حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في كراهية السفر وحده
حسن: رواه مالك في كتاب الاستئذان (٣٦) عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.
الحديث بلفظه:
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله ﷺ قال: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب».
1. شرح المفردات:
* الراكب: الفرد الذي يسافر وحده على دابة.
* شيطان: هنا لا يقصد بها الشيطان الجني، بل هي كلمة تطلق في اللغة العربية على كل متمرد وعاصٍ ومتجاوز للحدود. ويقصد بها هنا الوحدة التي تجعل المسافر عرضة للمخاطر والمفاسد.
* الراكبان: اثنان يسافران معًا.
* شيطانان: تثنية "شيطان"، بمعنى أن الاثنين أيضًا ليسا بالعدد الآمن الكافي.
* الركب: جماعة المسافرين، وهم ثلاثة فصاعدًا. والثلاثة هي الحد الأدنى للجماعة التي تحقق المعنى الشرعي للرفقة والسَّتر والأمان.
2. شرح الحديث:
معنى هذا الحديث النبوي الشريف يحث على عدم سفر المسلم منفردًا، وينهى عن السفر باثنين فقط، ويأمر بالسفر في جماعة من ثلاثة فأكثر.
* «الراكب شيطان»: أي أن المسافر وحده مذموم سيره؛ لأنه يعرض نفسه للمخاطر من وحشة الطريق، وعناء السفر، وشر القرناء، أواعتداء wild animals أو قطاع الطرق، وكذلك قد يعتريه الملل والوساوس. فسيره هذا فيه تمرد على الحكمة ومخالفة للتوجيه النبوي، فشبهه النبي ﷺ بالشيطان في تمرده وخروجه عن المألوف والمستحب.
* «والراكبان شيطانان»: أي أن الاثنين أيضًا لا يكفيان لتحقيق معنى الجماعة والرفقة التي تؤنس وحشة السفر وتدفع أخطاره. فإذا نزل بأحدهما مكروه أو مرض، بقي الآخر وحيدًا لا عون له، وقد يعجز عن مساعدة صاحبه. فالأمر بالنسبة لهما أفضل من الواحد، ولكنه لا يزال ناقصًا ومتعرضًا للمخاطر.
* «والثلاثة ركب»: أي أن الثلاثة هم الجماعة التي تتحقق بها المصالح المرجوة من السفر الجماعي، من التعاون على البر والتقوى، والتناوب في الأعمال، وتفقد بعضهم بعضًا، والأنس، ودفع المخاطر، وإغاثة الملهوف إذا حلت بأحدهم كارثة. فالثالث يكون عونًا للاثنين إن احتاجا إليه.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الحث على الجماعة وذم الفردية: يرشدنا الحديث إلى أن الإسلام دين جماعة وتعاون، وينهى عن العزلة والانفراد، خاصة في الأمور التي فيها مشقة أو خطر.
2- التعاون والتآزر: من حكمة مشروعية السفر في جماعة تحقيق التعاون على أعباء السفر ومشاقه، وتقسيم المهام بين الأصحاب.
3- التحذير من مخاطر الطريق: الحديث إشارة واضحة إلى ما يمكن أن يواجهه المسافر من أخطار مادية (كقطاع الطرق والسباع) ونفسية (ك الوحشة والوساوس)، وأن الجماعة هي الحل الأمثل لمواجهة هذه المخاطر.
4- مراعاة المصالح والمفاسد: الشرع الحكيم يأمر بكل ما فيه مصلحة للمسلمين وينهى عما فيه مفسدة. والسفر منفردًا أو باثنين فقط قد يجلب مفاسد، بينما السفر في ثلاثة أو أكثر يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.
5- التدرج في بيان الأحكام: بين النبي ﷺ الحكم بتدرج بديع، من الأسوأ (الواحد) إلى الأفضل (الثلاثة)، مما يوضح أهمية العدد ودرجة الأمان التي يوفرها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي (وقال: حديث حسن)، والنسائي، وابن ماجه.
* حكم السفر المنفرد: جمهور العلماء على أن السفر باثنين أو واحد مكروه كراهة تنزيه وليس حرامًا، لأنه نهي عن أمر قد تضطر إليه الظروف أحيانًا. والأفضل والأكمل هو السفر في جماعة من ثلاثة فأكثر.
* الاستثناءات: يستثنى من هذا الحكم من كان الطريق آمنًا جدًا بحيث يزول الخطر، أو كان السفر ضروريًا ولا能找到 رفقة.
* العلاقة مع أحاديث أخرى: هذا الحديث يؤكد على مجموعة من الأحاديث التي تحث على الجماعة، مثل حديث: «عليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» رواه أبو داود والنسائي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أبو داود (٢٦٠٧)، والترمذي (١٦٧٤) من طريق مالك به.
وصحّحه الحاكم (٢/ ١٠٢) من طريق محمدبت إسماعيل بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن حرملة به. وقال: «صحيح الإسناد». وصحّحه ابن خزيمة (٢٥٧٠) من طريق محمد بن عجلان،
عن عمرو بن شعيب به.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن». وهو كما قال، فإن عمرو بن شعيب وأباه حسنا الحديث، ولذا قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٣): «حديث حسن الإسناد»، وقد صحّحه ابن خزيمة والحاكم».
قال البغوي: «معنى الحديث عندي ما روي عن سعيد بن المسيب، مرسلا، عن رسول الله ﷺ: «الشيطان يهمّ بالواحد وبالاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهمم بهم».
وقال الخطابي: «معناه أن التفرد والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان أو هو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه وكذلك الاثنان ليس معهما ثالث فإذا صاروا ثلاثة فهم ركب أي جماعة وصحب، قال: والمنفرد وحده في السفر إن مات لم يكن بحضرته من يقوم بغسله ودفنه وتجهيزه، ولا عنده من يوصي إليه في ماله ويحمل تركته إلى أهله ويرد خبره إليهم، ولا معه في سفره من يعينه على الحمولة فإذا كانوا ثلاثة تعاونوا وتناوبوا المهنة والحراسة وصلوا الجماعة وأحرزوا الحظ فيها» اهـ.
قوله: «والثلاثة رَكْبٌ» بفتح فسكون أي جماعة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 857 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 832 بشارة عثمان بالجنة على بلوى تصيبه
- 833 ليس منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقعده من...
- 834 من أخَّر غصن شوك عن الطريق غفر الله له.
- 835 من قطع شجرة تؤذي الناس أدخل الجنة
- 836 اعزل الأذى عن طريق المسلمين
- 837 أمر الأذى عن الطريق
- 838 الأذى يماط عن الطريق من محاسن الأعمال
- 839 في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل...
- 840 إعطاء الطريق حقه: غض البصر وكف الأذى ورد السلام
- 841 اجتنبوا مجالس الصعدات وأدوا حقها
- 842 نهى رسول الله عن الجلوس بأفنية الصعدات
- 843 قَدِّه بِيَدِهِ
- 844 كان النبي ﷺ إذا مشى كأنه يتوكأ
- 845 كان أبيض مليحا إذا مشى كأنما يهوي في صبوب
- 846 صلى النبي العصر فأسرع ثم دخل البيت
- 847 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم
- 848 لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين
- 849 أمر النبي ﷺ بإراقة الماء من آبار ثمود وإطعام العجين...
- 850 إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
- 851 إذا أخصبت الأرض فأعطوا الظهر حظه من الكلأ
- 852 عليكم بالنسلان
- 853 السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه
- 854 ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
- 855 لا يبيتنَّ أحدكم وحده، ولا يسافرنَّ وحده.
- 856 نهى رسول الله ﷺ عن الخلوة
- 857 الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
- 858 إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم
- 859 يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم
- 860 كان رسول الله ﷺ يخرج في سفر إلا يوم الخميس
- 861 خروج النبي في غزوة تبوك يوم الخميس
- 862 نهي السفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 863 رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير
- 864 النبي ﷺ آخذٌ بيد عمر بن الخطاب
- 865 من رحم الشاة رحمه الله
- 866 إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم
- 867 بغي سقت كلباً كاد يموت عطشاً فغفر لها.
- 868 في كل كبد رطبة أجر
- 869 الأجر في سقي كل كائن حي
- 870 في كل ذات كبد حرى أجر
- 871 في كل ذات كبد حرّى أجر
- 872 اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة
- 873 الجمل يشكو إلى النبي ﷺ من الجوع والتعب
- 874 ما تأتون إلى البهائم
- 875 لا نسبح حتى نحل الرحال
- 876 إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر
- 877 اركبوا الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي
- 878 ثلاثة على دابة
- 879 نهي عن ركوب الجلّالة
- 880 أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي
- 881 صاحب الدابة أحق بصدرها
معلومات عن حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
📜 حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








