حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)﴾
قبل وقعة بدر، يقولون: إنكم آويتم صاحبنا، وإنكم أكثر أهل المدينة عددًا، وإنا نقسم بالله لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنستعن عليكم العرب ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان، تراسلوا، فاجتمعوا، وأرسلوا واجتمعوا لقتال النبي ﷺ وأصحابه، فلما بلغ ذلك النبي ﷺ فلقيهم في جماعه، فقال: لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي ﷺ تفرقوا، فبلغ ذلك كفار قريش، وكان وقعة بدر، فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: أنكم أهل الحلقة والحصون، وأنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهي الخلاخيل، فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير على الغدر فأرسلت إلى النبي ﷺ: اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك، ولنخرج في ثلاثين حبرا، حتى نلتقي في مكان كذا، نصف بيننا وبينكم، فيسمعوا منك، فإن صدقوك، وآمنوا بك، آمنا كلنا، فخرج النبي ﷺ في ثلاثين من أصحابه، وخرج إليه ثلاثون حبرًا من يهود، حتى إذا برزوا في براز من الأرض، قال بعض اليهود لبعض: كيف تخلصون إليه، ومعه ثلاثون رجلًا من أصحابه، كلهم يحب أن يموت قبله، فأرسلوا إليه: كيف تفهم ونفهم؟ ونحن ستون رجلا؟ اخرج في ثلاثة من أصحابك، ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا، فليسمعوا منك، فإن آمنوا بك آمنا كلنا، وصدقناك، فخرج النبي ﷺ في ثلاثة نفر من أصحابه، واشتملوا على الخناجر، وأرادوا الفتك برسول الله ﷺ، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها، وهو رجل مسلم من الأنصار، فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله ﷺ، فأقبل أخوها سريعًا، حتى أدرك النبي ﷺ، فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي ﷺ إليهم، فرجع النبي ﷺ، فلما كان من الغد، غدا عليهم رسول الله ﷺ بالكتائب، فحاصرهم، وقال لهم: إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون، ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوهم، فانصرف عنهم، وغدا إلى بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة، - والحلقة: السلاح - فجاءت بنو النضير، واحتملوا ما أقلت إبل من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم،
وخشبها، فكانوا يخربون بيوتهم، فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها.
وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام، وكان بنو النضير من سبط من أسباط بني إسرائيل، لم يصبهم جلاء منذ كتب الله على بني إسرائيل الجلاء، فلذلك أجلاهم رسول الله ﷺ، فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ حتى بلغ ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وكانت نخل بني النضير لرسول الله ﷺ خاصة، فأعطاه الله إياها، وخصه بها، فقال: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ يقول: بغير قتال، قال: فأعطى النبي ﷺ أكثرها للمهاجرين، وقسمها بينهم ولرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة، لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقه رسول الله ﷺ في يد بني فاطمة.
صحيح: رواه عبد الرزاق (٩٧٣٣) عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه أحد أصحاب النبي ﷺ يروي لنا قصة من قصص الغدر والخيانة التي واجهها النبي ﷺ من اليهود، وكيف أنقذه الله تعالى منها، ثم كانت العاقبة للمتقين.
شرح المفردات:
● وعيد قريش: تهديدهم ووعيدهم.
● الحلقة والحصون: المقصود بالحلقة هنا السلاح، والحصون هي القلاع المنيعة.
● الخلاخيل: الحلي التي تلبسها النساء، كناية عن الاستباحة والذل.
● البراز: الأرض الواسعة المتسعة.
● الكتائب: الجيوش المجندة.
● أقلت الإبل: ما حملته من متاع.
شرح الحديث:
يبدأ الحديث بذكر تهديد كفار قريش لعبد الله بن أبيّ بن سلول -زعيم المنافقين- ومن معه من عبدة الأوثان من الأوس والخزرج، حيث هددوهم إما بقتل النبي ﷺ أو إخراجه من المدينة، وإلا سيجمعون العرب لقتالهم واستباحة نسائهم. فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبيّ ومن معه، اجتمعوا لقتال النبي ﷺ، فذهب إليهم النبي ﷺ وحذرهم من مكيدة قريش، وأنهم بفعلتهم هذه يريدون أن يقتلوا أبناءهم وإخوانهم (أي المسلمين من الأنصار)، فانصرفوا عن نيتهم الخبيثة.
ثم انتقلت القصة إلى تهديد قريش لليهود بعد غزوة بدر، حيث طلبوا منهم قتال النبي ﷺ أو سيفعلون بهم كذا وكذا. فدبر يهود بني النضير مكيدة غدر، حيث طلبوا من النبي ﷺ الخروج مع ثلاثين من أصحابه لمقابلة ثلاثين من أحبارهم تحت ذريعة الاستماع إليه، ثم غيروا الشرط وطلبوا أن يخرج في ثلاثة فقط من أصحابه، وكانوا يخططون لقتله غدرًا. لكن الله تعالى أنقذ نبيه بإخبار امرأة ناصحة من بني النضير لأخيها المسلم، الذي أسرع إلى النبي ﷺ وأخبره بالمكيدة.
فعاد النبي ﷺ، ثم حاصرهم في اليوم التالي، فقاتلهم حتى أجلاهم عن المدينة، وكان هذا الجلاء أول حشر لليهود إلى الشام، تنفيذًا لما كتبه الله عليهم من الجلاء منذ القدم.
الدروس المستفادة:
1- عناية الله تعالى بنبيه ﷺ: حيث أنقذه من مكيدة الغدر، وهذا من معجزات النبوة.
2- خيانة اليهود وغدرهم: فقد تكرر غدرهم وخيانتهم عبر التاريخ، وهذه الحادثة واحدة من أدلة ذلك.
3- الحكمة في التعامل مع الأعداء: حيث واجه النبي ﷺ الموقف بحكمة وقوة، فلم يتردد في محاربتهم عندما كشف غدرهم.
4- فضل الإخلاص والصدق: حيث أنقذ الله نبيه بسبب نصح امرأة من بني النضير، فدل ذلك على أن الإخلاص والصدق ينفعان صاحبهما حتى بين الأعداء.
5- أن النصر من عند الله: فالله تعالى هو الذي كتب النصر للمسلمين، وأعطاهم الغنائم من غير قتال شديد.
معلومات إضافية:
- نزلت سورة الحشر في شأن بني النضير، حيث ذكر الله تعالى أحداث إجلائهم وما حل بهم.
- كان إجلاء بني النضير عقابًا لهم على غدرهم، بينما كانت عقوبة بني قريظة أشد (بالقتل والأسر) لأن غدرهم كان أفظع.
- قَسَم النبي ﷺ أموال بني النضير على المهاجرين والأنصار الفقراء، مما يدل على عدله وحكمته في توزيع الغنائم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
تخريج الحديث
ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو داود (٣٠٠٤) والبخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٣١٣) والبيهقي (٩/ ٢٣٢) ومنهم من اختصره، وعندهم جميعًا عبد الرحمن بن كعب بن مالك بدل: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، ولعل هذا يعود إلى اختلاف النسخ، والخطب فيه يسير، فقد قال الدوري عن ابن معين: سمع الزهري من عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب، وسمع أيضا من أبيه عبد الرحمن، من الأب والابن. (تاريخ الدوري ٢/ ٥٣٨).
وعلى هذا فالإسناد صحيح، وقد صحّحه ابنُ حجر في فتح الباري (٧/ ٣٣١).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1641 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1616 أنطأ في الجنة دحمًا دحمًا فترجع مطهرة بكرًا
- 1617 سبقك بها عكاشة
- 1618 من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة...
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
معلومات عن حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
📜 حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








