عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)﴾

عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أول ما نزل من القرآن، قال: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ قلت: يقولون: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله ﷺ قال: «جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة، فقلت: دثِّروني، وصُبّوا عليَّ ماء باردا، قال: فدثَّروني وصَبُّوا عليَّ ماء باردا، قال: فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) عن يحيى، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي يروي قصة بدء الوحي ونزول أول آيات القرآن الكريم:
### أولاً. ترجمة الرواة
● يحيى بن أبي كثير: إمام ثقة فقيه، من كبار التابعين.
● أبو سلمة بن عبدالرحمن: فقيه مدني ثقة، من أفاضل التابعين.
● جابر بن عبدالله: صحابي جليل، من كبار فقهاء الصحابة.
### ثانياً. شرح المفردات
● جاورت بحراء: أي سكنت وغُرفت في غار حراء للتعبد.
● قضيت جواري: أي أكملت مدة اعتكافي للعبادة.
● دثروني: غطوني بثياب أو لِحاف.
● صبوا علي ماء باردا: صبوا الماء البارد عليّ لأزيل ما بي من فزع.
### ثالثاً. شرح الحديث
يذكر هذا الحديث الشريف قصة نزول أول ما أنزل من القرآن على النبي ﷺ، حيث اختلف الصحابة والتابعون في أول ما نزل:
1- سؤال يحيى لأبي سلمة: سأل يحيى بن أبي كثير أبا سلمة عن أول ما نزل من القرآن، فأجابه بأنه سورة المدثر.
2- الرد على المشهور: عندما ذكر يحيى أن الناس يقولون إن أول ما نزل هو {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، أكد أبو سلمة على روايته بسنده إلى جابر بن عبدالله عن النبي ﷺ.
3- رواية جابر للقصة: يروي جابر بن عبدالله قصة النبي ﷺ في غار حراء، حيث كان يتعبد، فلما انتهى من فترة اعتكافه نزل من الغار، فسمع نداءً، فالتفت في جميع الجهات فلم ير أحداً، ثم رفع رأسه فرأى الملك (جبريل عليه السلام).
4- فزع النبي ﷺ وعودته إلى خديجة: بعد هذه الحادثة المفزعة، عاد النبي ﷺ إلى بيته مرتجفاً، وطلب من زوجته خديجة رضي الله عنها أن تدثره (تغطيه) وتصب عليه ماءً بارداً ليهدأ من روعه.
5- نزول سورة المدثر: بعد هذه الحادثة مباشرة نزلت سورة المدثر: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}.
### رابعاً. الجمع بين الروايات
هناك apparent تعارض بين هذا الحديث والحديث المشهور عن نزول {اقرأ} أولاً، وقد جمع العلماء بينهما بأوجه منها:
- أن أول ما نزل من الوحي вообще هو {اقرأ} في غار حراء
- وأن أول ما نزل بعد انقطاع الوحي هو سورة المدثر
- أو أن {اقرأ} نزلت في بداية النبوة، ثم توقف الوحي، ثم نزلت المدثر فكانت بداية مرحلة الدعوة الجهرية

خامساً:

الدروس المستفادة
1- صدق الرواية والنقل: حرص التابعين على التثبت في نقل السنة كما ظهر في سؤال يحيى وتثبت أبي سلمة.
2- أهمية التوثيق: تظهر أهمية الإسناد في نقل الأحاديث كما في قول أبي سلمة "سألت جابراً".
3- بشريَّة النبي ﷺ: شعور النبي بالخوف والفزع من أول لقاء بالملك يؤكد بشريته.
4- حكمة التدرج في الدعوة: بدأت الدعوة بالإنذار والتكبير تمهيداً لمراحل الدعوة التالية.
5- دور المرأة المسلمة: موقف خديجة رضي الله عنها في تهدئة رسول الله وتثبيته.

سادساً:

فوائد إضافية
- الحديث يدل على أن الوحي نزل على مرحلتين: بداية بالنبوة ثم استمرار بالرسالة.
- فيه بيان لحكمة الله في تدرج الدعوة الإسلامية.
- يظهر مكانة جابر بن عبدالله العلمية ودقته في الرواية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) عن يحيى، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (١٦١: ٢٥٧) من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير به نحوه.
قوله: «أول ما نزل من القرآن» يعني بعد فترة الوحي كما جاء التصريح في الصحيحين أيضا، وفي رواية عندهما أيضا: «فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي، فقلت: زمّلوني، زمّلوني». وهذا يقتضي أنه جبريل نزل بالوحي قبل هذا، وهو ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1765 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

📜 حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية