أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «من أحب لقاءَ الله أحب الله لقاءَه، ومن كره لقاءَ الله كره الله لقاءَه» فقلت: يا نبي الله! أكراهيةُ الموت؟ فكلنا نكره الموتَ. فقال: «ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاءَ الله، فأحب الله لقاءَه، وإن الكافر إذا بُشِّر بعذاب الله وسَخَطِه كره لقاءَ الله، وكره الله لقاءَه».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٤) عن محمد بن عبد الله الرُّزِّيُّ، حدثنا خالد بن الحارث الهُجَيمي، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيه بيان حال المؤمن والكافر عند الموت، وتعلق القلب بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:

● لقاء الله: المقصود به الموت والانتقال إلى الدار الآخرة.
● أحب لقاء الله: أي أحب الموت لما بعده من الثواب والرحمة.
● كره لقاء الله: أي كره الموت خوفًا مما بعده من العذاب.
● بُشِّر: أُعطي بشرى وخبرًا سارًا.
● رضوان الله: رضاه ومحبته.
● سَخَطِه: غضبه ومقته.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب لقاء الله بالموت رغبة في ما عنده من النعيم، أحب الله مقابلته ولقاءه، ومن كره لقاء الله خوفًا من عذابه، كره الله مقابلته ولقاءه.
ثم بينت عائشة رضي الله عنها أن الناس جميعًا يكرهون الموت بطبيعتهم، فوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الكراهية أو المحبة هنا ليست للوفاة بذاتها، ولكن لما بعدها من ثواب أو عذاب. فالمؤمن عندما يحضره الموت ويُبشر برحمة الله ورضوانه وجنته، يشتاق إلى لقاء ربه فيحب الموت للقاء الله، فيحب الله لقاءه. أما الكافر عندما يحضره الموت ويُبشر بعذاب الله وسخطه، يكره الموت لما بعده من عذاب، فيكره الله لقاءه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- تفاضل الناس بحسب إيمانهم: فالمؤمن الصادق يشتاق إلى لقاء ربه، بينما الكافر أو المنافق يخاف الموت.
2- أن حب الله لقاء العبد مرتبط على حب العبد للقاء الله: وهذا من أعلى درجات الإيمان.
3- الموت ليس فناءً محضًا: بل هو انتقال من دار العمل إلى دار الجزاء.
4- الترغيب والترهيب: الحديث يجمع بين الترغيب للمؤمنين والترهيب للكافرين.
5- قوة إيمان الصحابة: حيث كانت عائشة رضي الله عنها تدرك أن كراهية الموت غريزة، فسألت للتفقه في الدين.

رابعًا. فوائد إضافية:

- يستحب للمسلم أن يدعو بأن يحبب إليه لقاء الله، كما في الحديث: «من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه» (رواه مسلم).
- أن مشاعر العبد تجاه الموت تكون بمقدار إيمانه ويقينه بالآخرة.
- هذا الحديث يبين الفارق الجوهري بين المؤمن والكافر في النظرة إلى الموت وما بعده.
أسأل الله تعالى أن يحيينا على الإيمان، ويميتنا على الإيمان، ويدخلنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٤) عن محمد بن عبد الله الرُّزِّيُّ، حدثنا خالد بن الحارث الهُجَيمي، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1624 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

📜 حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية