حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)﴾

عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ، جوَّاظ، مستكبر»
وفي رواية مسلم: «كل جواظ زنيم متكبر».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩١٨) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٣: ٤٧) كلاهما من طريق سفيان، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، قال: فذكره.

عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ، جوَّاظ، مستكبر»
وفي رواية مسلم: «كل جواظ زنيم متكبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي يبين لنا صفات أهل الجنة وأهل النار، واضعًا نصب أعيننا معالم الطريق إلى الفوز برضوان الله وجنته، ويحذرنا من الصفات المهلكة.

الحديث:


عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ، مُسْتَكْبِرٍ». وفي رواية مسلم: «كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ».


أولاً. شرح المفردات:


1- ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ:
* ضَعِيفٍ: يعني الشخص الذي لا منعة له في قومه، لا حسب ولا نسب ولا سلطان، فهو خامل الذكر في الناس، لا يُعرف بقوة ولا غنى ولا جاه.
* مُتَضَعَّفٍ: صيغة مبالغة، أي الذي يستضعف نفسه ويتواضع لله، ولا يرى لها قدرًا أو قيمة، بل يذللها لخالقه. فهو ضعيف في نظر الناس، متواضع في حقيقة نفسه.
2- لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ:
* أَقْسَمَ: حلف.
* لأَبَرَّهُ: أي لصدقه وقبل قسمه وحقق ما حلف عليه، لصدق توكله وإخلاصه وثقته بربه.
3- عُتُلٍّ:
* هو الشخص الغليظ الجافي، القاسي القلب، السيء الخلق، الذي يجمع الشرور، والذي يأكل مال الناس بالباطل ويظلمهم.
4- جَوَّاظٍ:
* في الرواية الأولى: هو الجموع المنوع (أي كثير جمع المال، شديد المنع له، بخيل).
* وفي رواية مسلم "جَوَّاظٍ زَنِيمٍ": فسره العلماء بالرجل الفاحش المتكبر، أو الكثير جمع المال.
5- زَنِيمٍ:
* هو الدعي الذي ليس من أهل القبيلة ولكنه يُلحق بهم، وهو شرهم. ويرمز إلى الشخص السيء السمعة، المعروف بالشر والفجور، الذي لا خير فيه.
6- مُسْتَكْبِرٍ / مُتَكَبِّرٍ:
* هو المتعاظم في نفسه، الذي يرى نفسه فوق الآخرين، ويأبى الانقياد للحق والخضوع لله تعالى.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ حديثه بسؤال استنفاري لجذب انتباه الصحابة، ثم يبين الصفات التي تميز أهل الجنة وأهل النار.
أ- صفات أهل الجنة:
هم "كل ضعيف متضعف". ليس الضعف هنا ضعف الإيمان أو الضعف المذموم، بل هو:
* ضعف في الدنيا: لا جاه دنيوي ولا منصب ولا ثروة طائلة تجعله معروفًا بين الناس. قد يكون فقيرًا، لا سلطان له، لا يُعتد به في المجالس الدنيوية.
* تواضع لله: وهو المعنى الأعمق "مُتَضَعِّف"، فهو يتعمد التواضع، لا يتكبر على الخلق، ولا يتعاظم على الحق، بل هو متذلل لله، خاشع، قريب من الناس، سهل الطباع.
ثم يذكر النبي ﷺ نتيجة هذا التواضع والاستضعاف لله: "لو أقسم على الله لأبره". وهذا دليل على علو منزلته عند الله تعالى. فبسبب صدق إيمانه، وخلوص نيته، وتواضعه، يصبح مستجاب الدعوة، حتى لو حلف على الله لحقق الله قسمه تكرمًا منه تعالى وفضلاً، لثقته بربه وصدق توكله.
ب- صفات أهل النار:
هم "كل عتل، جواظ، مستكبر" أو "جواظ، زنيم، متكبر". وهذه مجموعة من صفات الشر والهلاك:
* العُتُل: يجمع القسوة والجبروت والظلم. فهو يؤذي الناس بلسانه ويده، لا يرحم ضعيفًا، ولا يرق لباكٍ.
* الجواظ: الشحيح البخيل، الذي همّه جمع المال من حله أو حرام، ثم يبخل به عن حق الله وحق عباده. وهو أيضًا الفاحش المتكبر في مشيته وكلامه.
* المستكبر: الذي يرفض الحق ويأبى الانقياد لشرع الله، ويحتقر الناس ويمتنع من قبول النصيحة.
* الزنيم: الذي اشتهر بالشر والعيوب وفساد الأخلاق، حتى صار عَلَمًا عليها، وكأنه ولد عليها. وهو المنبوذ في المجتمع لسوء سيرته.
فهذه الصفات (الظلم، البخل، الكبر، سوء السمعة) هي أخلاق أهل النار التي تقودهم إلى وبالهم.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار التفاضل عند الله: يوضح الحديث أن المعيار الحقيقي للتفاضل عند الله هو التقوى والأخلاق، لا الجاه أو المال أو القوة الدنيوية. فكثير من "ضعفاء" الدنيا هم عظماء عند الله.
2- فضل التواضع: التواضع لله ولخلقه من أعظم أسباب الفوز بالجنة ورفعة الدرجات عند الله.
3- خطر الكبر والبخل والظلم: هذه الصفات من أخطر الأخلاق التي تهوي بصاحبها into النار، فهي من كبائر الذنوب.
4- الصدق مع الله: "لو
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩١٨) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٣: ٤٧) كلاهما من طريق سفيان، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1734 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

  • 📜 حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب