حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾

عن معن بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقا من آذن النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك - يعني عبد الله - أنه آذنتْ بهم شجرة.

متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٥٩) ومسلم في الصلاة (٤٥٠: ١٥٣) كلاهما عن عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن، قال: فذكره.

عن معن بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقا من آذن النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك - يعني عبد الله - أنه آذنتْ بهم شجرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا حديث عظيم، يروي لنا قصةً من أعجب قصص النبي صلى الله عليه وسلم، وهي استماع الجن لقراءته عليه الصلاة والسلام واهتداؤهم بها. سأشرحه لك جزءاً جزءاً، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حديث صحيح متفق على صحته.
### ثانياً. شرح المفردات
● معن بن عبد الرحمن: الراوي عن أبيه.
● أبي: أي عبد الرحمن بن يزيد، وهو تابعي ثقة.
● مسروق: هو مسروق بن الأجدع، تابعي جليل، من كبار فقهاء الكوفة.
● آذن: أي أخبر، أو نَبَّه، أو أَعْلَم.
● الجن: هم عالم مخلوق من مخلوقات الله، خلقوا من نار، منهم المؤمن والكافر.
● استمعوا القرآن: أي سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ويتلوه.
● آذنت بهم شجرة: أي أن الشجرة هي التي أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بوجودهم واستماعهم.
### ثالثاً. شرح الحديث
يسأل عبد الرحمن بن يزيد التابعي الجليل مسروقاً قائلاً: من الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوجود جماعة من الجن الذين جاءوا يستمعون القرآن في تلك الليلة المباركة؟
فأجابه مسروق رداً على سؤاله: لقد حدثني أبوك – وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، صحابي جليل و حبر الأمة – أن الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوجود أولئك الجن واستماعهم لقراءته كانت شجرة.
وهذه القصة لها أصل في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة الأحقاف: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} [الأحقاف: 29].
فالحديث يوضح معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جعل الله تعالى الجماد (الشجرة) ناطقةً مخبرةً له بأمر غيبي، وهو وجود واستماع ذلك النفر من الجن، الذين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يراهم أو يسمعهم في تلك اللحظة. فهذا دليل على نبوته، وأن الله يؤيده بالمعجزات الخارقة للعادة.
### رابعاً. الدروس والعبر المستفادة
1- عظمة القرآن الكريم: إن كلام الله تعالى له تأثير عجيب، لا على البشر فحسب، بل حتى على عالم الجن، الذي استمع له فآمن به واهتدى.
2- إثبات معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل واضح على أن الله تعالى أيد نبيه بالمعجزات الحسية، ومنها تكليم الشجرة له وإخبارها بالغيب.
3- الإيمان بعالم الجن: الحديث يثبت وجود الجن كحقيقة لا ريب فيها، وأن منهم من يستمع القرآن فيؤمن به، وينذر قومه.
4- بركة الصحابة والعلماء: نلاحظ في سلسلة الرواية توثيق العلم ونقله بدقة، من الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، إلى التابعي الفقيه مسروق، إلى عبد الرحمن، ثم إلى ابنه معن. وهذا من أدب طلب العلم ونقله.
5- قدرة الله المطلقة: الله على كل شيء قدير، وهو الذي سخّر الشجرة لتخبر نبيه، فليس مستحيلاً في قدرته سبحانه أن يجعل الجماد ناطقاً.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذه الحادثة كانت في مكة، وذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كما ذكر ذلك ابن كثير وغيره من المفسرين.
- انطلق أولئك النفر من الجن بعد سماعهم القرآن إلى قومهم منذرين، وداعين لهم إلى الإيمان، كما حكى الله عنهم: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} [الأحقاف: 31].
- قصة استماع الجن للقرآن وردت في سورتي الأحقاف والجن، وهي من الأدلة على أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة للثقلين: الإنس والجن.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن نستمع إليه بقلوبنا فتخشع، وتعمل به جوارحنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٥٩) ومسلم في الصلاة (٤٥٠: ١٥٣) كلاهما عن عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن، قال: فذكره.
وقوله: «من آذن النبي ﷺ» أي: أعلمه بحضور الجن.
وقوله: «آذنت بهم شجرة» أي: إن الشجرة التي كانت بجانبه، وهي من معجزات النبي ﷺ، كما ثبت في الصحيح قوله: «إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلِّم عليَّ» فإن الله جعل في الجماد نطقا، قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] والمعجزات من هذا القبيل كثيرة. كما ذكر في كتاب سيرة النبي ﷺ.
والكلام عن الجن واستماعهم القرآن مبسوط في كتاب بدء الخلق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1749 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

  • 📜 حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب