يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: «يجيء نوحٌ وأمتُه فيقول الله تعالى: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم أي رب! فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبي. فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد ﷺ وأمته، فنشهد أنه قد بلّغ وهو قوله جل ذكره ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ [البقرة: ١٤٣] والوسط العدل».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٣٩) عن موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، فيه من العبر والمواعظ ما ينير القلوب ويثبت الإيمان.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ: أي يُحشر نبي الله نوح عليه السلام ومن اتبعه من المؤمنين يوم القيامة.
● هَلْ بَلَّغْتَ؟: سؤال من الله تعالى لنوح عليه السلام عن تبليغه الرسالة إلى قومه.
● مَا جَاءَنَا مِن نَبِيٍّ: جواب كاذب من قوم نوح الذين كفروا، حيث ينكرون مجيء أي نبي أو رسول إليهم.
● مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟: سؤال عن الشهود الذين يمكنهم إثبات تبليغ نوح عليه السلام لرسالة ربه.
● أُمَّةً وَسَطًا: الأمة المعتدلة العادلة، والخيار من الناس.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث يُحاسب الله تعالى الأنبياء وأممهم. فيأتي نبي الله نوح عليه السلام مع أمته (أي قومه المؤمنين والكافرين)، فيسأله الله تعالى: "هل بلغت رسالتي إلى قومك؟" فيجيب نوح بإجلال وتعظيم: "نعم أي رب، لقد بلغت". ثم يسأل الله الكافرين من قوم نوح: "هل بلغكم نوح رسالة ربه؟" فيكذبون ويجحدون ويقولون: "ما جاءنا من نبي أصلاً"، فينكرون مجيء أي نبي أو رسول إليهم.
حينئذ يسأل الله تعالى نوحًا عليه السلام: "من يشهد لك بأنك قد بلغت الرسالة؟" فيقول نوح: "محمد ﷺ وأمته". فيشهد النبي محمد ﷺ وأمته من المؤمنين لنوح عليه السلام بأنه قد بلغ الرسالة حق التبليغ. وهذه الشهادة تكون عادلة لأن هذه الأمة هي الأمة الوسط العدل، كما وصفها الله تعالى في قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]. والوسط هنا يعني العدل والخيار.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة مسؤولية التبليغ: الحديث يظهر الجهد العظيم الذي بذله الأنبياء في تبليغ رسالة الله، وكيف أنهم سيُسألون عن هذه الأمانة يوم القيامة.
2- جحود الكفار وعنادهم: يبين لنا أن الكفار لا يقتصر كفرهم على الدنيا فقط، بل سيستمرون في الجحود والإنكار يوم القيامة، كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 84].
3- مكانة أمة محمد ﷺ: أن الله تعالى قد خص هذه الأمة بأن جعلها أمة وسطاً شهيدة على الأمم السابقة، وهذا من فضل الله ومنته علينا.
4- العدل والإنصاف: شهادة أمة محمد ﷺ لنوح عليه السلام تظهر عدل هذه الأمة وصدقها، فهي تشهد بالحق ولا تجامل أحداً.
5- التصديق بجميع الرسل: الحديث يؤكد وجوب الإيمان بجميع الرسل والأنبياء، والتصديق بأنهم بلغوا الرسالة على أكمل وجه.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تتحدث عن شهادة أمة محمد ﷺ على الأمم السابقة، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "يجيء النبي يوم القيامة وليس معه أحد، ويجيء النبي ومعه الرجل والرجلان...".
- قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} فيها فضل عظيم لأمة الإسلام، حيث جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، بشهادة رب العالمين.
- هذه الشهادة تكون يوم القيامة، حين تشهد كل أمة على نبيها، وتشهد أمة محمد ﷺ على جميع الأنبياء بأنهم بلغوا الرسالة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الشهادة الحقّة، وأن يثبتنا على الإيمان، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٣٩) عن موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1744 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

📜 حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية