حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول الرجل: جعلني الله فداك

عن أنس بن مالك: أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي ﷺ، ومع النبي ﷺ صفية، مردفها على راحلته، فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة، فصرع النبي ﷺ والمرأة، وأن أبا طلحة - قال: أحسب - اقتحم عن بعيره، فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله! جعلني الله فداك، هل أصابك من شيء؟ قال: «لا، ولكن عليك بالمرأة» فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها، فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، فشد لهما على راحلتهما فركبا، فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة - أو قال: أشرفوا على المدينة - قال النبي ﷺ: «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة.

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٨٥)، ومسلم في الحج (١٣٤٥) كلاهما من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك: أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي ﷺ، ومع النبي ﷺ صفية، مردفها على راحلته، فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة، فصرع النبي ﷺ والمرأة، وأن أبا طلحة - قال: أحسب - اقتحم عن بعيره، فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله! جعلني الله فداك، هل أصابك من شيء؟ قال: «لا، ولكن عليك بالمرأة» فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها، فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة، فشد لهما على راحلتهما فركبا، فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة - أو قال: أشرفوا على المدينة - قال النبي ﷺ: «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● مردفها: أي جعلها رديفه خلفه على الراحلة.
● عثرت الناقة: زلت قدمها أو تعثرت فسقطت.
● صرع: أسقطت وأوقعت.
● اقتحم: نزل مسرعًا وبعجلة.
● قصد قصدها: توجه نحوها مسرعًا.
● آيبون: راجعون إلى بلدنا.
● تائبون: راجعون إلى الله بالتوبة والإنابة.
● عابدون: ممتثلون لأمر الله بالعبادة.
● حامدون: شاكرون لله على نعمه.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان في سفر مع أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، وكانت رديفه على ناقته، وكان معهما أنس وأبو طلحة. وفي الطريق تعثرت الناقة فسقط النبي ﷺ والسيدة صفية. عندها نزل أبو طلحة مسرعًا من جمله وتوجه إلى النبي ﷺ قائلاً: "جعلني الله فداك، هل أصابك من شيء؟" فأجابه النبي ﷺ بأنه لم يصبه شيء، لكنه طلب منه الاهتمام بالمرأة (أي السيدة صفية). فقام أبو طلحة بإلقاء ثوبه على وجهه حتى لا ينظر إليها، ثم توجه إليها وألقى ثوبه عليها لتستر نفسها. ثم قامت وشدّ عليها الرحل فركبا، واستمروا في سيرهم حتى أشرفوا على المدينة، فجعل النبي ﷺ يردد: "آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون" حتى دخل المدينة.


ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- الحرص على سلامة النبي ﷺ وجلالة قدره: حيث بادر أبو طلحة رضي الله عنه بالسؤال عن حال النبي ﷺ قبل كل شيء، وهذا يدل على محبة الصحابة له وتقديمهم له على كل شيء.
2- الاهتمام بالمرأة وصون كرامتها: أمر النبي ﷺ أبا طلحة بالاهتمام بالسيدة صفية، وهذا يعلمنا وجوب الاهتمام بالنساء وحمايتهن خاصة في أوقات الشدة.
3- غض البصر والحشمة: تصرف أبو طلحة بحكمة عندما ألقى ثوبه على وجهه حتى لا يرى السيدة صفية، ثم سترها بثوبه، وهذا درس في غض البصر والحفاظ على الأعراض.
4- التوكل على الله والشكر له: ترديد النبي ﷺ لكلمات الشكر والعبادة عند العودة إلى المدينة يعلمنا أهمية شكر الله على السلامة والنعم، والرجوع إليه بالتوبة والإنابة.
5- الأدب مع الله في كل حال: حتى في لحظات الصعوبة والسقوط، كان النبي ﷺ يذكر الله ويشكره، مما يدل على أن العبد يجب أن يكون دائم الصلة بربه.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر أدب الصحابة وحبهم للنبي ﷺ.
- فيه دليل على أن ستر المرأة والحفاظ على حرمتها من أولويات الإسلام.
- يُستفاد منه أيضًا أهمية الدعاء والتسبيح عند السفر والعودة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٨٥)، ومسلم في الحج (١٣٤٥) كلاهما من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك، فذكره.
واللفظ للبخاري ولفظ مسلم مختصر، وليس فيه قصة عثار الناقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 715 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

  • 📜 حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب