حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)﴾

عن ابن عباس قال: مرّ رسول الله ﷺ على قبرين، فقال. «أما إنهما لَيُعذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله». قال: فدعا بعسيب رطْبٍ فشقَّه باثنين، ثم غرس على هذا واحدًا، وعلى هذا
واحدًا، ثم قال: «لعله يُخفَّفْ عنهما ما لم ييبسا».
وفي رواية: «وكان الآخر لا يستنْزه عن البول، أو من البول».

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢١٨)، وفي الجنائز (١٣٦١)، ومسلم في الطهارة (٢٩٢) كلاهما من طريق الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا يحدِّث عن طاوس، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: مرّ رسول الله ﷺ على قبرين، فقال. «أما إنهما لَيُعذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله». قال: فدعا بعسيب رطْبٍ فشقَّه باثنين، ثم غرس على هذا واحدًا، وعلى هذا
واحدًا، ثم قال: «لعله يُخفَّفْ عنهما ما لم ييبسا».
وفي رواية: «وكان الآخر لا يستنْزه عن البول، أو من البول».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بتمامه:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ رسول الله ﷺ على قبرين، فقال: «أما إنهما لَيُعذَّبان، وما يُعَذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله». قال: فدعا بعسيب رطْبٍ فشقَّه باثنين، ثم غرس على هذا واحدًا، وعلى هذا واحدًا، ثم قال: «لعله يُخفَّفْ عنهما ما لم ييبسا». وفي رواية: «وكان الآخر لا يستنْزه عن البول، أو من البول».
رواه البخاري (216) ومسلم (292)


1. شرح المفردات:


● يُعذَّبان: يُعاقبان في قبريهما بعذاب القبر.
● وما يُعَذَّبان في كبير: أي أن سبب عذابهما ليس بكبيرة في نظر الناس، لكنه من الكبائر في الشرع.
● يمشي بالنميمة: ينقل الكلام بين الناس للإفساد بينهم.
● لا يستتر من بوله: لا يتحرز من البول ولا يتنزه منه، فيصيبه بدنه أو ثيابه.
● عسيب رطب: غصن من النخل أخضر غير يابس.
● يُخفَّف عنهما: يقل العذاب عنهما.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يمشي في البقيع أو مقابر المسلمين فرأى قبرين جديدين، فأخبر أصحابه أن صاحبي هذين القبرين يعذبان في قبريهما، ثم بين سبب عذاب كل منهما:
● الأول: كان يمشي بالنميمة، وهي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد وإيقاع العداوة.
● الثاني: كان لا يتحرز من البول، أي كان لا يتنزه منه ولا يحرص على الطهارة منه، فربما بال وتلوث بدنه أو ثوبه دون أن يغسله.
ثم إن النبي ﷺ دعا بغصن أخضر من النخل، فشقه نصفين، وغرز كل نصف على قبر، ودعا لهما بأن يخفف العذاب عنهما ما دام الغصنان رطبين.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من النميمة: فهي من الكبائر التي يعذب بها الإنسان في قبره، وهي من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تفتت المجتمع.
2- الاهتمام بالطهارة: خصوصا طهارة البول التي يستهين بها بعض الناس، فالاستنجاء والتنزه من البول من أهم شروط صحة الصلاة.
3- عذاب القبر حقيقة: يؤمن أهل السنة والجماعة بعذاب القبر ونعيمه، وهذا الحديث من الأدلة الواضحة على ذلك.
4- رحمة النبي ﷺ: даже بالمعذبين في قبورهم، كان يدعو لهم ويفعل ما يخفف عنهم.
5- الدعاء للميت: يستحب الدعاء للميت والترحم عليه، فقد يخفف الله عنه بسبب دعاء الأحياء.
6- أن الأعمال سبب للعذاب أو النعيم: فالعذاب في القبر نتيجة لذنوب اقترفها الإنسان في دنياه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- النميمة من كبائر الذنوب، وهي من أسباب عذاب القبر، كما في هذا الحديث، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10-11].
- الاستهانة بالبول من الأمور التي يحذر منها الشرع، فقد قال النبي ﷺ: «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» رواه الدارقطني.
- غرس الغصن على القبر كان فعلاً خاصاً بالنبي ﷺ وفي حالة خاصة، وليس سنة مستمرة، وإنما المستحب الدعاء للميت والترحم عليه.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من عذاب القبر، وأن يوفقنا لاجتناب الذنوب والمعاصي، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (٢١٨)، وفي الجنائز (١٣٦١)، ومسلم في الطهارة (٢٩٢) كلاهما من طريق الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا يحدِّث عن طاوس، عن ابن عباس، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1730 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

  • 📜 حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب