حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أجاب بقوله: لبيك وسعديك

عن معاذ بن جبل، قال: كنت ردف النبي ﷺ ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: «يا معاذ بن جبل»، قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «هل تدري ما حق الله على العباد؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا»، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، قال: «هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٦٧)، ومسلم في الإيمان (٣٠: ٤٨) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل، فذكره.

عن معاذ بن جبل، قال: كنت ردف النبي ﷺ ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: «يا معاذ بن جبل»، قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «هل تدري ما حق الله على العباد؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا»، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، قال: «هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● ردف النبي ﷺ: أي كنت راكبًا خلفه على الدابة.
● مؤخرة الرحل: الجزء الخلفي من saddle الدابة.
● لبيك رسول الله وسعديك: إجابة للنداء مع التأكيد على الاستجابة والطاعة، ومعناها: أنا مقبل عليك مستعد لما تريد، مرة بعد مرة.
● حق الله على العباد: ما يجب على العباد تجاه ربهم من الطاعات.
● حق العباد على الله: ما وعده الله تعالى به من الثواب للمؤمنين الموحدين.

شرح الحديث:


يحدثنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان راكبًا مع النبي ﷺ على دابة، وكان قريبًا منه جدًا حتى أن الفاصل بينهما كان مؤخرة الرحل فقط. وفي هذا الموقف الحميم، نادى النبي ﷺ معاذًا ثلاث مرات، وفي كل مرة يجيبه معاذ بقوله: "لبيك رسول الله وسعديك" مبينًا كمال الأدب والاستعداد التام لسماع ما يريد النبي ﷺ.
ثم بعد ذلك وجه له النبي ﷺ سؤالًا عظيمًا: "هل تدري ما حق الله على العباد؟" فأجاب معاذ بأدب العلماء: "الله ورسوله أعلم". فبيّن النبي ﷺ أن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وهذا هو جوهر التوحيد ولب الإسلام.
ثم سار النبي ﷺ ساعة أخرى، ثم عاد ونادى معاذًا مرة رابعة وسأله: "هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟" فأجاب معاذ again بأدب: "الله ورسوله أعلم". فبشره النبي ﷺ بالبشرى العظيمة وهي: "أن لا يعذبهم" أي أن الله تعالى لا يعذب من عبدوه ولم يشركوا به شيئًا.

الدروس المستفادة:


1- أهمية التوحيد: الحديث يوضح أن أعظم حق لله على عباده هو توحيده وعبادته وعدم الإشراك به، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه جميع العبادات.
2- جزاء التوحيد: أن من حقق التوحيد خالصًا لله فإن حقًا على الله أن لا يعذبه، وهذا من فضل الله تعالى وإحسانه.
3- أدب المتعلم مع المعلم: يتجلى في أدب معاذ رضي الله عنه مع النبي ﷺ في كيفية الإجابة والاستعداد للتعلم.
4- التدرج في التعليم: حيث أن النبي ﷺ أعطى معاذًا وقتًا للتفكير بين الأسئلة.
5- البشرى للموحدين: الحديث يبعث الطمأنينة في نفوس المؤمنين بأن تحقيق التوحيد يضمن لهم النجاة من عذاب الله.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدخل في باب "الوعيد" و"التبشير" فإن الله تعالى قد أوجب على نفسه الرحمة للموحدين كما في قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- يستدل به العلماء على أن تحقيق التوحيد هو cause للنجاة من النار، لكنه لا يعني ترك الواجبات الأخرى، فإن ترك الشرك must يكون مقرونًا بالإيمان والعمل الصالح.
- في الحديث إثبات صفة الوفاء لله تعالى حيث يوفي بوعده للموحدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٦٧)، ومسلم في الإيمان (٣٠: ٤٨) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل، فذكره. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 713 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

  • 📜 حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب