حديث: سام عليك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)﴾

عن عبد الله بن عمرو، أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله ﷺ: سام عليك، ثم يقولون في أنفسهم: فنزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾ إلى آخر الآية.

صحيح: رواه أحمد (٦٥٨٩)، والبزار (كشف الأستار ٣/ ٧٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٦٧٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو، أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله ﷺ: سام عليك، ثم يقولون في أنفسهم: فنزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾ إلى آخر الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر ورد في صحيح البخاري (6258) وصحيح مسلم (2165) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو يتعلق بقصة لها عظة كبيرة.

أولاً. شرح المفردات:


● سام عليك: "سام" تعني الموت، فكأن قائلها يقول: "عليك الموت". وهي تحية فيها دعاء بالموت على المُحَيَّى.
● حَيَّوْكَ: أي سلموا عليك وحَيَّوك بتحيتهم.
● بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ: أي بطريقة لم يأذن الله بها، أو بكلمات لم يشرعها الله لك تحية.

ثانياً. شرح الحديث:


القصة كما وردت:
كانت اليهود -على عادتهم في الخبث والمكر- عندما يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون له: "السَّامُ عَلَيْكَ" (أي الموت عليك)، ويخبئون في أنفسهم الكيد والحقد، ويظنون أنهم ينجون بإخفاء سوء قصدهم.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة المجادلة: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [المجادلة: 8].
فكشف الله تعالى خبث قلوبهم ونواياهم الخبيثة، وبيَّن أنهم وإن أخفوا قولهم في أنفسهم، فإن الله يعلم السر وأخفى، وأن عقابهم على هذا الفعل الشنيع هو جهنم.
الرد النبوي الكريم:
ورد في روايات أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرد عليهم بقوله: "وَعَلَيْكُمْ"، ثم بين صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن الرد يكون بقول: "وَعَلَيْكُمْ" فقط، أي رد الدعاء بمثله، فمن دعا عليك بسوء فادعُ عليه بمثله. وهذا من العدل الذي جاء به الإسلام.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات علم الله الشامل: الله تعالى يعلم ما تُخفيه الصدور وما تعلنه الجوارح، فلا يخفى عليه شيء. فالكافر وإن استطاع خداع الناس بخبثه، فإنه لا يخدع الله.
2- التحذير من النفاق وخبث القلب: قصة اليهود عبرة لكل من يظهر غير ما يبطن، ويمكر بالكلام ذي المعاني المزدوجة لإيذاء المؤمنين.
3- الحكمة في الرد على الإساءة: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرد على من أساء إلينا بكلامه، بالعدل لا بالظلم، فندعو عليه بمثل ما دعا به علينا، ولا نزيد على ذلك.
4- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: بيان عظيم مكانة النبي عند ربه، حيث أنزل الله القرآن دفاعاً عنه وتكريماً له، وكشفاً لأعدائه.
5- براءة الصحابة من النفاق: لو كان في الصحابة منافقون لاستعملوا هذه الطريقة الخبيثة، ولكن الله عصمهم، فكانت تحيتهم هي "السلام عليكم" التي علمهم إياها الإسلام.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- استدل العلماء بهذه الآية والحديث على تحريم التحية بغير السلام الذي شرعه الله، كأن يحيي أحداً بعبارة مبتدعة أو مستوردة من دين آخر.
- كما استدلوا به على جواز الرد على أهل الكتاب إذا حَيَّونا بتحية غير السلام بأن نقول: "وعليكم" فقط، دون زيادة "الرحمة" أو "البركة"، وهذا هو الرد المناسب الذي يوازن بين البراءة من فعلهم والعدل في رد التحية.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٥٨٩)، والبزار (كشف الأستار ٣/ ٧٥)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٦٧٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وعطاء بن السّائب ثقة وثّقه جماعة من أهل العلم إلا أنه اختلط في آخره، وحماد بن سلمة ممن سمع منه قبل اختلاطه.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٢١، ١٢٢): «إسناده جيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1635 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سام عليك

  • 📜 حديث: سام عليك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سام عليك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سام عليك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سام عليك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب