جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)﴾

عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما، فأنزل الله عز وجل: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)﴾.

صحيح: رواه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨ و٢٠٦٣)، وأحمد (٢٤١٩٥)، والحاكم (٢/ ٤٨١) كلهم من طريق الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما، فأنزل الله ﷿: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه تتجلى عناية الله تعالى بعباده ورحمته بهم، وفيما يلي شرحه وبيانه:

أولاً. شرح المفردات:

● وسع سمعه الأصوات: أي أن سمع الله تعالى لا يعجزه شيء، ولا تخفى عليه أصوات الخلائق مهما كانت خفية.
● تشكو زوجها: تطلب الإنصاف من ظلم زوجها.
● يخفى علي كلامهما: كان كلامهما لا يصل إلى سمع السيدة عائشة رضي الله عنها.
● تُجادلك: تحاورك وتخاصمك.
● تَحَاوُرَكُمَا: حديثكما ومجاوبتكما.

ثانياً. شرح الحديث:

تخبرنا السيدة عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث عن قصة خولة بنت ثعلبة التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها أوس بن الصامت، وكانت تخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه، ولكن كلامهما كان يخفى على السيدة عائشة فلا تسمعه.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة المجادلة: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾.
وهذه الآية تبين:
1. أن الله تعالى قد سمع شكوى هذه المرأة وما دار بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن شكواها كانت إلى الله تعالى في حقيقة الأمر، وإن كانت تتوجه بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
3. أن الله تعالى يسمع كل حوار وكل كلمة بين عباده.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- سعة علم الله وإحاطته: فالله تعالى يسمع كل الأصوات، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
2- اهتمام الإسلام بشكاوى المظلومين: فقد أنزل الله تعالى تشريعاً خاصاً بسبب شكوى هذه المرأة.
3- عدل الله ورحمته: حيث استجاب لشكوى هذه المرأة وأنزل حكم الظهار الذي كان من أمر الجاهلية.
4- بيان مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان ملجأ الناس وقاضيهم وحل مشاكلهم.
5- عناية الله بأمور عباده: حتى تلك التي تبدو صغيرة وحساسة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه القصة كانت سبب نزول أول آيات سورة المجادلة.
- كان زوجها قد ظاهر منها (أي قال لها: أنت علي كظهر أمي) فجاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- من خلال هذه القصة شرع الله تعالى كفارة الظهار.
- سورة المجادلة تسمى أيضاً سورة "قد سمع الله".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨ و٢٠٦٣)، وأحمد (٢٤١٩٥)، والحاكم (٢/ ٤٨١) كلهم من طريق الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. وإسناده صحيح، وصحّحه الحاكم.
وعلّقه البخاري في التوحيد، باب ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: ١٣٤] (١٣/ ٣٧٢ - مع الفتح) عن الأعمش به.
وزاد الحاكم في أوله من كلام المجادلة الذي سمعته عائشة وهو قولها: «يا رسول الله! أكلَ شَبابي، ونشرتُ له بطني، حتى إذا كبرتْ سِنّي وانقطع له ولدي، ظاهر مني، اللهم! إني أشكو إليك».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1630 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

📜 حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية