حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في ذم من أدرك أبويهما أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنّة

عن أبي بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه».

صحيح: رواه أحمد (١٩٠٢٧)، والطيالسي (١٤١٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٤٠) كلّهم من حديث شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن زرارة بن أوفى، عن أبي بن مالك، فذكره.

عن أبي بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم فيه تحذير شديد من عقوق الوالدين، وبيان لعظم حقهما وجزاء من ضيع ذلك. وإليك الشرح المفصل له:

نص الحديث:


عن أبي بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ».


1. شرح المفردات:


* أَدْرَكَ: عاش معهما في زمن واحد، أي كانا على قيد الحياة أثناء حياته.
* أَوْ أَحَدَهُمَا: أي الأب فقط أو الأم فقط.
* دَخَلَ النَّارَ: أي بسبب معصية أو كفر، وعوقب بدخول النار.
* فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ: البُعد هنا بمعنى الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وهو دعاء عليه بالبعد والطرد من الرحمة.
* وَأَسْحَقَهُ: السحق هو الإهلاك والإبادة والإذلال الشديد. وأصله الدق والطحن، فكأنه يُسحق سحقاً ويُدمر تدميراً.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مصير شخص محدد له صفتان:
1- نعمة عظيمة: وهي أن يمن الله عليه بأن يعيش ويصحب والديه أو أحدهما (أي يكونا على قيد الحياة أثناء بلوغه وحاجته إليهما).
2- جحود وجريمة عظيمة: وهي أن يموت على معصية أو كفر تؤدي به إلى دخول النار.
فمجرد حصول هذه النعمة العظيمة (صحبة الوالدين) ثم عدم الاستفادة منها بالإحسان إليهما وبرهما، بل الوصول إلى درجة من الإجرام والعصيان تؤدي إلى دخول النار – هذا بمفرده يستحق أشد العقاب.
وقوله: «فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ» هو دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الصنف من الناس بالطرد والبعد عن الرحمة وبالهلاك والإذلال. ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، مما يدل على شدة شناعة هذا الفعل وعظم جرمه عند الله.
المعنى الإجمالي: أن من رزقه الله بصحبة والديه أو أحدهما، ثم كان من عصاة الله أو كفاره حتى دخل النار، فهو مستحق للطرد من رحمة الله والإهلاك والإذلال، لأنه لم يقدر هذه النعمة ولم يستعملها في طاعة الله، بل كان من أهل المعاصي الموجبة لدخول النار.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم حق الوالدين: يبين الحديث المكانة السامية للوالدين في الإسلام، وأن مجرد صحبتهما نعمة عظيمة يجب شكرها بالبر والإحسان.
2- شدة وعيد عقوق الوالدين: يدل الحديث على أن عقوق الوالدين من الكبائر العظيمة التي قد تكون سبباً في سوء الخاتمة ودخول النار، والعياذ بالله.
3- التحذير من سوء الخاتمة: الحديث تحذير لكل من كان له والدين أو أحدهما على قيد الحياة، أن يغتنم وجودهما بالإحسان إليهما، طمعاً في رضا الله ورجاء أن يكون برهما سبباً في النجاة من النار.
4- شكر النعم: صحبة الوالدين نعمة، وشكر النعمة يكون باستعمالها في طاعة الله، وشكر هذه النعمة يكون ببرهما وطاعتهما في غير معصية الله.
5- الرحمة بالعاق: أن من كان عاقاً لوالديه ثم دخل النار، فإنه يكون من أشد أهلها عذاباً وأبعدهم عن الرحمة.


4. معلومات إضافية:


* درجة الحديث: هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني وغيره من المحققين.
* البر لا يقتصر على الحياة: البر بالوالدين لا ينتهي بموتهما، بل يستمر بالدعاء لهما، وصلة أرحامهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام أصدقائهما.
* الاستثناء: الاستثناء الوحيد لطاعة الوالدين هو إذا أمرا بمعصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يجب معاملتهما بالمعروف حتى في هذه الحالة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبر والدينا، وأن يعيننا على طاعته، ويجنبنا عصيانه، ويحفظنا من سوء الخاتمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٠٢٧)، والطيالسي (١٤١٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٤٠) كلّهم من حديث شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن زرارة بن أوفى، عن أبي بن مالك، فذكره.
وإسناده صحيح، وقد اختلف في إسناده وهذا أسلمها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 164 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

  • 📜 حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب