حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨)﴾

عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

صحيح: رواه الترمذي (١٠٨٢) وابن ماجه (١٨٤٩) والنسائي (٣٢١٤) وأحمد (٢٠١٩٢) كلهم من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.

عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى المصادر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة.

الحديث:


عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والبيهقي في سننه، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


● التبتل: هو الانقطاع عن الزواج وتركه تعبدًا وتقربًا إلى الله، بظن أن ذلك أفضل من الزواج. وأصله من "بَتَلَ" أي قطع، فكأنه قطع نفسه عن الشهوات والزواج.


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن التبتل، أي عن ترك الزواج رغبة في التعبد والانقطاع للعبادة، معتقدًا أن ذلك طريقٌ أفضل للتقرب إلى الله. وهذا النهي يشمل من كان قادرًا على الزواج وله رغبة فيه، لكنه امتنع عنه بدعوى التفرغ للعبادة.
والحكمة من هذا النهي أن الإسلام دين الاعتدال، فلا رهبانية فيه، وقد جاء النبي ﷺ ليكمل مكارم الأخلاق ويصحح المفاهيم الخاطئة. فمن ترك الزواج مع القدرة عليه، فقد خالف السنة، وفوّت على نفسه خيرًا كثيرًا من حيث تكثير الأمة، وتحقيق السكن والمودة، وصون النفس عن الحرام.
وقد وردت نصوص أخرى تؤكد على مشروعية الزواج وفضله، مثل قوله ﷺ: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج" (متفق عليه).


3. الدروس المستفادة:


● رفض الرهبانية في الإسلام: الإسلام يرفض الانقطاع عن الدنيا بالكلية، بل يدعو إلى التوازن بين العبادة والعمل الصالح وبين التمتع بالطيبات من الرزق.
● الزواج سنة نبوية: فهو من سنن المرسلين، ومنهج النبي ﷺ وأصحابه.
● الاعتدال في العبادة: لا يجوز للمسلم أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله، والتبتل بدعة مخالفة لهدي النبي ﷺ.
● تكثير الأمة المسلمة: من حكم الزواج تكثير النسل، حتى تكون الأمة قوية بعددها وإيمانها.
● صون النفس والفرج: الزواج وسيلة عظيمة للعفاف وغض البصر.


4. معلومات إضافية:


- ليس النهي عن التبتل معناه إجبار كل أحد على الزواج، فمن عجز عنه أو لم تكن له رغبة حقيقية (مع عدم الاعتقاد بفضيلة تركه) فلا حرج عليه، لكن النهي عن تركه مع القدرة والرغبة بدعوى أنه أفضل للعبادة.
- هناك فرق بين التبتل (الذي هو ترك الزواج تعبدًا) وبين ترك الزواج لسبب آخر كالعجز أو الخوف من عدم القيام بحقوق الزوجية، فهذا ليس داخلاً في النهي.
- بعض الصوفية وغيرهم أخذوا بالتبتل على أنه من أعلى درجات الزهد، وهذا مخالف للسنة.

فالحمد لله الذي جعل في الإسلام الاعتدال، وصلى الله على نبينا محمد الذي بين لنا سبيل الرشاد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٠٨٢) وابن ماجه (١٨٤٩) والنسائي (٣٢١٤) وأحمد (٢٠١٩٢) كلهم من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره. وإسناده صحيح.
والحسن سمع من سمرة، كما هو موضح في مواضع كثيرة من هذا الكتاب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1762 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

  • 📜 حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب