حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، فيبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا».
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩١٩) ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره، والسياق للبخاري، وسياق مسلم طويل.

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، فيبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 4919) ومسلم (رقم 183)، وهو من الأحاديث التي تتحدث عن أحداث يوم القيامة العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● يكشف ربنا عن ساقه: المقصود بهذا الكشف هو كشف عن عظمة وجلال الله تعالى، وهو من الأمور التي لا نعلم كيفيتها، فنؤمن بها كما جاءت بدون تكييف ولا تمثيل.
● ليسجد: أي لينحني ويسجد سجود الخضوع والعبادة.
● فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً: أي يحاول أن يسجد ولكن لا يستطيع، فينقلب ظهره إلى أعلى ويصبح صلباً واحداً لا يستطيع الانحناء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حين يكشف الله تعالى عن ساقه -سبحانه- كشفاً يليق بجلاله وعظمته، لا يشبه خلقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة تعظيماً وخضوعاً لهذا المشهد المهيب.
أما الذين كانوا يسجدون في الدنيا لله لكنهم كانوا يراءون الناس، أي يفعلون ذلك ليمدحهم الناس لا خالصاً لوجه الله، فإنهم يحاولون السجود مثل غيرهم، ولكنهم لا يستطيعون ذلك، فينقلب ظهورهم إلى أعلى ويصبحون كاللوح الصلب الذي لا ينحني، وهذا من أشد أنواع العذاب والفضيحة يوم القيامة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة الله وجلاله: الحديث يذكرنا بعظمة الله تعالى وجلاله، وأنه سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة المخلوقات.
2- الإخلاص في العبادة: التحذير الشديد من الرياء، وهو أن يعمل الإنسان العمل لغير الله، وأن يجعل له شركاء في العبادة.
3- فضيحة المرائين: أن المرائي سيفضح يوم القيامة ويُعرف بين الخلائق، وستمنعه رياؤه من فعل الطاعات التي كان يتظاهر بها في الدنيا.
4- العدل الإلهي: أن الله تعالى يفضح المرائي يوم القيامة جزاءً له على فعله، وهذا من عدل الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تسمى أحاديث الصفات، وواجبنا فيها الإيمان بها دون تحريف ولا تعطيل، ودون تكييف ولا تمثيل.
- الرياء من الكبائر، وهو الشرك الأصغر كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ينبغي للمسلم أن يجدد نيته ويخلص عمله لله تعالى، ويحذر من أي شائبة رياء أو سمعة.
نسأل الله تعالى أن يخلص أعمالنا، ويحفظنا من الرياء والسمعة، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩١٩) ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره، والسياق للبخاري، وسياق مسلم طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1735 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

  • 📜 حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب