حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أهل الجنة الذين يقال لهم: الجهنميون
وفي لفظ: «ليصيبنَّ أقوامًا سَفْعٌ من النّار بذنوب أصابوها عقوبة، ثم يدخلهم اللَّه الجنّة بفضل رحمته، يقال لهم الجهنميّون».
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٥٩) عن هدبة بن خالد، حدّثنا همّام، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، فذكره باللفظ الأول.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يفتح لنا باباً من أبواب رحمة الله الواسعة وعفوه الكريم، حتى مع شدة العقاب.
أولاً. شرح المفردات:
● يخرجُ قومٌ من النّار: أي أن هناك فئة من المؤنين الموحدين سيدخلون النار بسبب ذنوبهم، ولكنهم لن يخلدوا فيها، بل سيخرجون منها بشفاعة الشافعين أو برحمة الرحمن.
● بعد ما مسّهم منها سَفْعٌ: السَّفْع في اللغة: هو الأثر الخفيف، كاللطخة أو الحرق الخفيف الذي يصيب الجلد ويغير لونه ولكنه لا يهلكه. وهو استعارة لِعقاب خفيف نسبياً مقارنة بعذاب الخالدين.
● الجهنّميّون: نسبة إلى جهنم، أي أنهم دخلوها ثم خرجوا منها، فسُمّيوا بذلك تمييزاً لهم عن بقية أهل الجنة الذين دخلوها من أول الأمر.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظيم رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء.
● المقصود بهؤلاء القوم: هم عصاة المؤمنين الموحدين الذين ماتوا على التوحيد، ولكنهم اقترفوا ذنوباً عظيمة لم يتوبوا منها، فاستحقوا دخول النار عقاباً على معاصيهم. إلا أن إيمانهم منعهم من الخلود فيها.
● مسارهم: يدخلون النار بقدر ذنوبهم، فيعاقبون فيها فترة من الزمن – هي عند الله – يعانون فيها من عذابها، ولكن هذا العذاب ليس أبدياً. ثم يخرجون منها بفضل رحمة الله، إما بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو الشهداء أو الصالحين، أو بمجرد فضل الله ورحمته التي سبقت غضبه.
● تسميتهم بالجهنميين: هذه التسمية ليست على سبيل الذم أو التقليل من شأنهم، بل هي شهادة لهم وعلامة على نعمة عظيمة. إنها تذكير دائم لهم ولغيرهم بأنهم كانوا في النار فأنقذهم الله برحمته. ستكون هذه التسمية مصدراً لشكر دائم وحمد لله على نعمته التي لا تحصى.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله تعالى: هذا الحديث من أعظم الأدلة على أن رحمة الله تغلب غضبه. فحتى من دخل النار، يمكن أن يخرج منها ويدخل الجنة. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
2- العدل الإلهي المطلق: لا يظلم الله أحداً. فالعقاب على الذنب واقع لا محالة، ولكن الرحمة تتجاوز العقاب لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
3- تحذير شديد من الاستهانة بالذنوب: الحديث ليس ترخيصاً في المعصية، بل هو تحذير واضح. فدخول النار – ولو لوقت – أمر مهول ومخيف، لا يتمناه عاقل. يجب على المسلم أن يجتهد في طاعة الله ويبتعد عن معاصيه.
4- الأمل وعدم القنوط: الحديث يزرع الأمل في قلب كل عاصٍ تائب، ويدفعه إلى الرجوع إلى الله، فهو القائل: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه: 82]. التوبة تمحو ما قبلها.
5- تفاضل أهل الجنة: سيدخل أهل الجنة درجات، وأعلى الدرجات هم السابقون بالخيرات الذين دخلوها من أول الأمر بلا عذاب. أما الجهنميون، فسيدخلونها بعد عقاب، مما يدل على أن طاعة الله واجتناب المعاصي هي الطريق إلى الفوز الأعلى.
رابعاً. معلومات إضافية:
● مصدر الحديث: رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6559) والإمام مسلم (رقم 191). وهذا أعلى درجات الصحة.
● هؤلاء القوم تحت مشيئة الله: كما في حديث الشفاعة الطويل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الكبائر من أمته بعد أن تشفع الملائكة والأنبياء، فيخرجون من النار.
● الفرق بينهم وبين الكفار: الكفار مخلدون في النار أبداً، أما هؤلاء فهم مؤمنون خلصت لهم النية وكان التوحيد في قلوبهم.
اللهم اجعلنا من أهل طاعتك، وأعذنا من معصيتك، وادخلنا جنتك برحمتك، ولا تدخلنا النار بذنوبنا، واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٥٠) عن حفص بن عمر، حدّثنا هشام، عن قتادة، عنه باللفظ الثاني.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 286 حديثاً له شرح
- 117 يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب
- 118 يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم...
- 119 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة
- 120 فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر
- 121 سبعون ألفا يدخلون الجنة بوجوه كالقمر ليلة البدر
- 122 هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون
- 123 يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 124 لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون
- 125 النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من...
- 126 وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث...
- 127 يدخل من أمتي سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر
- 128 سعة حوض النبي ﷺ من البيضاء إلى بصرى
- 129 من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 130 يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين...
- 131 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون...
- 132 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
- 133 أترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة
- 134 من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار
- 135 أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة
- 136 أخرج بعث جهنم من ذريتك
- 137 يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل...
- 138 من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى...
- 139 ثمانون من هذه الأمة من أهل الجنة عشرون ومائة صف
- 140 أقل ساكني الجنة النساء
- 141 لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في...
- 142 خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
- 143 يدخلون الجنة يسمون الجهنميين
- 144 يخرج قوم من النار ويغتسلون في نهر الحياة
- 145 شفاعة النبي في إخراج قوم من النار
- 146 من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان...
- 147 يخرجون من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا
- 148 يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين
- 149 يخرج قوما من النار بعدما امتحشوا فيها وصاروا فحما
- 150 أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش
- 151 المؤمن طير يعلق في شجر الجنة
- 152 المؤمنون يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 153 يا رب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
- 154 أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار...
- 155 أدنى أهل الجنة منزلة
- 156 آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها
- 157 آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا
- 158 إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن
- 159 هل نرى ربنا يوم القيامة
- 160 أدنى أهل الجنة منزلة الذي يتمنى فيقول أعطني أعطني
- 161 آخر من يدخل الجنة يرى ضوءا فيخر ساجدا
- 162 فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك
- 163 أهل الجنة يدخلون الجنة على قدر آدم ستون ذراعا
- 164 أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى...
- 165 من مات بعث ابن ثلاثين سنة
- 166 من يدخل الجنة ينعم لا يبأس
معلومات عن حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
📜 حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خروج قوم من النار ودخولهم الجنة بعد العذاب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








