أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣)﴾

عن ابن عباس قال: صارت الأوثانُ التي كانت في قوم نوح في العرب بعد؛ أما ودٌّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سُواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، أسماءُ رجالٍ صالحينٍ من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عُبِدتْ.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٠) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن ابن جريج، وقال عطاء: عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
### أولاً. نص الحديث ومعناه الإجمالي
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما - وهو حبر الأمة وترجمان القرآن - عن قصة الأصنام التي عبدت في قوم نوح، وكيف انتشرت بعدهم في قبائل العرب، مبيناً أن أصلها كان من أسماء رجال صالحين، ثم حرف الناس طريق العبادة بعدهم.
### ثانياً. شرح المفردات
● الأوثان: تماثيل تعبد من دون الله.
● صارت: انتقلت وظهرت.
● ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر: أسماء الأصنام الخمسة المشهورة.
● أسماء رجال صالحين: كانوا دعاة إلى الخير في قوم نوح.
● أوحى الشيطان: وسوس وألهمهم بالباطل.
● انصبوا: اجعلوا وأنشئوا.
● أنصاباً: أحجاراً ومنحوتات لتذكيرهم بالصالحين.
● تنسخ العلم: يموت العلماء ويقل العلم الشرعي.
### ثالثاً. شرح الحديث
1- أصل الضلالة: بدأت القصة بأن قوم نوح كان فيهم رجال صالحون (ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر) يدعون إلى الخير، فلما ماتوا حزن عليهم قومهم حزناً شديداً.
2- وسوسة الشيطان: جاءهم الشيطان من حيث لا يشعرون، وأمرهم أن يقيموا تماثيل (أنصاب) في المجالس التي كان يجلس فيها هؤلاء الصالحون لتذكير الناس بهم وتحفيزهم على الاقتداء بهم.
3- المرحلة الأولى (التعظيم دون عبادة): في البداية، كانت هذه التماثيل مجرد مظاهر تعظيم وتذكير بالصالحين، ولم تكن تُعبد من دون الله.
4- المرحلة الثانية (العبادة الحقيقية): عندما مات الجيل الأول الذي عرف الصالحين، وجاء جيل جديد قَلَّ فيه العلم وانتشر الجهل، بدأ الناس ينظرون إلى هذه التماثيل نظرة تقديس، ثم عبدوها من دون الله، فتحولت من مجرد ذكريات إلى أوثان تُعبد.
5- انتشار الأصنام في العرب: انتقلت هذه الأصنام إلى القبائل العربية، فكان:
● ود: لعبت كلب (قبيلة) في دومة الجندل.
● سواع: لهذيل (قبيلة).
● يغوث: لمراد ثم لبني غطيف بالجوف.
● يعوق: لهمدان (قبيلة).
● نسر: لحمير لآل ذي الكلاع.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- خطر الوسوسة الشيطانية: الشيطان لا يأتي بالشر صراحة، بل يبدأ بخطوات صغيرة تبدو بريئة ثم تتطور إلى شرك أكبر.
2- التدرج في الضلال: الضلال لا يأتي دفعة واحدة، بل يبدأ بشيء يسير ثم يتفاقم.
3- خطورة الغلو في الصالحين: يجب الحذر من المبالغة في تعظيم الصالحين (أحياءً أو أمواتاً) لأن ذلك قد يؤدي إلى عبادتهم من دون الله.
4- أهمية العلم ونشره: موت العلماء وانتشار الجهل من أعظم أسباب الضلال والانحراف.
5- اتخاذ الصور والتماثيل: الحديث يحذر من اتخاذ الصور والتماثيل حتى لو كان القصد حسناً، لأن العواقب قد تكون وخيمة.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث يبين أصل الشرك في الأرض، وكيف بدأ في قوم نوح.
- هذه الأصنام الخمسة ذكرها الله تعالى في سورة نوح في قوله: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23].
- الحديث تحذير للأمة من اتباع خطوات الشيطان، والحذر من البدع التي تبدأ صغيرة ثم تكبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٠) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن ابن جريج، وقال عطاء: عن ابن عباس، فذكره.
وقوله: «وقال عطاء» يعني ابن أبي رباح، وليس هو عطاء الخراساني، لأنه لم يلق ابن عباس، فيكون فيه انقطاع، ثم ابن جريج لم يسمع تفسير الخراساني، وإنما أخذه من ابنه عثمان مناولة، كما نبَّه على ذلك علي ابن المديني.
ذكر صالح بن أحمد بن حنبل في «العلل» عن علي بن المديني قال: سألت يحيى القطان عن حديث ابن جريج، عن عطاء الخراساني، فقال: ضعيف. فقلت: إنه يقول: أخبرنا. قال: «لا شيء، إنما هو كتاب دفعه إليه».
فجعل البخاري أنه عطاء بن أبي رباح، وكون عبد الرزاق وغيره رووا هذا التفسير عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني لا يمنع أن يحدث به أيضا عطاء بن أبي رباح، والبخاري ﵀ الذي اشتهر بالتحري وتشدده في الاتصال لا يخفى عليه ذلك.
قوله: «صارت الأوثانُ التي كانت في قوم نوح في العرب بعد» إن تلك الأوثان دفنها الطوفان، فلم تزل مدفونة حتى أخرجها الشيطان لمشركي العرب كما قال ابن عباس.
وأما العرب فكانت أصنامهم «اللات» لثقيف، «والعزى» لسليم وغطفان وجشم، «ومناة» لقديد، و«إساف ونائلة وهبل» لأهل مكة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1746 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

📜 حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية