حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صاحب المركب أولى بصدره إلا أن يجعله صاحبه لغيره

عن بريدة بن الحصيب، يقول: بينما النبي ﷺ يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله! اركب، وتأخر الرجل، فقال رسول الله ﷺ: «لأنت أحق بصدر دابتك، إلا أن تجعله لي» قال: قد جعلته لك، قال: فركب.

حسن: رواه الترمذي (٢٧٧٣)، وأبو داود (٢٥٧٢)، وأحمد (٢٢٩٩٢)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٣٥)، والحاكم (٢/ ٦٤) كلهم من حديث حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن بريدة بن الحصيب، يقول: بينما النبي ﷺ يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله! اركب، وتأخر الرجل، فقال رسول الله ﷺ: «لأنت أحق بصدر دابتك، إلا أن تجعله لي» قال: قد جعلته لك، قال: فركب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على حرصك على فهم سنة نبينا محمد ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام أبو داود في سننه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً مستعيناً بالله.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، وهو صحابي جليل، وكان من الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة، وقد روى العديد من الأحاديث عن النبي ﷺ.
### ثانياً. شرح المفردات
● يمشي: يسير على قدميه.
● حمار: دابة معروفة.
● اركب: اطلب منك أن تركب على الدابة.
● تأخر الرجل: تراجع إلى الخلف ليترك مكان الركوب للنبي ﷺ.
● صدر دابتك: مقدمة الدابة وأفضل مكان للركوب عليها، وهو مكان الراكب.
● إلا أن تجعله لي: إلا إذا وهبت هذا الحق لي وتنازلت عنه طواعية.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا الصحابي الجليل بريدة رضي الله عنه عن موقف حدث وهو يمشي مع النبي ﷺ، فجاءهم رجل ومعه حماره، فعرض على النبي ﷺ أن يركب عليه تقديراً واحتراماً له، بل وتأخر هو عن الركوب ليفسح المجال للنبي ﷺ ليركب بمفرده.
فرد عليه النبي ﷺ رداً يعلمه وأمته أدباً رفيعاً في التعامل، فقال: «لأنت أحق بصدر دابتك» أي أن صاحب الدابة هو الأولى والأحق بمقدمة دابته (أي بالركوب عليها) من غيره، فهي ملكه، ولا ينبغي لأحد أن يستأثر بها دون إذنه.
ثم استثنى النبي ﷺ حالة واحدة فقال: «إلا أن تجعله لي» أي إلا إذا تنازلت لي عن هذا الحق طواعيةً واختياراً منك، وليس إلزاماً أو تطفلاً.
فأجاب الرجل بكرم وسخاء: «قد جعلته لك»، أي قبلت أن أتنازل عن حقي وأهبه لك بكل رحابة صدر. عندها قبل النبي ﷺ كرمه وركب، فجمع بين تعليم الأدب وقبول إكرام الصحابة له.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- احترام ملكية الآخرين: الحديث يؤصل لمبدأ عظيم وهو احترام ملكية الإنسان وعدم التعدي عليها أو اغتصاب حقه، حتى لو كان الشخص المتعدى عليه هو النبي ﷺ نفسه. فحق المالك مقدس.
2- التأدب مع الكرام: يعلمنا النبي ﷺ كيف يكون التأدب مع من يقدم لنا معروفاً، فلا نستولي على حقه دون رضاه، بل نستأذنه ونشعره بقيمة هبته.
3- قبول الهدية والإكرام: من السنة قبول هدايا الناس وإكرامهم إذا كانت خالصة ونابعة من طيب نفس، كما قبل النبي ﷺ عرض الرجل بعد أن تبرع به طواعية.
4- التواضع: في موقف النبي ﷺ تواضع عظيم، فهو الذي يمكن أن يأمر فيطاع، لكنه فضل أن يعلم أمته الأدب والاحترام بدلاً من أن يستأثر بحق غيره.
5- الحكمة في التعامل: النبي ﷺ لم يرفض العرض مباشرةً حتى لا يجفو قلب الصحابي، ولم يقبله دون استئذان حتى لا يضيع حق صاحب الدابة، بل وجه الموقف توجيهاً حكيماً جمع بين الأمرين.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، فهو قليل اللفظ لكنه غزير المعنى.
- يستدل به الفقهاء على أن صاحب الشيء أولى به من غيره، وأنه لا يجوز لأحد أن يأخذ ملك غيره دون رضاه.
- فيه بيان للخلق العظيم الذي كان عليه النبي ﷺ، حيث كان يعلم أمته بالقول والفعل.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الحقيقي لسنة نبينا محمد ﷺ في كل كبير وصغير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٧٧٣)، وأبو داود (٢٥٧٢)، وأحمد (٢٢٩٩٢)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٣٥)، والحاكم (٢/ ٦٤) كلهم من حديث حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد المروزي وثقه ابن معين، وقال أحمد والنسائي: «ليس به بأس».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 880 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

  • 📜 حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب