حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج هو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال، فيفيض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٦) عن أبي اليمان، قال أخبرنا شعيب، قال: أخبرنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج هو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال، فيفيض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -هو القتل القتل-، حتى يكثر فيكم المال، فيفيض».

1. شرح المفردات:


* يقبض العلم: يُرفع العلم الشرعي بموت العلماء، وعدم وجود من يخلفهم في حمل العلم ونشره.
* تكثر الزلازل: تزداد الهزات الأرضية وتتكرر في أماكن مختلفة، وهي علامة من علامات القيامة.
* يتقارب الزمان: قيل إن الزمن يقصر حقيقةً، وقيل المراد تقارب الناس في الأمور الدنيوية وتشابه أحوالهم، والأقرب أن المعنى أن الزمن يُحسُّ بقصره وانقضائه سريعًا لشدة الانشغال والفتن، أو أن البركة في الوقت تزول.
* تظهر الفتن: تبرز وتنتشر المحن والاختبارات التي تزلزل إيمان الناس، من فتن المال والسلطة والشهوات والشبهات.
* الهرج: الاختلاط والصوت المرتفع، وأصله كثرة الكلام واللغط، وأُطلق في الحديث على القتل لكثرة ما يصاحبه من ضجيج وصراخ. وقد فسره النبي ﷺ بنفسه فقال: (هو القتل القتل) للتأكيد على فظاعته وشدته.
* يكثر فيكم المال، فيفيض: يصل المال إلى درجة الكثرة والوفرة الفائضة عن الحاجة، حتى يعرضه صاحبه على الناس ولا يجد من يأخذه.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن جملة من العلامات الصغرى ليوم القيامة، وهي أحداث عظيمة تقع قبل قيام الساعة بوقت، تدل على اقترابها وتشير إلى تغير أحوال العالم.
* حتى يقبض العلم: أول هذه العلامات وأخطرها هو رفع العلم الشرعي، وهو علم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح. ولا يُرفع العلم برفعه من المصاحف، ولكن برفع أهله، بموت العلماء العاملين الذين هم ورثة الأنبياء، ويخلفهم جهلة يتصدرون للفتوى بغير علم، فيضلون ويُضلون. كما في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (متفق عليه).
* وتكثر الزلازل: من آيات الله في الكون التي يُخوِّف بها عباده، فكثرة الزلازل في أماكن لم تكن معهودة دليل على اضطراب نظام الكون، وهو إشارة إلى اقتراب انهياره النهائي يوم القيامة.
* ويتقارب الزمان: هذه علامة يشعر بها الناس، حيث يمر الوقت سريعًا ولا يجدون فيه بركة، فيشعر الإنسان أن الأيام والشهور والسنين تمر بسرعة لم يعهدها من قبل، وذلك لشدة الانشغال الدنيوي وكثرة الفتن والأحداث.
* وتظهر الفتن: تنتشر الفتن بأنواعها، فتكون فتنة في الدين من بدع وضلالات، وفتنة في الدنيا من حروب واقتتال، وفتنة في الأخلاق والأموال. يصبح المسلم في وسطها كالقابض على الجمر، يحتاج إلى تثبيت من الله وعلم راسخ ليعرف كيف ينجو.
* ويكثر الهرج هو القتل القتل: تتفشى حروب واقتتال داخلي لا تمييز فيه، يقتل الناس بعضهم بعضًا لأتفه الأسباب، حتى إن القاتل لا يدري لماذا قتل، والمقتول لا يدري لماذا قُتل. وهذا دليل على زوال الأمن وانتشار الفوضى والجهل، حيث تفقد الحياة قيمتها.
* حتى يكثر فيكم المال، فيفيض: هذه علامة عجيبة، حيث يكثر المال حتى يفيض عن حاجة الناس، فيصبح لا قيمة له، ويبحث صاحبه عن من يعطيه إياه فلا يجد آخذًا، وذلك لانشغال الناس بالفتن والقتل وعدم الاستقرار، أو لانعدام الثقة والأمان. وهو نقيض لحال الفقر والحاجة، وكلاهما من علامات الساعة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة نبوة محمد ﷺ: فقد أخبر عن أمور غيبية تقع بعد قرون، ونحن نراها اليوم تحدث بأعيننا، مما يزيد المؤمن يقينًا بنبوته.
2- بيان أهمية العلم والعلماء: فوجود العلماء الربانيين هو حصن للأمة من الضلال، وموتهم دون خلفاء صالحين من أعظم المصائب.
3- التأهب والاستعداد للآخرة: هذه العلامات تذكر المسلم بقرب لقاء ربه، فتجعله يزيد في الطاعة ويجتهد في العمل الصالح، ويحذر من المعاصي.
4- الصبر على الفتن: يجب على المسلم عند ظهور الفتن أن يعتصم بكتاب الله وسنة نبيه، ويصبر ويحتسب، ويلزم جماعة المسلمين، ويتجنب المواطن المشبوهة.
5- أن الدنيا زائلة: كثرة المال والفتن والقتل كلها دلائل على أن الدنيا قد آذنت بزوال، وأن الآخرة هي دار القرار، فيجب أن لا يغتر المسلم بالدنيا وزينتها.
### 4. معلومات
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٦) عن أبي اليمان، قال أخبرنا شعيب، قال: أخبرنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم في العلم (١٥٧: ١١) من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة نحوه إلا أنه ليس فيه: «وتكثر الزلازل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 271 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

  • 📜 حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب