المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده! لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاري (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث اليوم الآخر، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيانٌ لعدل الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين.

شرح المفردات:

● يخلص المؤمنون من النار: أي ينجون ويعتقون من عذاب النار ولا يدخلونها.
● فيحبسون على قنطرة: القنطرة هي الجسر، والحبس هنا هو الوقوف والاحتجاز.
● بين الجنة والنار: موضع بين دار السعداء ودار الأشقياء.
● فيقص لبعضهم من بعض مظالم: أي يُقتص ويُؤخذ الحقوق لبعضهم من بعض فيما كان بينهم من ظلم في الدنيا.
● حتى إذا هذبوا ونقوا: الهذّب هو التهذيب والتطهير من الذنوب، والتنقية من كل غش ودنس.
● أذن لهم في دخول الجنة: أُعطوا الإذن بالدخول بعد التطهير.
● لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة: أي أعرف وأدلّ على مسكنه في الجنة.
● منه بمنزله كان في الدنيا: أي أكثر هداية وإرشاداً إلى منزله في الجنة منه إلى منزله الدنيوي.

شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين الذين دخلوا الجنة قد نَجَوْا من النار، ولكنهم قبل دخول الجنة يُوقَفون على قنطرة (جسر) بين الجنة والنار، وهناك يُقتص لبعضهم من بعض فيما كان بينهم من مظالم دنيوية، كأخذ الحقوق أو الاعتداء على الأموال أو الأعراض أو غيرها.
فهذا الموقف هو مرحلة تكفيرية تطهيرية، يُطهَّر فيها المؤمنون من آخر آثار الذنوب والمعاصي المتعلقة بحقوق العباد، حتى يخرجوا من كل تبعات الدنيا وقد تنقوا تماماً، فيُفتح لهم باب الجنة بعد ذلك.
ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله - وهو قسم عظيم - أن المؤمن بعد هذا التطهير سيدخل الجنة، وسيكون أعرف بمنزله فيها مما كان يعرفه في الدنيا، وذلك لأن نور الإيمان والطاعة يهديه إلى مكانه في الجنة، كما أن الجنة فيها من العلامات والنور ما يجعل الإنسان يعرف منزله بسهولة ويسر.

الدروس المستفادة:

1- عدل الله تعالى: حيث لا يدخل أحد الجنة وبيده مظلمة لأخيه المسلم.
2- أهمية حقوق العباد: فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يموت العبد وفي حق لمؤمن لم يُقَضَ.
3- التطهير النهائي للمؤمنين: فالمؤمن وإن دخل الجنة فإنه يمر بمراحل تطهير من آثار ذنوبه.
4- عظمة الجنة ونعيمها: حيث يعرف المؤمن منزله فيها أكثر من معرفته بداره في الدنيا.
5- الحث على المسارعة في التوبة ورد المظالم: فالمؤمن الحريص على النجاة يسارع في إصلاح ما بينه وبين الناس.

فوائد إضافية:

- هذا الحديث يدل على أن المؤمن قد يعذب ببعض ذنوبه، لكنه لا يخلد في النار.
- القنطرة المذكورة في الحديث غير الصراط، فالصراط يُمر عليه يوم القيامة، أما هذه القنطرة فهي للمؤمنين فقط بعد النجاة من النار.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ويستعد لهذا اليوم بأن يرد المظالم ويستحل من أخذ حقوقهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 152 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

📜 حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية