا من صراع النبي ﷺ مع المنافقين في المدينة المنورة، وكيف كانوا يتآمرون عليه ويؤذونه بالقول ثم ينكرون ذلك جهرة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٢٧٧) واللفظ له، والبزار - كشف الأستار (٢٢٧٠) والحاكم (٢/ ٤٨٢) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب، فإنه حسن الحديث في غير روايته عن عكرمة، وهذا منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1637 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

  • 📜 حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علام تشتمني أنت وأصحابك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب