حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمِ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وِإمَّا إِلَىَ النَّارِ».
قِيلَ: يَا رَسُول اللهِ! فَالإِبِلُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وِإمَّا إِلَى النَّارِ».
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلا غَنَمِ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا، لَيْسً فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَلْحَاءُ وَلا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمِ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإمَّا إِلَى النَّارِ» الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (٩٨٧) عن سويد بن سيعد، حدثنا حفص - يعني ابن ميسرة الصنعاني -، عن زيد بن أسلم، أن أبا صالح ذكوان، أخبره أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره في حديث طويل.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمِ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وِإمَّا إِلَىَ النَّارِ».
قِيلَ: يَا رَسُول اللهِ! فَالإِبِلُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وِإمَّا إِلَى النَّارِ».
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: «وَلا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلا غَنَمِ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا، لَيْسً فِيهَا عَقْصَاءُ وَلا جَلْحَاءُ وَلا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمِ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإمَّا إِلَى النَّارِ» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يحذر من خطر منع الزكاة، ويبين العقوبة الشديدة التي تنتظر من بخل بحق الله في ماله.

أولاً. شرح المفردات:


● يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا: يقصد بإخراج الزكاة المفروضة.
● صُفِّحَتْ لَهُ: جُعلت له صفائح، أي قطع مسطحة من النار.
● يُكْوَى: يحرق بالنار.
● بُطِحَ لَهَا: بسط لها أرض واسعة.
● قَرْقَر: أرض صلبة مستوية.
● وِرْدِهَا: وقت ورودها الماء للشرب.
● فَصِيل: ولد الناقة.
● عَقْصَاء: التي انعقد قرنها.
● جَلْحَاء: التي لا قرن لها.
● عَضْبَاء: مقطوعة القرن أو الأذن.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من يملك نصابًا من الذهب أو الفضة ولا يزكي، فإنه يعذب يوم القيامة بصفائح من نار تُحمى في نار جهنم، ثم تكوى بها جوارحه (جنبه وجبينه وظهره)، وتعاد عليه كلما بردت، وذلك في يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة حتى يقضى بين العباد، ثم يرى مصيره إما إلى الجنة أو النار.
ثم سأل الصحابة عن الإبل، فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن صاحب الإبل الذي لا يزكيها، يعذب بأن تُبعث له إبله يوم القيامة في أرض واسعة، وهي في أكمل صورة (لا يفقد منها فصيلاً واحدًا)، فتقوم بنطحه ورفسه بعضه، وتعاد عليه هذه العذاب في ذلك اليوم الطويل.
ثم سئل عن البقر والغنم، فأجاب بمثل ذلك، حيث تعذب صاحبها بأن تنطحه بقرونها وترفسه بأظلافها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب إخراج زكاة المال: الحديث يبين أن منع الزكاة من الكبائر التي توعّد الله صاحبها بهذا العذاب الأليم.
2- شدة عقوبة مانع الزكاة: العذاب المذكور في الحديث يدل على عظم جرم مانع الزكاة، وأنه يعذب بنفس ماله الذي بخل به.
3- الزكاة تطهير للمال: إخراج الزكاة يحمي المال من البلاء ويطهره من الشح والبخل.
4- اليوم الطويل في الآخرة: قوله: "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" يدل على هول ذلك اليوم وعذابه الشديد.
5- عدل الله تعالى: بعد انقضاء العذاب، يُقضى بين العباد، فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن مانع الزكاة يعذب даже لو كان مسلماً، ولكن عذابه مؤقت إلى أن يقضى بين العباد، ثم يكون مصيره بحسب إيمانه وأعماله.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من البخل والحرص على المال، وأن يحرص على إخراج زكاة ماله في وقتها.
- الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، فمن جحد وجوبها كفر، ومن أقر بوجوبها ومنعها فهو عاصٍ وعرضة للعذاب.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء حقّه في أموالنا، وأن يحفظنا من الشح والبخل، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (٩٨٧) عن سويد بن سيعد، حدثنا حفص - يعني ابن ميسرة الصنعاني -، عن زيد بن أسلم، أن أبا صالح ذكوان، أخبره أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1742 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

  • 📜 حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب