حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٤٢) عن عمر بن حفص، حدثني أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يربي المؤمن على الزهد في الدنيا والتعلق بالآخرة، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط التالية:

1. شرح المفردات:


● مال وارثه: المال الذي سيتركه الإنسان بعد موته ويستمتع به ورثته (أبناؤه أو أقاربه).
● أحب إليه: أكثر محبة وقربًا إلى قلبه.
● ما قدَّم: ما أنفقه الإنسان في سبيل الله أو في الطاعات في حياته.
● ما أخَّر: ما تركه من مال بعد موته ولم ينفقه في طاعة الله.

2. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ هذا الموعظة الحكيمة بسؤالٍ يحرك المشاعر ويستفز الغرائز، فيسأل أصحابه: أيُكم يكون مال ورثته (الذي سيرثونه منه بعد موته) أحبُّ إليه من ماله الخاص الذي بين يديه؟
فكان رد الصحابة الطبيعي -وهم بشر- أن قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا وماله الذي يملكه الآن أحب إليه من مال ورثته الذي سيرثونه بعده. فالإنسان بفطرته يحب أن يتملك ويستمتع بماله بنفسه.
فبيَّن النبي ﷺ الحقيقة التي غفلوا عنها، فقال: «فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر». أي:
● ماله الحقيقي هو ما "قدَّمه" في حياته من الصدقات والإنفاق في سبيل الله، وأعده ليوم فقره وحاجته إليه (يوم القيامة). هذا هو المال الذي سيستمتع به ويجد ثوابه عند الله، وهو الذي ينفعه بعد موته.
- أما مال ورثته فهو ما "أخَّره" وادَّخره ولم ينفقه في الطاعات، ثم يموت فيتركه لورثته، فيتمتعون به وينفقونه، وهو لا ينفعه شيئًا، بل قد يكون حسرة عليه يوم القيامة.

3. الدروس المستفادة منه:


● حقيقة المال: المال الحقيقي هو ما أنفقه العبد في طاعة الله، فهو الذي يبقى له وينفعه في الآخرة. أما ما يتركه لورثته فلا يملك منه إلا التبعات إن كان من حرام أو لم يؤدِّ حق الله فيه.
● الترغيب في الإنفاق والصدقة: يحث الحديث على المسارعة في إنفاق المال في الخير في الحياة الدنيا، قبل أن يفوت الأوان ويصير المال لغيره.
● التحذير من الشح والطمع: الحديث تحذير من التعلق بالدنيا والاستكثار من مال لا ينفع بل قد يضر.
● تغيير النظرة للمال: يجب على المسلم أن ينظر إلى ماله على أنه وسيلة للاستثمار في الآخرة، وليس غاية في نفسه.
● الإعداد للآخرة: يذكرنا الحديث بحقيقة الموت وأننا سنترك كل أموالنا وراءنا، فلا ينبغي أن نغتر بها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتينة.
- هذا الحديث يجسد الرؤية الإسلامية للاستثمار، حيث أن أفضل الاستثمار هو "ما قدَّم" العبد من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
- من الآيات التي تؤيد معنى الحديث قوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20].
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين واجباته تجاه أهله (كترك المال لهم للإنفاق عليهم) وبين الواجبات towards نفسه (كالصدقة والإنفاق في سبيل الله)، والأولى أن يقدم ما يرضي الله فإن الله سيخلف عليه ويبارك في ماله وأهله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الحكمة في إنفاق أموالنا، وأن يجعل ما قدمناه ذخرًا لنا في آخرتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٤٢) عن عمر بن حفص، حدثني أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1763 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

  • 📜 حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب