اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يُعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يُعلِّم المعلِّمُ الغِلمانَ الكتابةَ ويقولُ: إن رسول الله ﷺ كان يتعوذ منهن دُبُرَ الصلاة: «اللهم أعوذُ بك من الجُبْنِ، وأعوذُ بك أن أرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمر، وأَعُوذُ بك من فتنة الدنيا، وأَعُوذُ بك من عذاب القبر».

صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٢٢) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن
عمير، قال: سمعتُ عمرو بن ميمون الأوّدي قال: كان سعد .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:

● يُعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات: أي كان يرددها معهم ويحفظهم إياها.
● كما يُعلِّم المعلِّم الغلمان الكتابة: يشبه حرصه على تعليم أولاده هذه الكلمات بحرص المعلم على تعليم الصبيان الكتابة، مما يدل على أهميتها البالغة.
● يتعوذ: أي يلجأ ويحتمي ويستعيذ بالله تعالى.
● دُبُرَ الصلاة: المقصود به بعد الفراغ من الصلاة، سواء كان ذلك مباشرة بعد التسليم أو في وقت السجود قبل السلام على القول الراجح.
● الجُبْن: صفة ذميمة هي ضد الشجاعة، وهي التخوّف والتردد عن فعل الحق أو القول به.
● أرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمر: أي أن أُرد إلى حالة الشيخوخة الضعيفة المهينة، حيث يضعف البدن والذهن، وقد يقترن ذلك بفقدان المروءة أو العقل أو الهيبة.
● فِتْنَةِ الدُّنْيَا: كل ما يصد عن طاعة الله من زينة الدنيا ومتاعها الزائل، من مال أو جاه أو شهوة.
● عَذَابِ القَبْر: العذاب الذي يقع على الإنسان في قبره بسبب تقصيره في حق الله، وهو حقيقة ثابتة بالإيمان بالغيب.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن حرصه الشديد على تعليم أبنائه هذا الدعاء العظيم، بنفس الجدية التي يعلم بها المعلم تلاميذه القراءة والكتابة. وهذا الدعاء كان النبي ﷺ يداوم على قوله بعد كل صلاة، مستعيذاً بالله من أربع أمور خطيرة:
- الاستعاذة من الجبن الذي يمنع المسلم من أداء واجباته والدفع عن الحق.
- الاستعاذة من أن يصل إلى سن الشيخوخة المتقدمة التي يكون فيها الإنسان ضعيفاً مهيناً، لا يستطيع طاعة الله كما يجب.
- الاستعاذة من فتنة الدنيا وزينتها التي تشغله عن الآخرة.
- الاستعاذة من عذاب القبر، وهو عذاب يقع على العصاة في حياتهم البرزخية.

3. الدروس المستفادة منه:

● أهمية التربية والتعليم: حرص سعد رضي الله عنه على تعليم أبنائه هذا الدعاء يدل على أن تربية الأولاد على الذكر والدعاء من أهم مسؤوليات الآباء.
● استغلال أوقات الإجابة: دبر الصلاة من الأوقات التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، فينبغي على المسلم أن يحافظ على الأذكار والأدعية الواردة في هذا الوقت.
● الاستعاذة من النقائص: الدعاء يشمل الاستعاذة من نقص في الخلق (الجبن) ونقص في العمر (أرذل العمر) ونقص في الدين (فتنة الدنيا) وعقوبة في الآخرة (عذاب القبر)، فهو استكمال للضعف البشري.
● خطر هذه الأمور الأربعة: حرص النبي ﷺ على الاستعاذة منها دليل على خطورتها وعموم بلواها.
● التأسّي بالنبي ﷺ: فينبغي للمسلم أن يحرص على الاقتداء بالنبي ﷺ في جميع أحواله، خاصة في أذكار الصلاة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الدعاء من أذكار ما بعد الصلاة المستحبة، ويُشرع للمسلم أن يقوله بعد كل صلاة، اقتداءً بالنبي ﷺ.
- يجمع الدعاء بين الاستعاذة من أمور دنيوية (الجبن، أرذل العمر، فتنة الدنيا) وأخروية (عذاب القبر)، مما يدل على شمولية الإسلام واهتمامه بشؤون الدنيا والآخرة.
● أرذل العمر ليس مجرد الكبر في السن، بل هو حالة من الضعف والهوان تصيب الإنسان في شيخوخته، فيفقد عقله أو صحته أو مروءته، فلا يستطيع أن يعبد الله كما كان في شبابه. وهو ما ذكره الله تعالى في سورة النحل: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ}.
● فتنة الدنيا تشمل فتنة المال والنساء والمنصب، وكل ما يمكن أن يصد الإنسان عن ذكر الله وطاعته.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياك من الجبن، وأن يردنا إلى أرذل العمر رداً جميلاً، وأن يقينا فتنة الدنيا وعذاب القبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٢٢) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن
عمير، قال: سمعتُ عمرو بن ميمون الأوّدي قال: كان سعد ... فذكره.
ورواه شعبة (٦٣٦٥، ٦٣٧٠) وزائدة (٦٣٧٤) وعبيدة بن حُميدة كلهم عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه ولم يذكروا أن ذلك كان بعد الصلاة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 476 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

📜 حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية