حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨)﴾
قال سعد: فوالله! لقد كان أجمع رجال من المسلمين على أن رسول الله ﷺ إن هو أقرَّ عثمان على ما هو عليه أن نختصي فنتبتل.
حسن: رواه الدارمي (٢٢١٥) عن محمد بن يزيد الحزامي، حدثنا يونس بن بكير، حدثني ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين فيه منهج الاعتدال والتوازن في الحياة، ويحذر من الغلو والتشدد في الدين. وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:
1. شرح المفردات:
● عثمان بن مظعون: أحد السابقين إلى الإسلام، من أهل التقوى والزهد.
● الرهبانية: هي الانقطاع عن الدنيا والتبتل وترك الزواج والانعزال للعبادة، وهي منسوخة في الإسلام.
● رغبت عن سنتي: أي أعرضت عنها وتركتها.
● أختصي: نعقم أنفسنا بقطع الذكر (الخصاء) لنتجنب الشهوة.
● نتبتل: ننقطع للعبادة ونترك الزواج والملذات الدنيوية.
2. شرح الحديث:
يحدث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه أراد أن يترك الزواج ويعتزل النساء ويتفرغ للعبادة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه وقال له: «يا عثمان! إني لم أومر بالرهبانية» أي أن الله لم يأمرني بالرهبانية المنهي عنها، والتي كانت في الأمم السابقة ثم نُسخت في شريعتنا. ثم قال له: «أرغبت عن سنتي؟» أي هل أعرضت عن طريقتي التي شرعتها لأمتي؟ فأجاب عثمان: لا يا رسول الله، أي لم أرغب عن سنتك. فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن من سنته الاعتدال في العبادة، فقال: «إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق» أي أنني أصلي الليل ولكني أنام لأستريح، وأصوم ولكنني أفطر لأتقوى، وأتزوج وأطلق إن دعت الحاجة، فديني وسط بين الإفراط والتفريط. ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإعراض عن هذه السنة بقوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» أي من ترك طريقتي وشرعي فليس على هدايتي ولا من أهل متابعتي. ثم بين له حق أهله وحق نفسه فقال: «يا عثمان! إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا» أي أن لزوجتك وأولادك حقاً في صحبتك ورعايتك، ولنفسك حقاً في الراحة والاستمتاع بالحلال.
ثم قال سعد: فوالله لقد كان أجمع رجال من المسلمين على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هو أقر عثمان على ما هو عليه أن نختصي ونتبتل، أي لو أن النبي صلى الله عليه وسلم وافق عثمان على ترك النساء والتبتل، لاقتدى به كثير من الصحابة وتركوا الزواج واختاروا الرهبانية، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك وأمرهم بالاعتدال.
3. الدروس المستفادة منه:
- تحذير الإسلام من الغلو والتشدد في الدين، والنهي عن الرهبانية والانعزال عن الناس.
- التأكيد على مبدأ الاعتدال والتوازن في العبادة والحياة، فلا إفراط ولا تفريط.
- بيان أن الإسلام يقر حق النفس والأهل، فلا يجوز للإنسان أن يهمل حق زوجته وأولاده بحجة العبادة.
- أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوسطية، وهي الطريق الأمثل للسعادة في الدنيا والآخرة.
- أن مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والرغبة عنها تخرج الإنسان من دائرة الاتباع الكامل له.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- الرهبانية التي ذمها الإسلام هي التي فيها تعذيب للنفس وترك للحقوق الواجبة، أما الزهد المشروع فهو عدم التعلق بالدنيا مع القيام بالواجبات.
- من فوائد الزواج: حفظ النفس عن الحرام، وتكثير الأمة الإسلامية، وتحقيق السكن والمودة والرحمة.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين حق ربه وحق نفسه وحق أهله، فلا يضيع واحداً منهم.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المعتدلين في ديننا ودنيانا، وأن يرزقنا الفقه في الدين والاستقامة على الطريق القويم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1760 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1735 يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة،...
- 1736 الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب
- 1737 إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
- 1738 نصر النبي بريح الصبا وإهلاك عاد بالدبور
- 1739 لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا،...
- 1740 الفردوس فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة
- 1741 من أرسل من رأس السلسلة سار أربعين خريفا قبل أن...
- 1742 صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه...
- 1743 لا تحسب فيحسب الله عليك
- 1744 يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم...
- 1745 خلق الإنسان في بطن أمه أربعين يوما
- 1746 أسماء رجال صالحين من قوم نوح أوحى الشيطان لقومهم
- 1747 حيل بين الشياطين وبين خبر السماء
- 1748 شهادة ابن مسعود في ليلة الجن مع رسول الله ﷺ
- 1749 شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن
- 1750 ابن عباس عن النبي ﷺ قال: قال الله: كذَّبني ابن...
- 1751 واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم...
- 1752 يا معشر قريش لا أغني عنكم من الله شيئا
- 1753 إذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان
- 1754 إن خلق نبي الله كان القرآن
- 1755 قيام نحوا من قيامهم في شهر رمضان
- 1756 قراءة المفصل في ركعة كهذ الشعر
- 1757 يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في...
- 1758 كيف يأتيك الوحي يا رسول الله؟
- 1759 عن عائشة: والله يعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي
- 1760 إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
- 1761 جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن...
- 1762 عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.
- 1763 ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر
- 1764 الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض
- 1765 عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت
- 1766 صاحب الصور قد التقم القرن ينتظر متى يؤمر أن ينفخ
- 1767 صاحب الصور مستعد للنفخ منذ وكل به
- 1768 سحر يؤثر يأثره عن غيره
- 1769 معنى يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام
- 1770 كان رسول الله إذا نزل جبريل بالوحي يحرك لسانه وشفتيه
- 1771 كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه
- 1772 كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه
- 1773 هل تضارون في القمر ليلة البدر
- 1774 ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه
- 1775 سألت ابن عباس عن قول الله أولى لك فأولى
- 1776 يقرأ في الفجر يوم الجمعة: ﴿الم تَنْزِيلُ﴾ و﴿هَلْ أَتَى عَلَى...
- 1777 يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة السجدة والإنسان
- 1778 إذا رأت المرأة في المنام ما يرى الرجل فلتغتسل
- 1779 المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء تغتسل
- 1780 ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها
- 1781 القرآن حجة لك أو عليك
- 1782 إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى...
- 1783 من نذر أن يعصي الله فلا يعصه
- 1784 لقد عجب الله أو ضحك من فلان وفلانة
معلومات عن حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
📜 حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








