حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حق الأم أعظم من حق الأب

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت يا رسول الله! من أبر؟ قال: «أمك»، قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «أمك»، قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «أمك»، قال: قلت ثمّ من؟ قال: «ثمّ أباك، ثمّ الأقرب فالأقرب».

حسن: رواه أبو داود (٥١٣٩)، والتِّرمذيّ (١٨٩٧)، وأحمد (٢٠٠٢٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٣)، والحاكم (٤/ ١٥٠) كلّهم من طرق عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت يا رسول الله! من أبر؟ قال: «أمك»، قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «أمك»، قال: قلت: ثمّ من؟ قال: «أمك»، قال: قلت ثمّ من؟ قال: «ثمّ أباك، ثمّ الأقرب فالأقرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً. رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● أبر: من البر، وهو ضد العقوق، وهو الإحسان واللطف والطاعة.
● الأقرب فالأقرب: أي الأقرب في درجة القرابة والنسب، فتبدأ بالأقرب ثم الذي يليه.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه، أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن أهم الناس حقاً عليه، ومن يستحق بره وإحسانه فوق الجميع، فقال: (يا رسول الله! من أبر؟).
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة دون تردد: (أمك). فكرر السائل سؤاله متوقعاً أن يأتي ذكر الأب أو غيره، فقال: (ثم من؟). فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم الجواب نفسه: (أمك). فتعجب السائل وسأل للمرة الثالثة: (ثم من؟). فأكد النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة: (أمك). فلما سأل للمرة الرابعة: (ثم من؟)، أجابه النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب).
في هذا الحديث النبوي الشريف، نجد:
1- تكريم الأم وتفضيلها: بتكرار ذكرها ثلاث مرات، يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على عظم حق الأم ومكانتها التي لا تدانيها مكانة، حتى مكانة الأب. وهذا التكرار ليس للحصر بل للترتيب والتأكيد على عظم حقها.
2- سبب تفضيل الأم: وذلك لما تحمله من مشاق الحمل والوضع والرضاعة والتربية، وهي مشاق لا يقدر على حملها إلا الأم بصبْرٍ وجَلَد. قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15].
3- ثم يأتي حق الأب: بعد أن تم التأكيد على حق الأم، يأتي ذكر الأب في المرتبة التي تليها مباشرة. فبر الوالدين معاً من أعظم الطاعات، ولكن فضلت الأم لما ذكر من الأسباب.
4- التدرج في صلة الرحم: بعد الوالدين، يأتي الأمر بصلة الأقارب حسب درجة قرابتهم، فيبدأ بالأقرب (كالإخوة والأجداد)، ثم الذي يليه (كالأعمام وأولادهم وهكذا). وهذا من كمال الشريعة التي تنظم العلاقات الأسرية.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة الأم في الإسلام: فهي أحق الناس بالصحبة والإحسان والطاعة (في المعروف) والرعاية، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم رضاها من رضا الله تعالى، وسخطها من سخطه.
2- بر الوالدين من أعظم القربات: وهو طريق إلى الجنة، كما أن عقوقهما من كبائر الذنوب والمعاصي.
3- الحكمة من تقديم الأم: إظهاراً للعدل والاعتراف بجميلها وتعبها الذي لا يشاركها فيه أحد، حتى الأب.
4- التدرج في الحقوق: فالإسلام دين التنظيم والترتيب، فلا يضيع حقاً، بل يرتب الأولويات حتى في العلاقات الإنسانية.
5- حث الإسلام على صلة الرحم: والتي هي سبب للبركة في الرزق والعمر، وسبب لدخول الجنة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب بر الوالدين وفضل الأم.
- يجب على الابن والابنة طاعة الوالدين والإحسان إليهما ما لم يأمرا بمعصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، بل يستمر بالدعاء لهما، وصلة أرحامهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على بر والدينا، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٣٩)، والتِّرمذيّ (١٨٩٧)، وأحمد (٢٠٠٢٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٣)، والحاكم (٤/ ١٥٠) كلّهم من طرق عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بهز بن حكيم وأبيه فإنهما حسنا الحديث.
وقال الترمذيّ: «وهذا حديث حسن، وقد تكلم شعبة في بهز بن حكيم وهو ثقة عند أهل الحديث، وروى عنه معمر، والثوري، وحماد بن سلمة، وغير واحد من الأئمة».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

  • 📜 حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب