حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)﴾
رسول الله ﷺ يقول: «يا خويلة ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه». قالت: فوالله! ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله ﷺ ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي: «يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك». ثم قرأ علي: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ إلى قوله: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فقال لي رسول الله ﷺ: «مريه، فليعتق رقبة». قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما عنده ما يعتق، قال: «فليصم شهرين متتابعين». قالت: والله يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام، قال: «فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر». قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله ﷺ: «فإنا سنعينه بعرق من تمر»، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله! سأعينه بعرق آخر، قال: «قد أصبت وأحسنت»، فاذهبي، فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا قالت: ففعلت.
قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق: الصن.
حسن: رواه أحمد (٢٧٣١٩) واللفظ له، وأبو داود (٢٢١٤، ٢٢١٥)، وابن الجارود (٧٤٦)، وصحّحه ابن حبان (٤٢٧٩)، والبيهقي (٧/ ٣٨٩) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت مالك بن ثعلبة، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه أبو داود والترمذي وغيرهم، يحكي قصة نزول صدر سورة المجادلة، وفيه دروس عظيمة وفوائد جليلة. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● ضَجِر: سئم وملَّ وضعف صبره.
● راجعته بشيء: خاطبته وناقشته في أمر ما.
● أنت علي كظهر أمي: هذه كانت صيغة الظهار في الجاهلية، يعني أنها تحرم عليه كأمه.
● واثبني: هجم عليَّ وأراد أن يقع بي.
● غلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف: قاومته بقوة المرأة عندما يكون الرجل ضعيفًا كبيرًا في السن.
● عرق من تمر: العرق هو الزنبيل أو الكيس الكبير الذي يحمل التمر، وقيل هو مكيال يسع خمسة عشر صاعًا.
● الصن: هو الزنبيل، كما في رواية سعد.
2. شرح الحديث:
تقول خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها: إن الله أنزل صدر سورة المجادلة بسببها وبسبب زوجها أوس بن صامت. وكان زوجها شيخًا كبيرًا سيء الخلق، فدخل عليها يومًا فكلمته في شيء فغضب وقال لها: "أنت علي كظهر أمي"، وهي كلمة كانت في الجاهلية تقال للزوجة فتحرمها على زوجها، لكن الإسلام جاء ليبطل هذه العادة الجاهلية. ثم خرج وجلس مع قومه، ثم عاد يريدها على نفسها (أي يريد الجماع)، فامتنعت وقالت: لا والله حتى يحكم الله ورسوله فينا. فحاول إجبارها لكنها قاومته وغلبته لضعفه وكبر سنه.
ثم خرجت إلى جارتها واستعارت منها ثيابًا (لأنها ربما كانت غير لائقة للخروج أو لشدة حرصها على الاستعجال)، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكت له حالها وسوء خلق زوجها. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيها بالصبر عليه لأنه شيخ كبير، فلم تزل جالسة عنده حتى نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فغشيه ما كان يغشاه من ثقل الوحي، ثم سري عنه فقال لها: "يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك"، ثم تلا عليها الآيات الأولى من سورة المجادلة.
ثم بين لها النبي صلى الله عليه وسلم الكفارة التي على زوجها لتحل له مرة أخرى بعد أن حرمها بالظهار، وهي عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا. ولما قالت إنه لا يستطيع، عرض النبي صلى الله عليه وسلم المساعدة بعرق من تمر، فتعاونت معه في ذلك، فأمرها أن تتصدق عنه وأن تحسن إليه.
3. الدروس المستفادة:
● عدل الإسلام ورحمته: حيث أبطل عادة الظهار الجاهلية التي كانت تظلم المرأة.
● حق المرأة في الشكوى والعدل: فقد ذهبت خولة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو حالها، ولم يردها بل أنزل الله حكمًا عادلاً.
● التدرج في التكليف: حيث جعلت الكفارة على ثلاث مراحل حسب الاستطاعة.
● التعاون على البر: حيث ساعد النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة في أداء الكفارة.
● الصبر على الزوج سيء الخلق: مع وجود الحق في المطالبة بالعدل.
● سماع الله لشكوى العباد: كما في قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}.
4. معلومات إضافية:
- سورة المجادلة سميت بهذا الاسم لأن خولة جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في أمر زوجها.
- هذا الحديث من أدلة سماع الله لكلام عباده وشكواهم، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}.
- الكفارة المذكورة في الحديث هي كفارة الظهار، وهي ثابتة في القرآن في سورة المجادلة.
- القصة تدل على حرص الصحابة على تطبيق أحكام الله ورسوله، حتى في أدق الأمور.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومن أجل شيخه معمر بن عبد الله بن حنظلة فقد وثقه ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه.
وحسنه أيضًا الحافظ ابن حجر، وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن رواه من طريق أحمد: «هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه القصة».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1631 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1606 نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
- 1607 السدر المخضود يخضد الله شوكه ويجعل مكان كل شوكة ثمرة
- 1608 التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون...
- 1609 يسير الراكب في ظلها مائة عام
- 1610 إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام...
- 1611 إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة...
- 1612 يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
- 1613 تناولت عنقودا من الجنة لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت...
- 1614 إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا...
- 1615 الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء
- 1616 أنطأ في الجنة دحمًا دحمًا فترجع مطهرة بكرًا
- 1617 سبقك بها عكاشة
- 1618 من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة...
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
معلومات عن حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
📜 حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قصة خولة بنت ثعلبة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








