حديث: الموت بما فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (١٠) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (١١) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)﴾

عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: «جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».

حسن: رواه أحمد (٢١٢٤١) عن وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، فذكره.

عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: «جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي ذكرته حديث عظيم، يدور حول حقيقة الموت وأهواله، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● النص: عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».
● المصدر: رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وهو حسن في صحيح الجامع.

### ثانياً. شرح المفردات
1- الراجفة: هي الصيحة أو الزلزلة الأولى التي تكون عند النفخ في الصور النفخة الأولى، التي تصعق فيها جميع الخلائق إلا من شاء الله.
2- تتبعها الرادفة: أي تأتي بعدها النفخة الثانية (الرادفة) التي يكون فيها البعث والنشور من القبور.
3- جاء الموت بما فيه: أي أن الموت يحمل في طياته الأهوال والعظائم التي لا يعلمها إلا الله، أو أن هذا المشهد العظيم (النفختين) جاء بالموت الذي هو من أكبر الأهوال.

### ثالثاً. شرح الحديث الإجمالي
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن حدثين عظيمين من أهوال يوم القيامة:
● الراجفة: وهي النفخة الأولى في الصور، التي يموت فيها كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، كما قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68].
● الرادفة: وهي النفخة الثانية التي يكون فيها البعث، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، كما قال تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68].
ثم يختم الحديث بقوله: «جاء الموت بما فيه»، أي أن هذا المشهد المهول جاء بالموت الذي هو من أعظم الأهوال، أو أن الموت نفسه يُؤتى به يوم القيامة على صورة كبش فيُذبح بين الجنة والنار، كما في الحديث الصحيح: «يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح» (رواه البخاري ومسلم).

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التذكير بيوم القيامة وأهواله: الحديث يذكرنا بحقيقة يوم القيامة وأهواله العظيمة، ليكون ذلك باعثاً للاستعداد بالعمل الصالح.
2- حقيقة الموت: الموت ليس عدماً محضاً، بل هو حدث عظيم تنقل فيه الروح من دار الفناء إلى دار البقاء، وهو باب إلى الآخرة.
3- الاستعداد للموت: ينبغي للمسلم أن يستعد للموت بالتوبة النصوح والإكثار من الطاعات، فإنه لا يدري متى يأتيه الموت.
4- الإيمان بالبعث: الحديث يثبت حقيقة البعث بعد الموت، وهو من أركان الإيمان الستة.


خامساً:

فوائد إضافية
● الموت في الإسلام: الموت هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، وهو قدر محتوم على كل حي، كما قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185].
● الموت ليس فناءً: بل هو انتقال من دار إلى دار، وقد جاء في الحديث: «القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار» (رواه الترمذي وحسنه).
● الموت يُؤتى به يوم القيامة: كما في الحديث السابق ذكره، وهذا من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يخشون الموت ويستعدون له بالعمل الصالح، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٢٤١) عن وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، فذكره.
ورواه ابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٦٧) عن كريب، قال: حدثنا وكيع، بإسناده، وقال فيه: قرأ رسول الله ﷺ: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ فقال: «جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه».
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
ورواه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٧) من طريق وكيع، وزاد في أول الحديث: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» وكذا رواه أيضا الحاكم (٤/ ٣٠٨) من حديث عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان. فلم يتفرد وكيع بهذه الزيادة كما قال أبو نعيم.
ورواه الترمذي (٢٤٥٧) والحاكم (٢/ ٤٢١) من حديث قبيصة بن عقبة، عن سفيان، وجاء فيه: كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل، قام فقال: «يا أيها الناس! اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه» قال أُبَي: قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: «ما شئت» قال: قلت: الربع؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك» قال: قلت: فالثلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك» قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: «إذا تُكْفى همُّك، ويُغفَر لك ذنبك».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن»، وفي نسخة: «حسن صحيح».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
يظهر من هذا أن أبي بن كعب كان يُجَزِّئُ هذا الحديث، فيروي مرة جزءا، وأخرى جزءا، فجمعها قبيصة عن سفيان، ورواه غيره مجزءا، وليس فيه شيء منكر وغريب.
وقوله: ﴿يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾ أي: أئنا لنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا؟ وهي شبهة جميع المشركين والمعاندين، ويرون أنه شيء مستحيل، ولكنهم نسوا قدرة الله تعالى الذي خلقهم من عدم، وإن الخلقة الثانية أهون من الخلقة الأولى.
﴿الْحَافِرَةِ﴾: أول الحال وابتداء الأمر، تقول العرب: رجع فلان في حافرته، أي: رجع من حيث جاء.
وقوله: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾ أي: بالية.
﴿قَالُوا﴾ أي: المنكرين ﴿تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ رجعة خائبة، يعني: إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت من العذاب.
وقوله: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ أي: على وجه الأرض بعد أن كانوا في جوفها، وذلك بعد النفخة الأخيرة، في قوله: أي: صيحة واحدة، وهو النفخ في الصور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1792 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الموت بما فيه

  • 📜 حديث: الموت بما فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الموت بما فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الموت بما فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الموت بما فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب