حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)﴾

عن جابر بن عبد الله يقول: سلم ناس من يهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: «وعليكم». فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «بلى قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٦٦) من طرق عن حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.

عن جابر بن عبد الله يقول: سلم ناس من يهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: «وعليكم». فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «بلى قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس عظيمة في الخلق النبوي والحكمة في الرد على أهل الأذى. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● سلم ناس من يهود: أي حيّا جماعة من اليهود.
● السام عليك: "السام" هنا بمعنى الموت، أي يقولون: الموت عليك. وهي تحية ملتوية فيها دعاء بالموت والهلاك، بدلاً من قول "السلام" الذي هو دعاء بالسلامة.
● وعليكم: هي الرد على التحية، ولكنها في صيغة دعاء عام، أي "وعليكم ما تقولون" أو ما يشابهه، وهي صيغة رد وليست دعاءً بمثل دعائهم.
● إنا نجاب عليهم: أي أن دعاءنا عليهم يُستجاب.
● ولا يجابون علينا: أي أن دعاءهم علينا لا يُستجاب بحكمة الله تعالى.

2. شرح الحديث:


جاءت جماعة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبدلاً من أن يحيوه تحية الإسلام بالسلام، حيّوه تحيةً فيها شرّ ودعاء عليه بالموت، قائلين: "السام عليك يا أبا القاسم".
فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم رداً مختصراً حكيماً فقال: "وعليكم". ولم يرد عليهم بالمثل، أي لم يقل "والسام عليكم"، بل اكتفى بهذه الصيغة العامة.
فلما سمعت السيدة عائشة رضي الله عنها كلامهم، غضبت لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنكرت أن يقال له مثل هذا الكلام، فقالت له: "ألم تسمع ما قالوا؟" أي ألم تسمع دعاءهم عليك بالموت؟
فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سمعهم، ورد عليهم، ثم بين الحكمة من ردّه هذا الرد، فقال: "وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا". أي أن الله تعالى قد قضى بحكمته أن دعاءنا إذا دعونا به على أعدائنا يُستجاب، أما دعاؤهم علينا فلا يُستجاب، فلا خوف من شرّهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والرحمة في الرد على الإساءة: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم على إساءتهم بمثلها، مع قدرته على ذلك، بل كان ردّه حكيماً ورحيماً، وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم.
● الثقة بنصر الله وحفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم واثقاً من نصر الله وحفظه، عالمًا أن دعاء الكفار عليه لا يضر بإذن الله.
● الابتعاد عن التشبه بأخلاق الأعداء: لو رد النبي بمثل قولهم لشابههم في الخلق الذميم، فكان رده متفرداً بأخلاق الإسلام.
● غيرة الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم: ظهرت غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها وحبها للنبي صلى الله عليه وسلم في غضبها من قول اليهود.
● التعليم بالأسلوب العملي: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عائشة عن غضبها مباشرة، بل بين لها الحكمة من فعله، لتعلم هي وغيرها درساً في الحلم والثقة بالله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة أن "السلام" تحية المسلمين، وأن غيرها من التحيات لا تُشرع.
- فيه بيان لعادة اليهود في العداوة والمكر، ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم بالحسنى ما لم يعتدوا.
- الرد بـ "وعليكم" على من حيّا بغير السلام جائز، وهو من باب الدعاء العام، وليس من باب المقابلة بالمثل.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الأخلاق الحسنة والحكمة في الرد على المخالفين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢١٦٦) من طرق عن حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1634 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

  • 📜 حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب