حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦)﴾

عن عائشة قالت: لم يزل النبي ﷺ يسأل عن الساعة، حتى أنزل الله عز وجل: ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾ يعني علمها عند الله.

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٧٩) وابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٩٩) والحاكم (٢/ ٥١٣) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: لم يزل النبي ﷺ يسأل عن الساعة، حتى أنزل الله ﷿: ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾ يعني علمها عند الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: *"لم يزل النبي ﷺ يسأل عن الساعة، حتى أنزل الله: ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾ يعني علمها عند الله"*.
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● لم يزل: لم يفتُر ولم ينقطع.
● يسأل عن الساعة: يستفسر عن وقت قيام الساعة.
● فيم أنت من ذكراها: ما شأنك وما علاقتك بذكر وقتها؟ (توبيخ وتذكير بعدم الاهتمام بما لا فائدة منه).
● إلى ربك منتهاها: مرجع علمها وخبرها إلى الله وحده.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يكثر من السؤال عن موعد قيام الساعة، إما لشدة اهتمامه بها وتحذير الأمة، أو لأن بعض الصحابة سألوه عنها فأراد الجواب الشافي. فنزلت الآية الكريمة من سورة النازعات (٤٢-٤٣):
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾
فمعنى الآية: "فيم أنت من ذكراها" أي: ما شأنك وعلاقتك بذكر وقتها؟ وهذا نهيٌ عن الانشغال بما لا طائل تحته، وتذكير بأن هذا العلم خاص بالله تعالى.
وقول عائشة: "يعني علمها عند الله" هو تفسير للآية، أي أن علم وقت الساعة من الغيب الذي استأثر الله به، فلا يعلمه نبيٌ مرسل ولا ملك مقرب.


3. الدروس المستفادة:


1- تحذير من الاشتغال بما لا يعني: نهى الله تعالى عن الانشغال بسؤال عن موعد الساعة لأنه من الغيب الذي لا فائدة من معرفته، والأولى الاهتمام بالاستعداد لها بالأعمال الصالحة.
2- التسليم لله في الغيبيات: الإيمان بأن علم الساعة عند الله فقط، وهو من أركان الإيمان بالغيب.
3- اهتمام النبي ﷺ بأمور الآخرة: حرصه على تذكير أمتها بيوم القيامة، لكن مع الانضباط بالوحي.
4- الأدب مع الوحي: عندما نهاه الله عن السؤال، توقف مباشرةً وامتثل، وهذا درس في طاعة الله ورسوله.


4. معلومات إضافية:


- الساعة من أسماء يوم القيامة، وسُميت بذلك لأنها تأتي بغتةً كساعة واحدة.
- جاء في أحاديث أخرى أن علامات الساعة تنقسم إلى صغرى وكبرى، لكن وقتها نفسه لا يعلمه إلا الله.
- من الحكمة في إخفاء وقت الساعة: الاستعداد الدائم، وعدم التأجيل، والخوف من المفاجأة.

اللهم لا تطوّل أعمارنا إلا في طاعتك، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، واجعلنا من المنتظرين لساعتك بالاستعداد الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٧٩) وابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٩٩) والحاكم (٢/ ٥١٣) كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فإن ابن عيينة كان يرسله بآخره».
قال الأعظمي: الرواية المرسلة هذه رواها عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٣٩٠، ٣٩١) عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: «لم يزل النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا﴾ فانتهى عن المسألة عنها».
ولكن الحكم لمن وصله. وخاصة الذين وصلوه من الثقات وهم الحميدي عبد الله بن الزبير كما عند الحاكم ويعقوب بن إبراهيم كما عند ابن جرير، إلا أن أبا زرعة رجّح المرسل كما في علل ابن أبي حاتم (١٦٩٣).
والضابط في مثل هذا إن كان الواصلون ضابطين ثقات ولو كانوا دون من أرسلهم يُحمل على أن الشيخ نفسه أسنده مرة، وأرسله أخرى، فالحكم لمن وصله، ثم وقفت على كلام الدارقطني في العلل (١٤/ ١٢٦) فقال: «ولعل ابن عيينة وصله مرة، وأرسله أخرى».
وأما كون الشيخين لم يخرجا هذا الحديث، فليس من أجل الاختلاف في الوصل والإرسال، وإنما من أجل الاختصار، فإنهما لم يلتزما بإخراج جميع ما صحَّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1793 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب