حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾

عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله ﷺ قال: «أنفقي، ولا تحصي، فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك».

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٥٩١) ومسلم في الزكاة (١٠٢٩) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله ﷺ قال: «أنفقي، ولا تحصي، فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحث على الكرم والإنفاق في سبيل الله ويحذر من البخل والشح. وها هو شرحه على النحو التالي:
الحديث:
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «أَنْفِقِي، وَلَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ».
[متفق عليه: رواه البخاري (1433) ومسلم (1029)]


1. شرح المفردات:


● أَنْفِقِي: الأمر بالإنفاق في وجوه الخير والبر، وهو موجّه لأسماء لكنه يعم كل مسلم.
● لَا تُحْصِي: لا تعدّ ما تنفقينه وتحصيه وتُقيّده بحساب دقيق، كأن تترقب عواقبه أو تندم عليه.
● فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ: أي يقدر الله لك الرزق بقدر إنفاقك، فيضيقه عليك.
● لَا تُوعِي: لا تمنعي الخير والمال عن الآخرين، أو لا تكن بخيلاً في الإنفاق.
● فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ: أي يمنع الله عنك فضله وخيره ورزقه.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سلوك إيماني رفيع في التعامل مع المال والإنفاق، حيث يأمر بالجود والسخاء والإنفاق دون تردد أو حساب دقيق لما يُنفق، وينهى عن البخل والشح وتتبع التفاصيل الدقيقة للإنفاق التي قد تورث الندم أو تقليل العطاء.
● «أَنْفِقِي»: أمر بالبذل والعطاء في سبيل الله، وهو يشمل الصدقة والزكاة والنفقة على الأهل والأقارب والضيافة وغير ذلك من وجوه الخير.
● «وَلَا تُحْصِي»: نهي عن حساب الإنفاق بتفصيل يدفع إلى التقتير، فالإحصاء هنا يعني التربص والندم على ما أنفق، أو التضييق في العطاء خوفًا من النفاد.
● «فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ»: وعيد بأن من يبخل ويحصي إنفاقه، فإن الله سيقدر رزقه ويضيقه عليه، فيأتيه الرزق بقدرٍ ضيقٍ ومحدود.
● «وَلَا تُوعِي»: النهي عن منع الخير والمال، وهو أبلغ من عدم الإحصاء، لأنه يعني الحبس والبخل الشديد.
● «فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ»:威胁 شديد بأن من يبخل ويحبس ما عنده، فإن الله سيحبس عنه فضله ورزقه وبركته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على الجود والكرم: الإسلام يحث على السخاء والإنفاق ويدعو إلى التخفف من التعلق بالمال.
2- التوكل على الله في الرزق: لا ينبغي للمسلم أن يخاف الفقر من الإنفاق، فالله هو الرزاق ذو القوة المتين.
3- الجزاء من جنس العمل: كما تدين تدان، فمن بخل على عباد الله، بخل الله عليه، ومن جاد جاد الله عليه.
4- النهي عن البخل والشح: البخل من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام وحذر منها.
5- طمأنينة القلب بالإيمان: عندما ينفق المسلم دون إحصاء ولا حساب، فإن قلبه يطمئن ويشعر بالثقة بأن الله سيعوضه خيرًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب الترغيب في الإنفاق والترهيب من البخل، وهو من الأحاديث التي عليها مدار في أبواب الزكاة والصدقة.
- روي أن هذا الحديث قيل لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها عندما جاءتها أمها وهي مشركة تطلب المساعدة، فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرها بالإنفاق عليها.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن البركة في الرزق مرتبطة بالإنفاق، فمن أنفق بارك الله له في ماله، ومن بخل حرم البركة.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين الإنفاق والتقتير، فلا يسرف ولا يبخل، بل يكون وسطًا كما أمر الله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].
أسأل الله أن يجعلنا من المنفقين المعطين، ولا يجعلنا من البخلاء المحرومين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٥٩١) ومسلم في الزكاة (١٠٢٩) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1743 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

  • 📜 حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تحسب فيحسب الله عليك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب