حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في عظم أهل النار وغلظ أجسامهم حسب أعمالهم وجرائمهم في الدنيا

عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا قال: أجل، واللَّه! ما تدري، إن بين شحمة أذلت أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا، تجري فيها أودية القيح والدم، قلت: أنهارا؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدرودت ما سعة جهنم؟ قلت: لا، قال: أجل، واللَّه! ما ندري حدثتني عائشة أنها سألت رسول اللَّه ﷺ عن قوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧] فأين الناس يومئذ يا رسول اللَّه؟ قال: «هم على جسر جهنم».

صحيح: رواه أحمد (٢٤٨٥٦)، والحاكم (٢/ ٤٣٦)، والبغوي في شرح السنة (٤٤١٥) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن المبارك، عن عنبسة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد قال: فذكره.

عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا قال: أجل، واللَّه! ما تدري، إن بين شحمة أذلت أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا، تجري فيها أودية القيح والدم، قلت: أنهارا؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدرودت ما سعة جهنم؟ قلت: لا، قال: أجل، واللَّه! ما ندري حدثتني عائشة أنها سألت رسول اللَّه ﷺ عن قوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧] فأين الناس يومئذ يا رسول اللَّه؟ قال: «هم على جسر جهنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد وغيره، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

أولًا:

تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر رواه الإمام أحمد في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه" وصححه، وهو من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

### ثانيًا. شرح المفردات
● سعة جهنم: مقاسها واتساعها وعظمتها.
● شحمة أذنه: اللحم الأسفل من الأذن.
● عاتقه: ما بين المنكب والعنق.
● مسيرة سبعين خريفًا: المسافة التي يقطعها المسافر في سبعين سنة (والخريف يطلق على السنة).
● أودية القيح والدم: مجاري واسعة مليئة بالصديد والدم.
● جسر جهنم: هو الصراط المنصوب على متن جهنم.

### ثالثًا. شرح الحديث
ينقسم هذا الأثر إلى قسمين:
القسم الأول: وصف عذاب جهنم وعظمتها
يبدأ الحديث بسؤال ابن عباس رضي الله عنهما لتلميذه مجاهد عن سعة جهنم، فيعترف مجاهد بعدم علمه، فيبين له ابن عباس - موثقًا كلامه بالقسم - أن المسافة بين شحمة أذن الكافر في النار وعاتقه تساوي مسيرة سبعين عامًا! وهذا يدل على:
1- ضخامة أجسام أهل النار وتعظيمها للعذاب، كما قال تعالى: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ [الفرقان:12].
2- شدة العذاب وتنوعه، حيث تجري فيها أودية من القيح والدم، وهو من أشد أنواع العذاب وأبشعه.
القسم الثاني: مكان الناس يوم القيامة
ينتقل الأثر إلى سؤال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...﴾، حيث تسأل: إذا كانت الأرض جميعًا بقبضة الله والسماء مطوية بيمينه، فأين يكون الناس؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «هم على جسر جهنم».
وهذا الجسر هو الصراط، الذي يكون منصوبًا فوق جهنم، يجتازه الناس حسب أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يزحف ويتعثر، ومنهم من يقع في النار.

### رابعًا. الدروس المستفادة
1- عظمة جهنم واتساعها، مما يدعو المسلم إلى الخوف من الله وتجنب معاصيه.
2- اليقين بحقيقة اليوم الآخر وما فيه من أهوال، فيستعد بالعمل الصالح.
3- عظمة الله تعالى كما في الآية، حيث إن الأرض جميعًا قبضته والسماء مطوية بيمينه، فلا يعجزه شيء.
4- فضل العلم والسؤال، كما فعلت عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.
5- الحث على التأمل في آيات الله والتفكر في وعيده ووعده.

### خامسًا. معلومات إضافية
- هذا الحديث يذكرنا بحديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» (وأشار بالسبابة والوسطى). رواه البخاري.
- الصراط من أهوال يوم القيامة العظيمة، وقد ورد ذكره في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «يُضْرَبُ جسرُ جهنم...» رواه مسلم.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله ورجائه، فيخاف عقابه ويرجو رحمته.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الناجين من أهوال يوم القيامة، والمجتازين الصراط إلى الجنة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٨٥٦)، والحاكم (٢/ ٤٣٦)، والبغوي في شرح السنة (٤٤١٥) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن المبارك، عن عنبسة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد قال: فذكره.
وإسناده صحيح إلا أن الجزء الأول منه موقوف في حكم الرفع.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وأما مما روي عن ابن عمر عن النبي ﷺ: «يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعا، وإن ضرسه مثل أحُد». فإسناده ضعيف.
رواه أحمد (٤٨٠٠)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٤٠٢) كلاهما من حديث أبي يحيى الطويل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره.
وأبو يحيى الطويل وشيخه أبو يحيى القتات ضعيفان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 230 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

  • 📜 حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب