حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الحوض

عن أبي هريرة قال: قال النبيّ ﷺ: «والذي نفسي بيده لأذودنَّ رجالًا عن حوضي كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٦٧)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٢) من طرق عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبيّ ﷺ: «والذي نفسي بيده لأذودنَّ رجالًا عن حوضي كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي هريرة قال: قال النبيّ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَذُودَنَّ رِجَالًا عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ عَنْ الْحَوْضِ».
(متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: قَسَمٌ من النبي ﷺ يؤكد صدق ما يخبر به، ومعناه: يقسم بالله تعالى الذي هو مالك روحه ﷺ ومدبرها.
● لَأَذُودَنَّ: لأطردنَّ طردًا شديدًا. والأَذُودُ: الطرد والإبعاد بقوة.
● حَوْضِي: هو الحوض العظيم الذي أعطاه الله لنبيه ﷺ في يوم القيامة، يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل.
● الْغَرِيبَةُ: هي الإبل التي لا تعرف مكان الماء، أو التي جاءت من مكان بعيد فتكون متعطشة ولكنها تزاحم وتبعُد عن الماء لعدم معرفتها أو لضعفها.
● تُذَادُ: تُطرد وتبعد.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة عظيمة ستحدث يوم القيامة، فيقسم بالله -وهو أصدق الصادقين- أنه سيطرد طردًا شديدًا أقوامًا جاءوا ليشربوا من حوضه الكريم، ولكنهم يُمنعون ويُبعدون كما تُطرد الإبل الضعيفة أو الجاهلة التي تحاول الاقتراب من الماء فتُدفع عنها دفعًا.
لماذا يطردهم النبي ﷺ؟
جاء في روايات أخرى للحديث توضح هوية هؤلاء المطرودين والسبب في طردهم. ففي رواية لمسلم: «فَأَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبِّ إِنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ القَهْقَهَى».
فهم من منتسبي هذه الأمة، ادعوا أنهم على ملته، ولكنهم في الحقيقة:
● أحدثوا في الدين ما ليس منه من البدع والضلالات.
● ارتدوا على أعقابهم بعد وفاته ﷺ، أي تركوا سنته واتبعوا غير سبيل المؤمنين.
● غيروا وبدلوا في دين الله، فكانوا من المبتدعة والمرتدين عن السنة.
فيكون طردهم لأنهم خالفوا منهجه وسنته ﷺ في الحياة الدنيا، فكان من العدل أن يحرموا من شرب من حوضه في الآخرة. وهو ﷺ يعرفهم حينئذٍ بنور أعطاه الله إياه، فيُميز بين الصادقين والمنافقين المبتدعين.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة مكانة النبي ﷺ: فله ﷺ حوض عظيم في يوم القيامة، وهو شرف لأمته، وهذا من خصائصه.
2- تحذير شديد من الابتداع في الدين: الحديث وعيد صريح للمبتدعة الذين يخترعون في الدين ما لم يأذن به الله، ويُظهر خطورة البدع ومصير أصحابها.
3- الفرق بين الانتساب الظاهري والإيمان الحقيقي: ليس كل من ادعى الإسلام ونطق بالشهادتين يكون من أهل النجاة، بل لا بد من الاتباع والاستقامة على السنة.
4- العدل الإلهي: فكما أنهم أبعدوا أنفسهم عن اتباع السنة في الدنيا، فإنهم يبعدون عن الحوض في الآخرة، جزاءً وفاقًا.
5- الحث على التمسك بالسنة: والحرص على فهم الدين كما فهمه الصحابة والسلف الصالح، والابتعاد عن الأهواء والآراء المخالفة للوحي.
6- صدق نبوة محمد ﷺ: فأخبر عن غيب سيكون، وهو طرد أناس من حوضه، وهذا لا يعلمه إلا الله أو من أطلعه الله عليه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الحوض، وهي متواترة عن النبي ﷺ، رواها أكثر من خمسين صحابيًا.
● صفة الحوض: كما ورد في الأحاديث: طوله وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
- الذين يذادون عن الحوض ليسوا فقط المبتدعة، بل يدخل فيهم المنافقون والمكذبون والمتساهلون في الدين الذين ارتكبوا الكبائر واستخفوا بأمر الله، كما جاء في بعض الروايات.
- هذا الطرد يكون بعد شفاعة النبي ﷺ لأمته ووصولهم إلى الحوض، فيُطرد منه من استحق الطرد، فالنبي ﷺ أول الشافعين وأول من يُفتح له باب الشفاعة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الواردين على الحوض الشربين منه، والمتبعين لسنة نبيه ﷺ، المبعدين عن البدع والضلالات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٦٧)، ومسلم في الفضائل (٢٣٠٢) من طرق عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

  • 📜 حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأذودن رجالًا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب