حديث: عليكم السام واللعنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)﴾

عن عائشة قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي ﷺ فقالوا: السام عليك،
فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: «يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» قلت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: «قلت: عليكم».

متفق عليه: رواه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٢٧) ومسلم في السلام (٢١٦٥) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي ﷺ فقالوا: السام عليك،
فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: «يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» قلت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: «قلت: عليكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُعلِّمنا فيه خُلُقًا من أخلاق الإسلام العظيمة، وهو الرفق واللين في المعاملة حتى مع من أساء الأدب.

الحديث بلفظه:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فقلت: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فقال: «يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ»، قلت: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● رَهْطٌ: جماعة من الرجال (ثلاثة إلى عشرة).
● السَّامُ: الموت أو الهلاك. وكانت اليهود تتحيّن في تحيتها للنبي صلى الله عليه وسلم بكلمة "السَّام" بدلاً من "السلام"؛ سُوء أدب وتعمد إيذاء.
● بَلْ عَلَيْكُمُ: الرد بالمثل أو أشد.
● اللَّعْنَةُ: الطرد والإبعاد من رحمة الله.
● رَفِيقٌ: لطيف، حليم، يعامل عباده باللين والتيسير.
● يُحِبُّ الرِّفْقَ: يحب المعاملة اللينة الحكيمة في كل شيء.


2. شرح الحديث:


دخلت مجموعة من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، وبدلاً من أن يحيّوه بالتحية الإسلامية ("السلام عليكم")، قالوا: "السَّامُ عَلَيْكَ" (أي: الموت عليك)، وهي تحيةٌ فيها سوءُ قصدٍ ودعاءٌ بالشر.
فغضبت السيدة عائشة رضي الله عنها – وكانت حاضرة – وردّت عليهم بقولها: "بل عليكم السام واللعنة"، أي: بل الموت والطرد من رحمة الله عليكم أنتم.
فانتبهها النبي صلى الله عليه وسلم بهدوء وحكمة، وقال لها: «يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ»، أي: لا تتعجلي بالدعاء عليهم، ولا تردي الإساءة بمثلها، فإن الله تعالى رفيقٌ في أفعاله وأحكامه، ويحب من عباده أن يكونوا رفقاءَ في تعاملهم.
فاستغربت السيدة عائشة وقالت: أولم تسمع ما قالوا؟ كيف يسبونك وتأمرني بالرفق؟!
فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم: «قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ»، أي: لقد رددت عليهم بكلمة "وعليكم" فقط، وهي صيغة مجاملة لا تكافئ الإساءة، بل ترد التحية بأحسن منها أو مثلها دون تجاوز.


3. الدروس المستفادة:


● الرفق خلق إسلامي عظيم: يحبه الله تعالى، وهو من أسباب تيسير الأمور وحل المشكلات.
● عدم مقابلة الإساءة بالإساءة: بل بالحلم والعفو والرد الحسن، كما قال تعالى: *﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾* [فصلت: 34].
● حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: لم يزجر عائشة بشدة، بل نصحها بلطف وبيّن لها المبدأ العام.
● التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: حتى في حال الغضب والدفاع عنه، يجب مراعاة الأدب والشرع.
● التحية من آداب الإسلام: ينبغي للمسلم أن يتحلى بحسن التحية وردها بأحسن منها.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في تعليم المسلمين خُلق الرفق واللين، حتى مع غير المسلمين إذا لم يكونوا محاربين.
- فيه بيان لعظمة خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه وصبره على الأذى.
- استدل العلماء به على جواز رد التحية بأخف مما يقال، أو بمثلها دون زيادة في الإساءة.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الرفق والأدب، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٢٧) ومسلم في السلام (٢١٦٥) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاري (٦٠٣٠) من وجه آخر عن عائشة، وجاء فيه: «أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيَّ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1632 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم السام واللعنة

  • 📜 حديث: عليكم السام واللعنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليكم السام واللعنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليكم السام واللعنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليكم السام واللعنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب