حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٨٤٣)، ومسلم في المساجد (٦٩٥) كلاهما من طريق معتمر، عن عبد الله، عن سُمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شروح الحديث عند أهل السنة والجماعة.
شرح الحديث:
1. شرح المفردات:
● أهل الدثور: أصحاب الأموال الكثيرة. والدَّثْر هو المال الوافر.
● الدرجات العلى: المنازل الرفيعة في الجنة.
● النعيم المقيم: النعيم الدائم الذي لا ينقطع.
● بين ظهرانيه: بين أظهر الناس، أي في زمانكم.
● يسبحون ويحمدون ويكبرون: أي يقولون: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يشكو فقراء الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تفوق الأغنياء عليهم في الأعمال الصالحة بسبب أموالهم التي ينفقونها في الطاعات كالحج والعمرة والجهاد والصدقة، مع تساويهم في الصلاة والصيام. فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى عملٍ يسيرٍ يعادل ثواب إنفاق الأموال، ويجعلهم يلحقون بالأغنياء في الأجر، بل ويتفوقون على من بعدهم إذا التزموا به.
3. الدروس المستفادة منه:
● التيسير على الأمة: من رحمة الله تعالى أن جعل أبواب الخير واسعة، ولم يحصرها في الإنفاق المادي فقط.
● قيمة الذكر: للذكر مكانة عظيمة في الإسلام، فهو يعدل إنفاق الأموال الطائلة في سبيل الله.
● مساواة الفرص في الأجر: يستطيع الفقير والغني أن يتسابقا في الخيرات، فلكلٍ مجاله الذي يتفوق فيه.
● الحكمة من الاختلاف في الرواية: الاختلاف في كيفية التسبيح (33+33+34 أو 33 لكلٍ) من باب التنويع في العبادات، والأمر فيه سعة.
● حرص الصحابة على الخير: سرعة استجابة الصحابة وتنافسهم في العمل الصالح.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- يستحب الإتيان بهذا الذكر بعد كل صلاة مفروضة.
- جمعه كله (33 تسبيحة + 33 تحميدة + 33 تكبيرة) يكون 99، وهي عدد أسماء الله الحسنى، وفي تمام المائة يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
- هذا الذكر يكفر الذنوب الصغرى، ويرفع الدرجات، وهو من أسباب محبة الله تعالى للعبد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله ﷺ فقالوا: سمع إخوانُنا أهلُ الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله: وذلك فضل الله ﷺ يؤتيه من يشاءُ».
وقوله: الدُّثور بضم المهملة والمثلثة، جمع دَثرُ بفتح ثم سكون، وهو المال الكثير.
وقوله: النعيم المقيم: أي الدائم، وهو نعيم الآخرة وعيش الجنة.
وقال مسلم: وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن الليث، عن ابن عجلان قال: سُمي: فحدثتُ بعض أهلي هذا الحديث فقال: وهِمتَ. إنما قال: تُسبِّحُ الله ثلاثًا وثلاثين، وتحمدُ الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبرُ الله ثلاثًا وثلاثينه.
فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، حتى تبَلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين.
ثم قال مسلم: وحدثني أمية بن بسطام العَيْشيُّ، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا رَوح، عن سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنهم قالوا: يا رسول الله! ذهب أهلُ الدُّثور بالدرجات العُلى، والنَّعيم المُقيم، بمثل حديث قتيبة عن الليث، إلا أنه أدرج في حديث أبي هريرة قول أبي صالح: ثم رجع فقراءُ المهاجرين ... إلى آخر الحديث. وزاد في الحديث: يقول سُهيل: إحدى عشرة إحدى عشرة. فجميع ذلك كله ثلاثة وثلاثون.
قال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (٢/ ٢٧٣): «صنيع مسلم يقتضي أنه كان عند سُهيل حديثان متغايران، وقد قيل: إن التغيير من قبل سُهيل، فإنه لم يتابع عليه، وقد سبق التصريح عن أبي هريرة بأن كل كلمة تُقال ثلاثًا وثلاثين». انتهى.
وخلاصة القول: أن قوله «ثلاثًا وثلاثين» يحتمل أن يكون المجموع للجميع، فإذا وزع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سهيل بن أبي صالح كما رواه مسلم وكذا البخاري إلا أنه قال: «تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا، وتكبرون عشرًا»، ولكن لم يتابع سهيل على ذلك. والأظهر أن المراد أن المجموع لكل فرد فرد - يعني تُسبح الله ثلاثًا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبر الله أربعًا وثلاثين، تكملة لمائة. وهذا الذي تشهد له الأحاديث الأخرى كما سيأتي.
وسوف يأتي تسمية قائل: ذهب أهل الدثور وهو: أبو ذر الغفاري.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 474 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 449 اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت...
- 450 دخلت على النبي ﷺ وهو يصلي، وقد وضع يده اليسرى...
- 451 يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده
- 452 السّلام على أخيه من على يمينه وشماله
- 453 عن أبي معمر أن أميرًا كان بمكة يسلم تسليمتين
- 454 كان يُسلم عن يمينه وعن شماله حتى يُرى بياض خده
- 455 التسليم في الصلاة عن اليمين والشمال
- 456 التسليم في الصلاة عن اليمين وعن الشمال
- 457 صلاة رسول الله ﷺ كما صلى أبو مالك الأشعري
- 458 صلاة رسول الله ﷺ بالليل ثمان ركعات
- 459 يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويسمعناها
- 460 حذف السلام سنة
- 461 إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف
- 462 إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه
- 463 ينصرف عن يمينه بعد الصلاة
- 464 رب قني عذابك يوم تبعث عبادك
- 465 ينصرف عن يساره في الصلاة
- 466 كان النبي إذا صلى أقبل علينا بوجهه
- 467 صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء
- 468 ينصرف النبي ﷺ على جانبيه يمينًا وشمالًا بعد الصلاة
- 469 ينفتل النبي ﷺ عن يمينه وعن يساره في الصلاة
- 470 يُصَلِّي حافيًا وناعِلًا
- 471 يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلًا وحافيًا
- 472 كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا...
- 473 رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة المكتوبة
- 474 يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
- 475 من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين
- 476 اللهم أعوذ بك من الجبن وأرذل العمر وفتنة الدنيا وعذاب...
- 477 لا إله إلا الله وحده لا شريك له دُبر كل...
- 478 عن ثوبان: كان النبي إذا انصرف من صلاته استغفر الله...
- 479 كان النبي ﷺ إذا سَلَّم لم يقعد إلا مقدار ما...
- 480 ثلاث وثلاثون تسبيحة وتحمدية وتكبيرة دبر كل صلاة
- 481 تُكبِّر الله وتحمده وتُسبِّحه دُبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين
- 482 أمرنا أن نسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين
- 483 أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا...
- 484 يُسبح الله في دُبُر كل صلاة عشرًا ويحمده عشرًا ويكبره...
- 485 لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على...
- 486 أقرأ المعوذات دبر كل صلاة.
- 487 إذا سلم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدمت،...
- 488 لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت
- 489 أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي
- 490 يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله
- 491 أحقهم بالإمامة أقرؤهم
- 492 إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم
- 493 أبو بكر يصلي بالناس في مرض النبي
- 494 امر النبي ابو بكر ليؤم الصلاة بالناس
- 495 امر النبي ابا بكر بالصلاة بالناس في مرضه
- 496 النبي ﷺ ينظر إلى المصلين في مرض موته ويتبسم
- 497 إنكن صواحب يوسف
- 498 رسول الله أمر أبا بكر أن يؤم الناس
معلومات عن حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
📜 حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُسبِّحونَ وتَحمَدونَ وتُكبِّرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








