حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب مراعاة مصلحة الدواب في السير، واختيار الليل للسفر
وفي لفظ: «فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل».
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩٢٦) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي يجمع بين الرفق بالحيوان والحكمة في السفر، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سافرتم في الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة، فأسرعوا عليها السير، وإذا عرستم بالليل، فاجتنبوا الطريق، فإنها مأوى الهوام بالليل». وفي لفظ: «فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل».
أولاً. شرح المفردات:
● الخصب: هو الوقت الذي تكثر فيه المراعي والمياه، ويكون الأرض مخضرّةً ناضرة.
● السَّنة: هنا تعني الجدب والقحط، حيث تشح المياه والمراعي.
● أعطوا الإبل حظها من الأرض: أي اتركوها لترعى وتشرب وتستريح في الأرض الخصبة.
● أسرعوا عليها السير: أي اسرعوا في السير عليها لتصلوا إلى المقصد بسرعة وتنجو من الجدب.
● عرستم: العُرْس هو النزول للاستراحة في السفر ليلاً أو نهارًا، والمقصود هنا النزول ليلاً.
● اجتنبوا الطريق: أي ابتعدوا عن الطريق الرئيسي عند النزول للاستراحة.
● الهوام: جمع هامة، وهي الحشرات والزواحف المؤذية كالعقارب والثعابين.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث على ثلاث توجيهات نبوية حكيمة تتعلق بآداب السفر ومراعاة الظروف المختلفة:
1- السفر في الخصب:
عندما يكون السفر في وقت الخصب وكثرة المراعي، يأمر النبي ﷺ المسافرين أن يمنحوا رواحلهم – وهي الإبل هنا – فرصة للرعي والراحة والانتفاع بما في الأرض من خير. هذا من كمال الرحمة بالحيوان، حيث يكون في الإبطاء والإعطاء فرصة للراحة والعلف، مما يقوّيها على متابعة السفر.
2- السفر في السنة (القحط):
أما إذا كان السفر في وقت الجدب وشح الموارد، فيأمرهم ﷺ بالإسراع في السير على الرواحل. والحكمة من ذلك هي الشفقة عليها، حيث أن الإبطاء يزيد من تعبها وإجهادها دون أن تجد ما تعوّض به طاقتها من مرعى أو ماء. فالإسراع بها يختصر عليها زمن المعاناة ويوصلها إلى目的地 بسرعة.
3- النزول للاستراحة ليلاً (العُرس):
هنا يوجه النبي ﷺ إلى تجنب النزول في الطرق الرئيسية عند الاستراحة ليلاً، بل الابتعاد عنها. والسبب الذي ذكره الحديث هو أن الطرق تكون مهبطًا للهوام والحشرات المؤذية ليلاً، حيث تخرج للبحث عن الطعام أو لأنها تفضل الأماكن الملساء والدافئة. وفي اللفظ الآخر: "طرق الدواب" أي أنها معبر للحيوانات والزواحف ليلاً. فالنزول بعيدًا عن الطريق وقاية من هذه الأخطار.
ثالثًا. الدروس المستفادة والفؤائد:
1- الرحمة بالحيوان: الحديث نموذج رفيع للرحمة بالحيوان في الإسلام، حيث يأمر بالرفق بها في كل حال، سواء بإعطائها حقها في الراحة والرعي في وقت السعة، أو بالإسراع بها للراحة من عناء السفر في وقت الشدة.
2- الحكمة والتخطيط: النبي ﷺ يعلّمنا كيف نتعامل مع الظروف المختلفة بحكمة؛ فلكل وقت ما يناسبه من الأفعال. وهذا من التخطيط الحكيم الذي يوافق حكمة الله في خلقه.
3- الوقاية من الأذى: الأمر باجتناب الطريق عند النزول ليلاً يدل على أهمية الوقاية من الأضرار قبل وقوعها، وهو تطبيق للقاعدة الشرعية: "درء المفاسد أولى من جلب المصالح".
4- آداب السفر: الحديث يجمع عددًا من آداب السفر، من مراعاة الرواحل واختيار أماكن النزول الآمنة.
5- التوجيه النبوي الشامل: ينظر الإسلام إلى كل细节 الحياة، كبيرها وصغيرها، ولا يترك شيئًا إلا ويوجه إليه توجيهًا حكيمًا يُصلح الدنيا والآخرة.
ختامًا:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، جمع بين الرفق بالحيوان والحكمة في التعامل مع الظروف الطبيعية، والحرص على سلامة الإنسان. وهو يظهر سماحة الإسلام واهتمامه بجميع مخلوقات الله، وحرصه على جلب المصالح ودرء المفاسد في كل الأحوال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أيضا من طريق عبد العزيز بن محمد، عن سهيل به نحوه وباللفظ الثاني.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 850 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 825 الجرس من مزامير الشيطان
- 826 أمر النبي ﷺ بقطع الأجراس من أعناق الإبل يوم بدر
- 827 من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه
- 828 لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو
- 829 جبريل قاعد على كرسي بين السماء والأرض
- 830 النبي ﷺ ينظر إلى السماء ويقرأ إن في خلق السماوات...
- 831 نهينا أن نتبعه أبصارنا
- 832 بشارة عثمان بالجنة على بلوى تصيبه
- 833 ليس منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقعده من...
- 834 من أخَّر غصن شوك عن الطريق غفر الله له.
- 835 من قطع شجرة تؤذي الناس أدخل الجنة
- 836 اعزل الأذى عن طريق المسلمين
- 837 أمر الأذى عن الطريق
- 838 الأذى يماط عن الطريق من محاسن الأعمال
- 839 في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل...
- 840 إعطاء الطريق حقه: غض البصر وكف الأذى ورد السلام
- 841 اجتنبوا مجالس الصعدات وأدوا حقها
- 842 نهى رسول الله عن الجلوس بأفنية الصعدات
- 843 قَدِّه بِيَدِهِ
- 844 كان النبي ﷺ إذا مشى كأنه يتوكأ
- 845 كان أبيض مليحا إذا مشى كأنما يهوي في صبوب
- 846 صلى النبي العصر فأسرع ثم دخل البيت
- 847 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم
- 848 لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين
- 849 أمر النبي ﷺ بإراقة الماء من آبار ثمود وإطعام العجين...
- 850 إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
- 851 إذا أخصبت الأرض فأعطوا الظهر حظه من الكلأ
- 852 عليكم بالنسلان
- 853 السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه
- 854 ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
- 855 لا يبيتنَّ أحدكم وحده، ولا يسافرنَّ وحده.
- 856 نهى رسول الله ﷺ عن الخلوة
- 857 الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
- 858 إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم
- 859 يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم
- 860 كان رسول الله ﷺ يخرج في سفر إلا يوم الخميس
- 861 خروج النبي في غزوة تبوك يوم الخميس
- 862 نهي السفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 863 رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير
- 864 النبي ﷺ آخذٌ بيد عمر بن الخطاب
- 865 من رحم الشاة رحمه الله
- 866 إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم
- 867 بغي سقت كلباً كاد يموت عطشاً فغفر لها.
- 868 في كل كبد رطبة أجر
- 869 الأجر في سقي كل كائن حي
- 870 في كل ذات كبد حرى أجر
- 871 في كل ذات كبد حرّى أجر
- 872 اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة
- 873 الجمل يشكو إلى النبي ﷺ من الجوع والتعب
- 874 ما تأتون إلى البهائم
معلومات عن حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
📜 حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








