حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عظم حق الوالدين

عن أبي الدّرداء أن رجلًا أتاه فقال: إن لي امرأة، وإن أمي تأمرني بطلاقها. قال أبو الدّرداء: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنّة، فإن شئت فأضِعْ ذلك البابَ، أو احفظْه».

صحيح: رواه الترمذيّ (١٩٠٠)، وأحمد (٢٧٥١١)، والحاكم (٤/ ١٥٢) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي الدّرداء، فذكره.

عن أبي الدّرداء أن رجلًا أتاه فقال: إن لي امرأة، وإن أمي تأمرني بطلاقها. قال أبو الدّرداء: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنّة، فإن شئت فأضِعْ ذلك البابَ، أو احفظْه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يحمل في طيّاته أصولاً عظيمة في بر الوالدين وعلاقته بسعادة الدنيا والآخرة. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه (كتاب البر والصلة، باب ما جاء في إطاعة الوالدين) والإمام أحمد في مسنده، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وهو من الأحاديث الصحيحة التي يعتمد عليها أهل السنة والجماعة.
### ثانياً. شرح المفردات
● الوالد: يقصد به الأب والأم، لكن السياق هنا جاء في طاعة الأم خاصة.
● أوسط أبواب الجنة: "أوسط" هنا بمعنى أعظم وأفضل وأوسطها خيراً وأفضلها. فليس المقصود الوسط بمعنى المتوسط، بل بمعنى الأفضل والأعلى مكانة، كقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) أي خير أمة.
● أبواب الجنة: المداخل التي تؤدي إلى دخول الجنة ورضوان الله.
● فأضِع ذلك الباب: أي أهدره واتركه واضيعه بمعصيته وعدم طاعته.
● أو احفظه: أي احرص عليه واصنه بطاعة والديك، فلا تفوتك هذه الفرصة العظيمة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة عظيمة، وهي أن طاعة الوالدين وبرهما من أعظم الأسباب التي تُوصِل العبد إلى الجنة. فجعل طاعتهما بمثابة الباب الأوسع والأفضل الذي يدخل منه الإنسان إلى رحمة الله ورضوانه.
وقوله ﷺ: «فإن شئت فأضِع ذلك الباب، أو احفظه» هو أسلوب تحذير وترغيب. كأنه يقول: هذا الباب العظيم إلى جنتك بين يديك، فأنت بالخيار: إما أن تحافظ عليه بطاعتك لوالديك، فتفوز بالجنة، أو أن تضيعه بعصيانهما، فتفوت عليك هذه الفرصة العظيمة وتخسر خسراناً مبيناً.
وفي القصة التي ورد فيها الحديث، نرى تطبيقاً عملياً لهذا المبدأ:
الرجل جاء إلى أبي الدرداء t يشكو أن أمه تأمره بطلاق زوجته (وهي أمر ليس فيه معصية لله، فليس فيه إثم). فلم يقل له أبو الدرداء: "اطلقها" أو "لا تطلقها" مباشرة، بل ذكّره بهذا الأصل النبوي الكريم، ليفهم الرجل أن طاعة والدته في غير المعصية هي طريق إلى الجنة، وأن عقوقها هو إضاعة لهذا الطريق. فكأنه يقول له: الخيار لك، بين الجنة بطاعة والدتك، أو الحرمان بعصيانها.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظم مكانة بر الوالدين: فهو ليس مجرد فعل خير عادي، بل هو باب من أعظم أبواب الجنة وأفضلها. وقد جاءت النصوص الكثيرة في القرآن والسنة ببر الوالدين والإحسان إليهما، وجعلت رضاهما من رضا الله، وسخطهما من سخط الله.
2- طاعة الوالدين مقدمة على الحقوق الشخصية: في هذا الموقف، طلبت الأم من ابنها تطليق زوجته، وهي زوجة قد يكون لها حق وودّ، لكن حق الأم وطاعتها في غير المعصية مقدمة على الهوى الشخصي. وهذا لا يعني أن يطلقها إن كان في ذلك ظلم لها، بل يمكنه أن يبحث عن حلول أخرى ترضي الأم ويحفظ حق الزوجة.
3- الحكمة في الدعوة والنصح: نلاحظ كيف أن أبا الدرداء t لم يأمر الرجل مباشرة، بل ذكّره بالحكمة النبوية، ليتخذ القرار بنفسه عن قناعة. وهذا من أساليب التربية الناجحة.
4- التحذير من عقوق الوالدين: قوله ﷺ: «فأضِع ذلك الباب» تحذير شديد من عقوق الوالدين وعصيانهما، لأنه إضاعة لأعظم أبواب الخير والفلاح في الآخرة.
5- الاستثناء الوحيد للطاعة: طاعة الوالدين واجبة في كل شيء إلا في معصية الله. فلو أمراه بشرك بالله أو بمعصية واضحة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يجب الرفق بهما والاعتذار بأدب.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث يندرج تحت باب البر والصلة، وهو من الأبواب العظيمة في الإسلام.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد على نفس المعنى، مثل حديث: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة» (رواه مسلم).
- يجب على الابن أن يبذل وسعه في إرضاء والديه حتى في الأمور التي يراها صعبة، مع الدعاء لهما بالهداية إن كان أمرهما فيه مشقة أو ظلم.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لبر والدينا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٩٠٠)، وأحمد (٢٧٥١١)، والحاكم (٤/ ١٥٢) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي الدّرداء، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث صحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وعطاء بن السائب ثقة، وثَّقه الأئمة إِلَّا أنه اختلط في آخر عمره لكن روى سفيان بن عيينة عنه قبل الاختلاط. وتابعه أيضًا شعبة وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
ومن طريقه رواه ابن ماجة (٢٠٨٩) وأحمد (٢١٧١٧) والحاكم (٤/ ١٥٢) وفيه أن رجلًا أمره أبوه أو أمه، أو كلاهما أن يطلق امرأته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

  • 📜 حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب