حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المرور على الصراط يوم القيامة

عن ابن مسعود أن رسول اللَّه ﷺ قال: «آخرُ من يدخل الجنّة رجلٌ، فهو يمشي مرّة ويكبو مرّة، وتَسْفَعُه النّار مرّة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجّاني منكِ، لقد أعطاني اللَّه شيئًا ما أعطاهُ أحدًا من الأوّلين والآخرين. . .». الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك، عن ابن مسعود، فذكره.

عن ابن مسعود أن رسول اللَّه ﷺ قال: «آخرُ من يدخل الجنّة رجلٌ، فهو يمشي مرّة ويكبو مرّة، وتَسْفَعُه النّار مرّة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجّاني منكِ، لقد أعطاني اللَّه شيئًا ما أعطاهُ أحدًا من الأوّلين والآخرين. . .». الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يصور لنا مشهداً من مشاهد يوم القيامة، يحمل في طياته عظات وعبراً جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● يَمْشِي مَرَّةً: يسير بخطوات.
● وَيَكْبُو مَرَّةً: يقع على وجهه أو يتعثر في مشيته من شدة الخوف والهول.
● تَسْفَعُهُ النَّارُ: تَلْحَقُهُ وتُصِيبُ وَجْهَهُ بِسَوَادٍ وَأَذًى (من السَّفَع وهو سواد يُصيب الوجه من لهب النار).
● تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ: تعظيم لله تعالى وشكر له على نعمة النجاة، و"تبارك" تعني تعالى وكثر خيره.
● مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ: شيء عظيم لم يُعطَه أحدٌ قبله ولا بعده.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر شخص يدخل الجنة، بعد أن يُنجيه الله من النار. وصف حاله بأنه يمشي أحياناً، ويتعثر ويسقط أحياناً أخرى من شدة ما عانى من الخوف والفزع عند رؤية النار وعذابها. وكانت النار تلسعه وتصيبه بلهبها وهو يعبر.
فلما تجاوزها ونجا بفضل الله ورحمته، التفت إليها نظراً لها وهو في أمان، متعجباً من عظم النجاة، فحمد الله تعالى وشكره على هذه النعمة العظيمة، التي يعتقد في ساعتها – لشدة فرحه – أن الله قد أعطاه من الفضل والعطاء ما لم يعطه لأحد من الخلائق، لا من الأولين ولا من الآخرين، لشعوره بأن نعمة النجاة من النار هي أعظم نعمة على الإطلاق.
ثم يذكر الحديث (في تتمته): فَيُقَالُ لَهُ: "انْظُرْ مَا عِنْدَكَ"، فينظر فيجد كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ثم يُقال له: "فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشْرَةَ أَمْثَالِهَا" (أو كما في رواية: مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ). فيقول عندها: "أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟!" تعجباً وفرحاً بهذا العطاء الذي فاق كل توقعه وخياله. وفي هذا دليل على أن الله تعالى يكرم عباده في الجنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فها هو آخر من يدخل الجنة، بعد أن كاد أن يهلك، ينقذه الله ويدخله الجنة، ثم يكرمه بهذا الكرم العظيم. وهذا يبعث الأمل في نفوس العصاة، ويحذرهم من القنوط من رحمة الله.
2- عظمة نعمة النجاة من النار: فهي نعمة لا تعدلها أي نعمة دنيوية، وهي القاعدة التي ينبغي أن يُقدّر عليها كل عطاء آخر.
3- حقيقة الدنيا وزخرفها: فالجنة وما فيها من النعيم تفوق الدنيا بأضعاف مضاعفة (عشرة أمثالها أو أكثر)، مما يذكرنا بحقارة الدنيا وزوالها مقارنة بنعيم الآخرة وبقائه.
4- وجوب شكر الله على النعم: كما فعل هذا الرجل حين حمد الله وشكره على نعمة النجاة أولاً، قبل أن ينظر إلى ما أعطاه من نعيم.
5- الحث على الخوف من النار: فالحديث يصور بشاعة النار وعذابها، حتى أن هذا الرجل وهو يمر بجانبها يتعثر وتصيبه بلهبها، وهذا يوجب على المسلم أن يعمل كل ما يستطيع ليجنب نفسه عذابها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الترغيب والترهيب"، الذي يحث المسلم على العمل للآخرة، والاستعداد لها.
- فيه بيان لتفاضل أهل الجنة في الدرجات، كما أن أهل النار يتفاوتون في العذاب، فكما أن أول من يدخل الجنة له فضيلة، فآخر من يدخلها – وإن كان أدنى منهم درجة – فهو في نعيم عظيم.
- يستفاد منه أن المؤمن لا ينبغي أن ييأس من رحمة الله، حتى لو بلغ من العصيان ما بلغ، ما دام يتوب ويندم.
نسأل الله تعالى أن ينجينا من النار، ويدخلنا الجنة بفضله ومنه وكرمه، وأن لا يحرمنا لذة النظر إلى وجهه الكريم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك، عن ابن مسعود، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

  • 📜 حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة ويكبو مرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب