حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨)﴾

عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء بعث إليه رسول الله ﷺ فقال: «يا عثمان! إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي؟» قال: لا، يا رسول الله! قال: «إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق، فمن رغب عن سنتي فليس مني، يا عثمان! إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا».
قال سعد: فوالله! لقد كان أجمع رجال من المسلمين على أن رسول الله ﷺ إن هو أقرَّ عثمان على ما هو عليه أن نختصي فنتبتل.

حسن: رواه الدارمي (٢٢١٥) عن محمد بن يزيد الحزامي، حدثنا يونس بن بكير، حدثني ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء بعث إليه رسول الله ﷺ فقال: «يا عثمان! إني لم أومر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي؟» قال: لا، يا رسول الله! قال: «إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق، فمن رغب عن سنتي فليس مني، يا عثمان! إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا».
قال سعد: فوالله! لقد كان أجمع رجال من المسلمين على أن رسول الله ﷺ إن هو أقرَّ عثمان على ما هو عليه أن نختصي فنتبتل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين فيه منهج الاعتدال والتوازن في الحياة، ويحذر من الغلو والتشدد في الدين. وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● عثمان بن مظعون: أحد السابقين إلى الإسلام، من أهل التقوى والزهد.
● الرهبانية: هي الانقطاع عن الدنيا والتبتل وترك الزواج والانعزال للعبادة، وهي منسوخة في الإسلام.
● رغبت عن سنتي: أي أعرضت عنها وتركتها.
● أختصي: نعقم أنفسنا بقطع الذكر (الخصاء) لنتجنب الشهوة.
● نتبتل: ننقطع للعبادة ونترك الزواج والملذات الدنيوية.

2. شرح الحديث:


يحدث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه أراد أن يترك الزواج ويعتزل النساء ويتفرغ للعبادة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه وقال له: «يا عثمان! إني لم أومر بالرهبانية» أي أن الله لم يأمرني بالرهبانية المنهي عنها، والتي كانت في الأمم السابقة ثم نُسخت في شريعتنا. ثم قال له: «أرغبت عن سنتي؟» أي هل أعرضت عن طريقتي التي شرعتها لأمتي؟ فأجاب عثمان: لا يا رسول الله، أي لم أرغب عن سنتك. فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن من سنته الاعتدال في العبادة، فقال: «إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق» أي أنني أصلي الليل ولكني أنام لأستريح، وأصوم ولكنني أفطر لأتقوى، وأتزوج وأطلق إن دعت الحاجة، فديني وسط بين الإفراط والتفريط. ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإعراض عن هذه السنة بقوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» أي من ترك طريقتي وشرعي فليس على هدايتي ولا من أهل متابعتي. ثم بين له حق أهله وحق نفسه فقال: «يا عثمان! إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا» أي أن لزوجتك وأولادك حقاً في صحبتك ورعايتك، ولنفسك حقاً في الراحة والاستمتاع بالحلال.
ثم قال سعد: فوالله لقد كان أجمع رجال من المسلمين على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هو أقر عثمان على ما هو عليه أن نختصي ونتبتل، أي لو أن النبي صلى الله عليه وسلم وافق عثمان على ترك النساء والتبتل، لاقتدى به كثير من الصحابة وتركوا الزواج واختاروا الرهبانية، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك وأمرهم بالاعتدال.

3. الدروس المستفادة منه:


- تحذير الإسلام من الغلو والتشدد في الدين، والنهي عن الرهبانية والانعزال عن الناس.
- التأكيد على مبدأ الاعتدال والتوازن في العبادة والحياة، فلا إفراط ولا تفريط.
- بيان أن الإسلام يقر حق النفس والأهل، فلا يجوز للإنسان أن يهمل حق زوجته وأولاده بحجة العبادة.
- أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوسطية، وهي الطريق الأمثل للسعادة في الدنيا والآخرة.
- أن مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والرغبة عنها تخرج الإنسان من دائرة الاتباع الكامل له.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- الرهبانية التي ذمها الإسلام هي التي فيها تعذيب للنفس وترك للحقوق الواجبة، أما الزهد المشروع فهو عدم التعلق بالدنيا مع القيام بالواجبات.
- من فوائد الزواج: حفظ النفس عن الحرام، وتكثير الأمة الإسلامية، وتحقيق السكن والمودة والرحمة.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين حق ربه وحق نفسه وحق أهله، فلا يضيع واحداً منهم.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المعتدلين في ديننا ودنيانا، وأن يرزقنا الفقه في الدين والاستقامة على الطريق القويم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارمي (٢٢١٥) عن محمد بن يزيد الحزامي، حدثنا يونس بن بكير، حدثني ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1760 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

  • 📜 حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب