حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حق الأم أعظم من حق الأب

عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله ﷺ: قال: «إنَّ الله يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثًا -، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب».

حسن: رواه ابن ماجة (٣٦٦١) - واللّفظ له، وأحمد (١٧١٨٧)، والحاكم (٤/ ١٥١) كلّهم من طرق عن إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب فذكره.

عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله ﷺ: قال: «إنَّ الله يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثًا -، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، يحمل وصية ربانية عظيمة، وتوجيهاً نبوياً كريماً في صلة الرحم والإحسان إلى الوالدين والأقارب.

أولاً. شرح المفردات:


● يوصيكم: يأمركم ويوجب عليكم وصية مؤكدة.
● أمهاتكم: جمع أم، وهي الوالدة.
● ثلاثًا: أي كرر ذكر الوصية بالأمهات ثلاث مرات للتأكيد على عظم حقهن.
● آبائكم: جمع أب، وهو الوالد.
● الأقرب فالأقرب: أي الأقربون من الأقارب درجة فالأقرب، فتبدأ بالأقرب فمن يليه في القرابة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الوصية هي وصية من الله عز وجل مباشرة، مما يدل على عظم شأنها وأهميتها.
1- «إنَّ الله يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثًا -»:
البدء بذكر الأمهات وتكرار الوصية بهن ثلاث مرات هو إعلاء شديد لشأن الأم وتكريم لها، وإشارة إلى تفوق حقها على حق الأب، وذلك لما تتحمله من مشاق الحمل والولادة والرضاعة والتربية، وهي أمور لا يشاركها فيها الأب بنفس القدر. وهذا التكرار يفيد التأكيد والحث على برها والإحسان إليها.
2- «إن الله يوصيكم بآبائكم»:
ثم يذكر حق الأب بعد ذلك، فهو الشريك في التربية والإنفاق والسعي لتأمين الحياة الكريمة لأسرته. فبر الوالدين – الأب والأم – هو من أعظم الطاعات وأجل القربات.
3- «إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب»:
بعد الوالدين، تأتي وصية عامة بجميع الأقارب، مع ترتيبهم حسب درجة القرابة. فالأولوية في الصلة والإحسان تكون لأقرب الناس إليك نسباً، ثم من يليه، وهكذا. وهذا يشمل الإخوة والأخوات، ثم الأعمام والعمات، ثم الأخوال والخالات، ثم من بعدهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم حق الأم: الحديث يضع الأم في مكانة استثنائية، مما يدل على أن برها والإحسان إليها من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه. وقد جاء هذا المعنى في مواطن أخرى من السنة النبوية، كما في الحديث المشهور عندما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ".
2- بر الوالدين من أوجب الواجبات: الوصية بهما جاءت من الله مباشرة، مما يؤكد أن برهما ليس مجرد خلق كريم، بل هو فريضة وعبادة.
3- صلة الرحم من أسباب البركة: الإحسان إلى الأقارب ووصلهم (حتى ولو لم يصلوك) من أسباب توسعة الرزق وطول العمر ومحبة الله للعبد، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
4- التدرج في الحقوق: الإسلام دين التنظيم والترتيب، فلا يطالب الإنسان بأن يوزع بره وإحسانه على جميع الناس بالتساوي، بل يرتب الأولويات، فيبدأ بالأقرب فالأقرب. وهذا من رحمة الله وعدله.
5- الترابط الأسري والاجتماعي: هذه الوصايا تُعلي من شأن الأسرة وتقوي أواصر المجتمع، فتبني مجتمعاً متماسكاً قائماً على التراحم والتكافل.

رابعاً. معلومات إضافية:


● منزلة صلة الرحم في الإسلام: صلة الرحم من الكبائر التي يؤمر بها، ويعد قطعها من الكبائر التي يعاقب عليها الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
● الرحم تشمل المسلمين وغير المسلمين: من أقاربك من كان على غير دين الإسلام، فلا يمنعك ذلك من صلته والإحسان إليه بالمعروف، مع الحذر من الانجراف وراءه في معصية الله.
● بر الوالدين بعد موتهما: لا ينقطع بر الوالدين بموتهما، بل يستمر بالدعاء لهما، وصلة أرحامهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام أصدقائهما.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على بر والدينا وصلة أرحامنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٣٦٦١) - واللّفظ له، وأحمد (١٧١٨٧)، والحاكم (٤/ ١٥١) كلّهم من طرق عن إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عَيَّاش فإنه حسن الحديث إذا روى عن أهل الشام، وهذا منها، وقد توبع أيضًا، فرواه أحمد (١٧١٨٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٠) كلاهما من طريق بقية قال: حَدَّثَنَا بحير بن سعد به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 160 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

  • 📜 حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب