حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة

عن أبي ذر قال: يا رسول الله! ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يُصلون كما نُصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، وليس لنا مال تتصدق به، فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهنَّ من سبقك، ولا يلحقك مَنْ خلفَك إلا من أخذ بمثل عملك«؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: تُكبر الله عز وجل دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتسبحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».

صحيح: رواه أبو داود (١٥٠٤) عن عبد الرحمن بن إبراهيم (وهو دُحيم) حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية قال: حدثني محمد بن أبي عائشة قال: حدثني أبو هريرة قال: قال أبو ذر فذكره.

عن أبي ذر قال: يا رسول الله! ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يُصلون كما نُصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، وليس لنا مال تتصدق به، فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهنَّ من سبقك، ولا يلحقك مَنْ خلفَك إلا من أخذ بمثل عملك«؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: تُكبر الله ﷿ دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتسبحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه جوهرة ثمينة من جوهرر العبادات القولية التي تدرك بها من سبقك من أصحاب الأموال في الأجور. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● أصحاب الدثور: جمع دَثْر، وهو المال الكثير. أي أصحاب الأموال الوافرة.
● بالأجور: يحصلون على أجور عظيمة بسبب صدقاتهم.
● فضول أموال: فَضْل أموالهم، أي ما زاد عن حاجتهم.
● تدرك بهنَّ من سبقك: تلحق بهنَّ من تقدمك في الفضل والأجر (أي أصحاب الأموال).
● ولا يلحقك من خلفك: لا يسبقك من جاء بعدك إلا إذا عمل مثل عملك.
● دُبر كل صلاة: بعد كل صلاة مفروضة.
● زبد البحر: ما يعلو موج البحر من رغوة بيضاء.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يشكو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تفوق أصحاب الأموال في نيل الأجور بسبب تصدقهم بفضول أموالهم، بينما هو وإخوانه من الفقراء لا يستطيعون ذلك، فيخافون أن يفوتهم ذلك الأجر.
فيعلمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذكر العظيم الذي يعادل في أجره الصدقة بالمال الكثير، بل يجعله يلحق بالسابقين في الخير، ويسبق اللاحقين، إلا من عمل بمثل عمله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص الصحابة على الخير: يظهر من شكوى أبي ذر رضي الله عنه شدة حرصه على نيل الأجور ومخافته من فواتها.
2- عدل الإسلام ومساواة الفرص: الشرع الإسلامي يساوي بين الغني والفقير في فرص نيل الأجر، فمن أوسع الله عليه فله الصدقة، ومن ضاقت عليه فله الأذكار والتسبيح.
3- فضل هذا الذكر العظيم: أن هذه الكلمات تغفر الذنوب كلها ولو بلغت من الكثرة والكبر مثل زبد البحر.
4- المداومة على الأذكار بعد الصلاة: يستحب للمسلم المحافظة على هذا الذكر بعد كل صلاة مفروضة، فهو من أيسر الأعمال وأعظمها أجراً.
5- التوازن بين العبادات المالية والبدنية: الإسلام شرع أنواعاً متعددة من العبادات ليشترك فيها كل الناس حسب طاقتهم واستطاعتهم.

رابعاً. صيغة الذكر وكيفيته:


يستحب أن يقول المسلم بعد كل صلاة مفروضة:
● الله أكبر (ثلاثاً وثلاثين مرة).
● الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين مرة).
● سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين مرة).
ليكون المجموع (99) مرة، ثم يختم بـ:
● لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (مرة واحدة).
ويجوز أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) حتى يتم الثالثة والثلاثين من كل واحدة، كما جاء في بعض روايات الحديث.

خامساً:

فضل هذا الذكر:
قد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضله بقوله: «غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». وهو فضل عظيم لا يستحقه إلا هذا العمل الجليل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٠٤) عن عبد الرحمن بن إبراهيم (وهو دُحيم) حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية قال: حدثني محمد بن أبي عائشة قال: حدثني أبو هريرة قال: قال أبو ذر فذكره. وإسناده صحيح، والوليد بن مسلم مدلس، ولكنه صرّح بالتحديث وأخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (٢٠١٥) وهو عند الإمام أحمد (٧٢٤٣) عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد. ورواه ابن ماجه (٩٢٧) عن الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قيل للنبي ﷺ، وربما قال سفيان: قلت: يا رسول الله! وجاء فيه: «ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم، وفُتُّمْ من بعدكم. تحمدون الله في دبر كل صلاة، وتُسِّبحونه، وتكبرونه، ثلاثًا وثلاثين، وثلاثا وثلاثين، وأربعًا وثلاثين».
قال سفيان: لا أدري أيتهن أربع.
قال الأعظمي: لقد سبق في حديث كعب بن عُجرة أن التكبير يكون أربعًا وثلاثين وهو الذي يؤيده أيضًا حديث زيد بن ثابت الآتي.
وأخرجه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (٧٤٨) عن عبد الجبار بن العلاء، نا سفيان به مثله، وزاد في آخر الحديث مع قوله: «دبر كل صلاة». «وإذا أويت إلى فراشك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 481 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

  • 📜 حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب