حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢)﴾

عن أنس قال: قالوا: يا رسول الله! إنا نكون عندك على حال، فإذا فارقناك كنا على غيره، فنخاف أن يكون ذلك النفاق، فقال لهم النبي ﷺ: «كيف أنتم وربكم؟» قالوا: الله ربنا في السر والعلانية، قال: «كيف أنتم ونبيكم؟» قالوا: أنت نبينا في السر والعلانية. قال: «ليس ذلك النفاق».

حسن: رواه عبد بن حميد (١٣٧٧) واللفظ له، والبزار (٦٩٠٤) وأبو يعلى (٣٣٩٦) كلهم من طرق عن الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس، قال: فذكره.

عن أنس قال: قالوا: يا رسول الله! إنا نكون عندك على حال، فإذا فارقناك كنا على غيره، فنخاف أن يكون ذلك النفاق، فقال لهم النبي ﷺ: «كيف أنتم وربكم؟» قالوا: الله ربنا في السر والعلانية، قال: «كيف أنتم ونبيكم؟» قالوا: أنت نبينا في السر والعلانية. قال: «ليس ذلك النفاق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني، وهو حديث شريف يحمل معاني عميقة تتعلق بالإيمان والنفاق، ويسلط الضوء على حالة قلبية يعاني منها الكثير من المؤمنين.

أولاً. شرح المفردات:


● "نكون عندك على حال": أي نحن في حالة من الخشوع والإيمان والقرب من الله عندما نكون في مجلسك.
● "فإذا فارقناك كنا على غيره": عندما نغادر مجلسك ونبتعد عنك، يضعف هذا الإيمان ويختلف حالنا.
● "النفاق": هنا يقصدون النفاق العملي (الأصغر)، وهو أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن من حيث العمل، لا الكفر الأكبر.

ثانياً. شرح الحديث:


جاء الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن حالة يعيشونها: أنهم عندما يكونون في جواره وفي مجالس الذكر والعلم، يشعرون بإيمان قوي وخشوع عظيم، ولكن عندما ينصرفون إلى حياتهم وأعمالهم، يجدون أن هذا الإيمان يضعف، وتغلب عليهم الغفلة، فخافوا أن يكون هذا النفاق.
فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة الأمر بسؤالين أساسيين:
1- "كيف أنتم وربكم؟": أي ما هي علاقتكم بالله تعالى في السر والعلن؟ فأجابوا: "الله ربنا في السر والعلانية"، أي نحن نعترف بربوبيته وألوهيته ونعبده في كل حال، سراً وعلانية. هذا هو أصل الإيمان.
2- "كيف أنتم ونبيكم؟": أي ما هي عقيدتكم تجاه نبوتي؟ فأجابوا: "أنت نبينا في السر والعلانية"، أي نؤمن بنبوتك ونتبعك باطناً وظاهراً.
فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الحالة -وهي تفاوت الإيمان وضعفه أحياناً● "ليس ذلك النفاق"، لأن أصل الإيمان ثابت في القلوب، وإنما هي حالة طبيعية يمر بها المؤمن بسبب ضعف البشرية وتقلب القلب.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الفرق بين النفاق والوسوسة: النفاق الحقيقي هو إبطان الكفر وإظهار الإيمان، أما تفاوت الإيمان وضعفه فهو من طبيعة الإنسان، وهو من الوساوس التي يعاني منها حتى الصالحون.
2- طمأنينة القلب: الحديث يطمئن المؤمنين الذين يخافون على إيمانهم، ويبين أن مجرد الخوف من النفاق دليل على الإيمان، كما قال الحسن البصري: "إن المؤمن جمع إحساناً وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمناً".
3- ثبات الأصل: الإيمان الحقيقي هو ما استقر في القلب وصدقه العمل، وليس مجرد حالات وجدانية عابرة.
4- دور الصحبة الصالحة: الصحبة الصالحة ومجالس الذكر تزيد الإيمان وتقويه، وهذا من حكمة الله أن جعل العباد يتعاونون على التقوى.
5- حاجة الدائم إلى التجديد: الإيمان يحتاج إلى تجديد دائم بالطاعة والذكر والعلم، لئلا يضعف.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث جعل للإيمان مداً وجزراً، ليكون العبد دائم الرجوع إلى ربه.
- ينبغي للمؤمن أن يعمل على علاج ضعف الإيمان بعدة أمور: الإكثار من الطاعات، محاسبة النفس، مصاحبة الصالحين، ودعاء الله أن يثبت قلبه على دينه.
- الخوف من النفاق من علامات الإيمان، كما في الحديث: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه). فمن لم تكن فيه هذه الخصال، وخاف على نفسه، فهو مؤمن.
أسأل الله أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ويبعد عنا وساوس الشيطان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد بن حميد (١٣٧٧) واللفظ له، والبزار (٦٩٠٤) وأبو يعلى (٣٣٩٦) كلهم من طرق عن الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحارث بن عبيد، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1726 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

  • 📜 حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب