يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

عن حذيفة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين، فيدخلهم الجنّة، فيُسَمَّون الجهنميُّون».

حسن: رواه أحمد (٢٣٤٢٣)، وأبو داود الطيالسى في «مسنده» (٤٢٠) ومن طريقه ابنُ خزيمة (٥٤٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨٠٥) كلهم من طريق شعبة، عن حماد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني. وهو يتناول جانبًا من جوانب رحمة الله تعالى الواسعة وشفاعة الشافعين لأهل الكبائر من المسلمين.

أولاً. شرح المفردات:

● مُنْتِنِين: أي لهم رائحة كريهة منتنة بسبب ما لحقهم من عذاب النار.
● قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ: "محشتهم" أي أدخلتهم وأحرقتهم، من المحش وهو إدخال الشيء في النار لإحراقه.
● بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ: أي بتوسط الأنبياء والصالحين والمؤمنين عند الله تعالى لإخراجهم.
● الْجَهَنَّمِيُّونَ: نسبة إلى جهنم، أي القوم الذين دخلوها ثم أخرجوا منها.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، فيذكر أن من أهل المعاصي والذنوب من يدخلون النار بسبب تقصيرهم في الطاعات وارتكابهم للمحرمات، فيعذبون فيها بقدر ذنوبهم.
ثم تأتي شفاعة الشافعين -وهم الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء، ثم عموم المؤمنين- فيشفعون فيمن في النار من الموحدين الذين دخلوها بذنوبهم، فيأذن الله تعالى بإخراجهم بشفاعة هؤلاء الشافعين.
وهؤلاء المستخرجون من النار يكونون قد تأثروا بها، فصارت لهم صفة المناخر (الرائحة الكريهة) وأثر العذاب، فيدخلون الجنة بعد ذلك، ويطلق عليهم اسم "الجهنميون" تمييزًا لهم، وبيانًا لمصيرهم الأول، ولكن نعيم الجنة يمحو كل أثر، فهم من أهل الجنة في النهاية.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- سعة رحمة الله تعالى: فالله تعالى غفور رحيم، يقبل الشفاعة في أهل الكبائر من الموحدين.
2- فضل الشفاعة: بيان لعظم منزلة الشافعين عند الله تعالى، كالأنبياء والصالحين.
3- التحذير من الذنوب: فالعاقبة وإن كانت الخروج من النار، إلا أن العذاب واقع لا محالة، والرائحة المنتنة تذكر بسوء عاقبة المعصية.
4- أن النار لا تخليد فيها لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان: فهؤلاء وإن دخلوها إلا أنهم يخرجون منها.
5- أن الإيمان لا يزول بالمعاصي: ما دام العبد موحدًا غير مشرك، فإن النار لا تكون عليه خالدة.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة، وهي ثابتة بالكتاب والسنة، وهي خاصة لأهل التوحيد.
- الشفاعة أنواع، منها الشفاعة في إخراج العصاة من النار، وهي التي يتناولها هذا الحديث.
- لا تعارض بين هذا الحديث ونصوص الوعيد، فالعاصي يعذب بقدر ذنبه، ثم يخرج من النار بفضل رحمة الله وشفاعة الشافعين.
- هذا الحديث يبعث الأمل في نفوس العصاة، ويحذرهم من اليأس من رحمة الله، ويحفزهم على التوبة والرجوع إلى الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل طاعته، وأن يعيذنا من النار ومن كل ما يقرب إليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٤٢٣)، وأبو داود الطيالسى في «مسنده» (٤٢٠) ومن طريقه ابنُ خزيمة (٥٤٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨٠٥) كلهم من طريق شعبة، عن حماد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حماد وهو ابن أبي سليمان، فإنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 148 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

📜 حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النّارُ بشفاعة الشّافعين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية