حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المرور على الصراط يوم القيامة

عن أبي سعيد الخدري، أن ناسا في زمن رسول اللَّه ﷺ قالوا: يا رسول اللَّه! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول اللَّه ﷺ: «نعم» في حديث طويل، وجاء فيه: «ثم يُضْربُ الجسْرُ على جَهَنَّمَ وتَحِلُّ الشَّفاعةُ. ويقولون: اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ». قيل: يا رسول اللَّه، وما الجسر؟ قال: «دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فيه خَطَاطِيف وكلالِيبُ وَحَسَكٌ، تكونُ بنجدٍ فيها شُوَيْكةٌ يقال: لها السَّعْدانُ، فيمر المؤمنون كطَرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مُسَلَّمٌ ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نار جَهَنَّم. حتى إذا خَلَصَ المؤمنون من النّار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدَّ مُناشَدةً للَّه في استقصاءِ الحقِّ من المؤمنين للَّه يوم القيامة لإخوانهم الذين في النّار». . . الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨١)، ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من حديث حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكر الحديث، واللّفظ لمسلم.

عن أبي سعيد الخدري، أن ناسا في زمن رسول اللَّه ﷺ قالوا: يا رسول اللَّه! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول اللَّه ﷺ: «نعم» في حديث طويل، وجاء فيه: «ثم يُضْربُ الجسْرُ على جَهَنَّمَ وتَحِلُّ الشَّفاعةُ. ويقولون: اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ». قيل: يا رسول اللَّه، وما الجسر؟ قال: «دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فيه خَطَاطِيف وكلالِيبُ وَحَسَكٌ، تكونُ بنجدٍ فيها شُوَيْكةٌ يقال: لها السَّعْدانُ، فيمر المؤمنون كطَرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والرِّكاب، فناجٍ مُسَلَّمٌ ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نار جَهَنَّم. حتى إذا خَلَصَ المؤمنون من النّار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدَّ مُناشَدةً للَّه في استقصاءِ الحقِّ من المؤمنين للَّه يوم القيامة لإخوانهم الذين في النّار». . . الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة وأهوال يوم القيامة، رواه الإمام مسلم في صحيحه. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب ما ورد في كبار شروح الحديث المعتمدة مثل شرح النووي وابن رجب وغيرهما.
أولاً: شرح المفردات:
● يُضْرَبُ الجسر: يُنصَب ويعمَل جسرٌ فوق نار جهنم.
● دَحْضٌ مَزِلَّةٌ: الدحض: ما يزل عنه القدم، أي أملس. والمزلة: ما يسبب الزلل والانزلاق. أي أن سطح هذا الجسر أملس شديد الانزلاق.
● خَطَاطِيف وكلالِيبُ وَحَسَكٌ: الخطاطيف والكلاليب: هي أشياء معقوفة كالخطاف الذي يصطاد به السمك، تخطف الناس وتسحبهم. والحسك: هو نبات شائك له شوك قوي.
● السَّعْدانُ: هو نبت معروف في نجد (جزيرة العرب) له شوك صغير وحاد جداً.
● كطَرْف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والرِّكاب: هذه أوصاف لسرعة مرور المؤمنين على الصراط، فأسرعهم كلمح البصر، ثم كسرعة البرق، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأسرع الخيل والإبل.
● ناجٍ مُسَلَّمٌ: من نجا وسلم ولم يصبه شيء.
● مَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ: من خدشته تلك الخطاطيف وأصابته بجراح لكنه نجا وأُرسل إلى الجنة.
● مَكْدُوسٌ: من دُفع ووقع في نار جهنم.
● مُناشَدةً لله: التضرع والابتهال والدعاء إلى الله بجد وإلحاح.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أحد أهوال يوم القيامة، بعد أن يحاسب الناس وتُعرض أعمالهم، يُنصب جسر فوق جهنم، وهو "الصراط" الذي يجب على كل إنسان أن يعبر فوقه. هذا الصراط ليس كالجسور في الدنيا، بل هو:
1- مستحيل العبور بقوة البشر: فهو أملس شديد الزلق (دحض مزلة).
2- مليء بالمخاطر: فيه خطاطيف وكلاليب من نار، تشبه في حدتها شوك نبات "السعدان" الشائك، مهمتها جذب العصاة واقتلاعهم وإسقاطهم في النار.
ثم يمر الناس على هذا الصراط على حسب أعمالهم:
● الأنبياء والصديقون والصالحون: يمرون بسرعة خارقة (كلمح البصر، كالبرق...) وينجون تماماً.
● المؤمنون الذين لهم ذنوب ولكن سبقت لهم من الله الحسنات: يمرون ولكن تخطفهم تلك الخطاطيف فتجرحهم وتخدشهم (مخدوش)، ثم ينجون بإذن الله ويُرسلون إلى الجنة. وهذه الخدوش هي كفارة لذنوبهم.
● الكفار والمنافقون والعصاة: لا يقوون على العبور فيهوى بهم في نار جهنم (مكدوس).
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً عظيماً بعد أن ينعم المؤمنون في الجنة، ويذكرون إخوانهم الذين كانوا مؤمنين ولكنهم دخلوا النار بسبب ذنوبهم، فيستأذنون ربهم ويُلحون في الدعاء والتوسل إليه (مناشدة الله) أن يخرجهم من النار، حتى لا يبقى في النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة يوم القيامة وأهواله: الحديث يصور لنا جزءاً من أهوال ذلك اليوم، ليستعد كل منا لهذا اليوم بعمله الصالح.
2- العدل المطلق لله تعالى: فكل إنسان يجازى بعمله، ولا يظلم أحد.
3- رحمة الله تعالى وسعة مغفرته: فالمؤمن وإن دخل النار بذنوبه، فإنه لا يخلد فيها بل يخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، أو برحمة الله.
4- قوة الإيمان وأثره: سرعة مرور العبد على الصراط تتوقف على قوة إيمانه وصحة عقيدته وصدق تقواه، فكلما قويت هذه، كان مروره أسرع وأسلم.
5- فضل الشفاعة: وهي من أعظم منن الله على هذه الأمة، حيث يشفع النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون من المؤمنين.
6- الأخوة الإيمانية: حيث يذكر المؤمنون في الجنة إخوانهم في النار ويدعون لهم ويشفعون لهم، فهي أخوة لا تنقطع.
7- الحث على العمل الصالح: الذي يكون سبباً في النجاة من أهوال ذلك اليوم، والتخفيف من مرور الصراط.
8- التحذير من الذنوب والمعاصي: فإنها تثقل صاحبها وتعوقه عن عبور الصراط، وقد تكون سبباً في وقوعه في النار وإن كان مؤمناً.
رابعاً: معلومات إضافية:
● الصراط حقيقة: يجب الإيمان بأن الصراط حقيقة، وهو جسر منصوب على متن جهنم، يعبر عليه الناس، وهو أحد المشاهد التي سيراها الجميع يوم القيامة.
● مصير الناس عليه: مصير الناس على الصراط ثلاثة كما في الحديث: ناجٍ سالِم، وناجٍ مُخدوش، وهاوٍ في النار.
● الشفاعة العظمى: الشفاعة المذكورة في أول الحديث هي "الشفاعة العظمى" للنبي صلى الله عليه وسلم لبدء الحساب، وهناك
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨١)، ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من حديث حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكر الحديث، واللّفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

  • 📜 حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب