حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرحمة بالحيوانات

عن سوادة بن الربيع قال: أتيت النبي ﷺ فسألته فأمر لي بذود، ثم قال لي: «إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا أظفارهم، ولا يعبطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا».

حسن: رواه أحمد (١٥٩٦١) عن أبي النضر قال: حدثنا المرجى بن رجاء اليشكري، قال: حدثني سلم بن عبد الرحمن، قال: سمعت سوادة بن الربيع، فذكره.

عن سوادة بن الربيع قال: أتيت النبي ﷺ فسألته فأمر لي بذود، ثم قال لي: «إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم، ومرهم فليقلموا أظفارهم، ولا يعبطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بالرعاية والرحمة بالحيوان، وهي من تعاليم الإسلام السمحة.

أولاً. شرح المفردات:


● ذود: قطيع صغير من الإبل، يتراوح بين الثلاث إلى العشر.
● رباعهم: مرابط إبلهم أو مواشيهم، والمقصود هنا الإبل نفسها.
● يعبطوا: يجرحوا أو يؤلموا، من العبط وهو الجرح أو القطع.
● ضروع: جمع ضَرع، وهو مكان اللبن في البهيمة (الضرع).

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل سوادة بن الربيع رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله حاجة (على الأرجح سأله عطاء أو معونة)، فأمر له النبي صلى الله عليه وسلم بإعطائه قطيعاً صغيراً من الإبل.
ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث توجيهات ذهبية عند رجوعه إلى أهله ومواشيه:
1- «مُرْهُمْ فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ»: أي أمره أن يوصي أهله بأن يطعموا إبلهم (أو مواشيهم بشكل عام) طعاماً جيداً حسناً، فلا يهملونها أو يجيعونها.
2- «وَمُرْهُمْ فَلْيُقْلِمُوا أَظْفَارَهُمْ»: أي أمره أن يوصي من سيقوم بحلب تلك الإبل أن يقلم أظافره ويقصها؛ حتى لا يجرح ضرع البهيمة عند الحلب إذا كانت أظافره طويلة وحادة.
3- «وَلَا يَعْبِطُوا بِهَا ضُرُوعَ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا»: تأكيد على النهي عن إيذاء البهيمة أثناء الحلب، سواء كان ذلك بسبب الأظافر الطويلة أو بطريقة الحلب العنيفة التي تجرح الضرع وتؤلم الحيوان.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة بالحيوان: يظهر من هذا الحديث حرص الإسلام الشديد على الرحمة بالحيوان ومعاملته معاملة حسنة، وجعل ذلك جزءاً من الإيمان.
2- النظافة الشخصية وآثارها: الأمر بتقليم الأظافر ليس فقط لأجل النظافة الشخصية، بل أيضاً لمنع الأذى عن الآخرين، حتى الحيوانات.
3- الإحسان في كل شيء: الإسلام دين الإحسان، الذي يعني إتقان العمل وإكرام من نتعامل معهم، وهذا يشمل حتى الحيوانات. فالإحسان إلى البهيمة بإطعامها جيداً وحلبها برفق هو من أسباب زيادة البركة في الرزق.
4- القائد والمربي: النبي صلى الله عليه وسلم هنا لا يعطي مالاً فحسب، بل يعطي معه التوجيه الذي يحفظ هذا المال ويبارك فيه، ويضمن استمرار نفعه. فهو يعلم الأمة كيف تمتلك وكيف تتعامل مع ما تملك.
5- الشريعة تهتم بالتفاصيل: انظر إلى هذه التفاصيل الدقيقة في التعامل مع الحيوان، مما يدل على شمولية الإسلام وكماله، وأنه دين ينظم جميع جوانب الحياة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في كلمات قليلة فوائد عظيمة.
- النهي عن "العبط" يشمل أي طريقة تؤذي البهيمة أثناء الحلب، كالضرب أو الشد العنيف.
- هذه التوجيهات تدخل في باب "الرفق بالحيوان" الذي هو من أسباب مغفرة الذنود ودخول الجنة، كما في الحديث: "بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له". قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: "في كل كبد رطبة أجر".
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٩٦١) عن أبي النضر قال: حدثنا المرجى بن رجاء اليشكري، قال: حدثني سلم بن عبد الرحمن، قال: سمعت سوادة بن الربيع، فذكره.
وإسناده حسن من أجل المرجى بن رجاء اليشكري فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وكذلك سلم بن عبد الرحمن وهو الجرمي حسن الحديث أيضا.
قوله: «رباعهم» الرباع بكسر الراء جمع رُبَع، وهو ما ولد من الإبل في الربيع، وقيل: ما ولد في أول النتاج.
قوله: «ولا يعبطوا» يقال: أعبط الضرع إذا أدماه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 866 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

  • 📜 حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب